المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مِعراج حُزن



اكليل الصمت
09-10-2016, 11:21 PM
/

مِعراجُ حُزن..
.
.


جِئتَ مُترنِحاً..!
هَا هو ذا مِعوَل جبَروتك يَجترُّ قَدَماكَ عِنوة..
يَرتادُ المَدى
يتنمّرُ على فَواصِلِ الكونِ المُرتَعِدَة
والريَاحُ المُتدليّة الأرجُل



جِئتَ مُترنِحاً..!
قَدماكَ غارِقتانِ في مَواضِع الطينِ والوَحل..!
لا تُوقِظ الأرض بتَثَاقُلِكَ ذاك..
فهذهِ الأرضُ لن تنبتُ تِريَاقاً
أو لِقاحاً شديدُ الفعالِيَة
للسُموم العالِقَة في شجَرة الرّمان تلك
ولا الجِبال المُحيطة ستُجهِضُ مَعادِنها الصَلدَة
على أرضٍ ديجُورَها نِصفُ بؤرتِك
ولا الأزقّة ستلقي السَمعَ مُحاوِلة تحسُس إرتِفاع أنفاسِك
ولا النَوافِذ قد تسرِفُ في النَظَرِ إليك
لاشكَ أنكَ فقدتَ أولى مُحاوَلاتِك
في تَشويه وجهَ العَالم
بخطوَتِكَ المُبهرَجَة



جِئتَ مُترنِحاً..!
تُقطّعُ العَتَباتَ إرباً إرباً..!
يقفُ البابُ مشدوهاً حانِقاً، يلقي تحيتهُ الألفَ بعدَ المئة
على تكنيس الشُقوق العَتيقَة ل قدميك..
ومِن ثم.. ذاكَ الفقدُ الغَائِر مازالَ راسِخاً
لم يتَلاشى..
لازالَ يُذكّرهُ جيداً بمراوغتكَ تلك..
حينمَا هززتَ ذيلَ الريحِ بحمَاسَة
جامِعاً صَفيرهُ في آنيَة
وحينما..
تسللتَ إلى المَآذنِ والسقوف عبرَ رقصةٍ بالِيَة
إلى ذاكِرَةٌ لا تندَمِلُ في عيون التائِهين..
المُتعَبين..
جئتَ مُترنِحاً.. تُؤطِّرُ تُهمةَ الذِكرى
كم منَ البَلادة اقتَرَفَتها الألسِنَة
وكم من خيبةٍ عقاربها بانَت على صمتِهم
حنينٌ كافرٌ.. يَحظَى بالمُكُوثِ على مَقرِبَة



جئتَ مُترنِحاً..
الليلُ صرّةَ الجُنون.. يؤمُ الخُطى في صلاةٍ لا ركوعَ لها
ولا يَقين
فكيفَ أَدرَكتَ مفاتيحَ العودَةِ بتفاصيلٍ ضبابيّةُ الرؤيا
وكيفَ إستَوَت مَوجةَ السُكوت على وقعِ غيمةٍ شعثاء..
جئتَ مترنحاً..
جئتَ متمرداً..
وعبثاً تجئ..
تختالُ في خُطاكَ أجنّةُ البوحِ بقسطٍ من تيه
تقفُ على شُرفَةَ حُلمٍ..
تملأَ العالمَ ضجيجاً
وأمتلئُ أنا بغُربَةٍ لا مثيلَ لها
وعبثاً تَجئ..
تُحطّمُ معظمَ الأشيَاء..
تُجلِي حِدّةَ المَعنَى على عَجَل..
وتَنقُلُنا.. على جُنحٍ من سراديبِ الوَجَع


/

ســـعـيد مصــبـح الغــافــري
09-10-2016, 11:28 PM
وأخيرا أطلت علينا بعد غياب طويل وانتظار طال مع الشوق
أخيرا أطلت علينا الكاتبة القديرة / إكليل الصمت
يا الله .. كم جدا جدا اشتقت لزخات كلماتك غاليتي إكليل ما أروعك ما أعذبك وأنت تنسكبين مطرا من أحاسيس نقية من غيم الروح .. سعيدة هي الروح حين تقف تحت وابل مطرك كطفل سعيد بالبلل ووقع الهطول .. دمت بألف خير وسعادة الكاتبة / اكليل الصمت
تشرفت أن يكون أول من يمر هنا بكل سعادة وفرح
لا تطيلي غياب الهطول
رب يسعد حياتك

زهرة الأحلام
11-10-2016, 01:58 PM
.
.


غاليتي / اكليل ..
أحرفكِ تُغردُ هُناك .. حيثُ واحةُ الجمال و الإبداع !
أسعدكـ الرحمن !

Raba
12-10-2016, 09:55 PM
اكليل كلمات في غاية الفصحى
أعجبت بحروفك التي زينتي بها النص
بارك الله فيك ووفقك الله

السفينة
15-10-2016, 07:49 AM
محبرتك مغايرة لكل التفاصيل المعروفة ..
جميلاً جداً هذا السكب الروحي ..
كوني بخير .. حفظك الرحمن ورعاك ..