المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تناول الغداء مع دردشة الوات ساب !!



طبيب الزجاج
11-10-2016, 10:57 AM
تناول الغداء مع دردشة الوات ساب!

التقدم التكنولوجي الذي نشهد إفرازاته بشكل متسارع، لا نتورع في استخدامه بطرق خاطئة تؤثرفي كل مفاصل حياتنا اليومية، حتى وصل منامنا وموائدنا للأسف، فاليوم ننام على الهواتف النقالة نضعها تحت وسائدنا، ولا تغمض جفوننا إلا بمشاهدة آخر رسالة في الجروب الفلاني، أو من صديق، بل نتأخر في النوم لمتابعة مهاترات في الجروبات، والصراعات الكلامية الجدلية عديمة الفائدة، وننهض من النوم، نتحسس الوات ساب، وما به من رسائل، ونتصفحها وبعد ذلك نقوم لأداء صلاة الفجر للأسف، ويستمر اليوم كهذا في العمل، وفي قيادة السيارة، تكاد لا تمر دقيقة في المتوسط إلا ونفتح الأجهزة النقالة للاطلاع على ما تبثه من معلومات دقيقة وغيرذلك في شتى المجالات منها الغث والسمين، فلا يمر يومنا إلا بالإساءة في استخدام هذه التقنيات الحديثة، وعدم توظيفها بشكل أفضل .
وامتدت العادات السيئة في التعاطي مع الوات ساب إلى موائدنا، العشاء والغداء والإفطار، فاليوم قليلا ما تشاهد عائلة ملتئمة على عشاء أو غداء، وتتسامر، وإنما تجد الكل منكبا على جواله، ويسود الصمت، إلا من بعض الابتسامات والنكات وفق ما تستقبله الأجهزة، وتنعدم الأحاديث الودية بين الأهل والأصدقاء، لذا فلا تجد في الوقت الذي تقضيه مع العائلة أو الزملاء لذة تذكر، لأنه انقضى في الشات مع آخرين، بعيدا عن من نجلس معهم.
وتجد الكل يسرح مع من يراسله، ‏ سلوكيات خاطئة تتجاوز الكثير من القيم المجتمعية، التي توقّر مثل هذه الجلسات سواء مع العائلات أو الزملاء أو الضيوف، هذه الجلسات كانت لها برتوكولاتها، وقواعدها في كيفية الجلوس والكلام، بل لا يمكن تجاوزها بتسفيه من تجالسه بالانشغال بالغير او عدم الاكتراث به واللامبالاة به، فاليوم أصبحت هذه القيم في مهب الريح للأسف، ونحتاج إلى التوعية بمخاطرها على الفرد و المجتمع، حفاظا على القيم النبيلة التي يجب أن ينقلها جيل بعد آخر.
فما يضير الولد أن يضع هاتفه في جيبه أثناء العشاء مع أهله، احتراما وتقديرا لمن يجلس معهم كوالديه وإخوانه، ويستمع لأحاديثهم وقصص حياتهم، ويستفيد منها في حياته، وما يضير الأب أيضا أن يعوّد أبناءه على ترك الهواتف جانبا عند الجلوس سواء للإفطار أو الغداء أو العشاء مع بعض، واضعا أسسا لأبنائه في الجلوس وآدابه، ويربي أولاده على قيم آداب الجلوس واحترام الجالسين، وكذلك دور الأمهات يتمثل في أن يغرسن في بناتهن الإصغاء والجلوس مع الامهات، وعدم اللعب بالأجهزة النقالة، وغيرها.

فالكل عليه مسؤوليات مواجهة التغيرات السلوكية التي تعتري المجتمع، والممارسات خاطئة لهذه التقنيات في الجلسات مع الأهل، فلهم احترامهم وتقديرهم، و‏الضيوف لهم وضعهم ومكانتهم في الأعراف الاجتماعية التي تربينا عليها. فهذه الجوانب في خضم التطورات والموجات التي تخطف أخلاقيات وسلوكيات أبنائنا إلى سلبياتها وتأثيراتها غير الإيجابية، يجب أن تقابل بجهود مجتمعية تعمل على التوازن بين التطورات الحديثة والقيم المجتمعية المتوارثة، بحيث تستنفع الأجيال من التقنيات، ولا تؤثر على سلوكياتهم سلبا، وبذلك نكون قد خلقنا مجتمعا متوازنا، يستفيد من التكنولوجيا بشكل لا يؤثر على مجريات حياته وقيمه وسلوكه.
إن جهودا كبيرة يجب أن تبذل من كافة الجهات المختصة، سواء أجهزة الإعلام، أو خطباء المساجد، والأهالي في الحد من التأثيرات السلبية لهذه التقنيات، وكيفية استخدامها إيجابيا لا يؤثر على العديد من المنطلقات والقيم التي ينبغي أن تبقى دون مساس، جيلا بعد آخر، لما تعكسه من هويتنا.
بالطبع ليس كل الأفراد ممن يتأثر بهذه المتغيرات وتأثيراتها، لكن السواد الأعظم في المجتمع، بات ضحية هذه الوسائل للأسف.
نأمل أن لا ننجرّ وراء التأثيرات غير الإيجابية لهذه الوسائل وأن نخصص وقتا لكل شيء، خاصة عندما يتعلق الأمر بالجلوس مع الأهل والضيوف والأصدقاء للأكل أو القهوة، هذه الأوقات أسمى وأثمن من أن تضيع بالشات والوات ساب وغيرها‏.

علي بن راشد المطاعني

صدى صوت
11-10-2016, 12:36 PM
التطبيقات المتنوعه اخذت حيزا كبيرا من يومنا وسرقت منا لحظات جميلة كان من الاولى ان نقضيها مع من حولنا من اسرة واصدقاء واخذت منا اوقات جميلة كنا نقرأ فيها الكتب .. مثلما لها جانب ايجابي فجوانبها السلببه تكاد تطغى على الايجابيه .

نداء الحياه
12-10-2016, 09:53 AM
بالفعل نحن في جيل يعلم اصدقائنا الالكترونيون ما لا يعلمه اصدقائنا الواقعيون عنا
الاجهزه الالكترونيه كما يقال "سلاح ذو حدين" ولابد من ان نتعلم كيف نستخدمه قبل ان نستخدمه فعلياً
وقد اصبحت بيوتنا في الاونه الاخير بسبب هذه البرامج "بيوت بلا اسرار" بعد ان كنا نردد "البيوت اسرار"
فما من هدية تدخل المنزل او تخرج منه الا وقد علم بها من في الارض ومن في السماء
وما من طفلة بدأت تتحدث الا وقد علم عنها جميع امة محمد
وما من فرد توظف او حصل على ترقيه او احيل الى تقاعد الا وقد علم الناس قبل اهله المقربون بهذا الخبر !
هكذا اصبح حالنا بالضبط ..
فقط نردد الله المستعان