المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تصريحات معالي يوسف بن علوى لدى جريدة عكاظ



ابو المعتصم بالله
13-10-2016, 07:52 AM
وزير الشؤون الخارجية في عُمان قال إن «جـــاستا» يعكس ثقافة الأمريكيين.. انتقائية واضحة
ابن علوي لـ «عكاظ»: لم يتصل بنا صالــح وليست لنا «علاقة خاصة» بالحوثيين
الخميس / 12 / 1 / 1438 هـ13 أكتوبر 2016 م 02:45
ابن علوي لـ «عكاظ»: لم يتصل بنا صالــح وليست لنا «علاقة خاصة» بالحوثيين
حاوره في مسقط: جميل الذيابي
نرفض «الاتحاد».. مجلس التعاون كافٍ.. ولم نتوسط لإعادة العلاقات بين طهران والقاهرة
أعرف ما يحدث في سورية.. وستُفتح الأوراق يوما ما .. وأخطأ جميعنا فيها
تَخَالُهُ بهدوئه الشديد، وإيثاره الصمت، ضنيناً بالرد على أي سؤال يوجّه إليه، خصوصاً في شؤون سلطنة عمان وشجون المنطقة الخليجية. لكن الحقيقة غير ذلك، بل نقيض ذلك تماماً، إذ يحرص وزير الشؤون الخارجية العماني على الرد بصراحة على كل ما يوجه إليه من أسئلة، ويتمسك بكل كلمة يقولها مهما تفنن سائله في
مواضيع أخرى
ابن علوي: لا نداهن إيران ومستعدون لتوضيح «شبهات» تهريب السلاح
إعادة صياغة سؤاله ليوقعه في فخ التناقض. اكتسب الوزير يوسف بن علوي بن عبدالله خبرات متراكمة في الدبلوماسية وإدارة العلاقات الخارجية، منذ تعيينه سفيراً لبلاده لدى لبنان في 1973، ومنذ توليه دفة وزارة الشؤون الخارجية في ديسمبر 1997. وزادت تلك التجارب والخبرات بمعايشته اللصيقة أزمات المنطقة والعالم، والأدوار التي قامت بها بلاده في عدد من تلك الأزمات. وهي تقوم راهناً بدور في المساعي الرامية لحل النزاع اليمني. وتتحدث أنباء عن قيامها بدور في حلحلة نزاعات أخرى.
يلقي ابن علوي اللوم على الأفرقاء اليمنيين كافة في ما حلّ ببلادهم. ويرى أنهم وصلوا إلى مرحلة من النزاع وتدمير الذات جعلتهم يبحثون عن مخرج. لكنه يؤكد أن الحل في اليمن بيد الممثل الأممي، بناء على مبادرة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري التي يصفها بأنها خريطة طريق. وأكد ألا علاقة خاصة بين مسقط وأي فريق يمني، بمن في ذلك الحوثيون والمخلوع علي عبدالله صالح. ورفض ابن علوي وصف علاقات بلاده بإيران بأنها مميزة، واختار أن يصفها بـ«الطيبة»، مؤكداً أنها ليست على حساب أحد. وبرر عدم مشاركة عمان في «عاصفة الحزم» بأنها لا تريد الدخول في حرب مع أحد. وشدد على أنه مستعد لتوضيح أي اتهامات لبلاده بالسماح بتهريب أسلحة إيرانية للانقلابيين إذا تلقى استفساراً بهذا الشأن من الشقيقة السعودية. وأكد أن المخلوع صالح لم يتصل به مطلقا. وفي شأن سورية، ذكر أنها في أزمة ومأزق كبير، ملقياً اللائمة على العرب أجمعين. لكنه قال إن الحل في سورية أضحى بيد «اللاعبين الكبار». وأن العرب تسببوا في كثير من المآسي بسبب «فوضى الربيع العربي». هنا نص الحوار مع وزير الشؤون الخارجية العماني:
• تحاول سلطنة عمان القيام بوساطة بين الانقلابيين والحكومة الشرعية اليمنية. أين وصلت الوساطة؟
•• اليمن كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم «اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا»؛ والمقصودة بهذا الحديث يمننا وشامنا كما جاء في قول العلماء أن ما هو يمين مكة وشمالها؛ هذا يعني أن التواصل بين العرب شمالا وجنوبا قضية منذ الأزل، وهذا ترابط أساسي. والقضية اليمنية من وجهة نظري الشخصية، أن إخواننا في اليمن، جميعا دون تفرقة بينهم، تسببوا في تهيئة أنفسهم وبلادهم لصراع. صراع ربما استهانوا به. كل استهان بالثاني، وهو ليس كذلك. لكن هي سلسلة من الصراعات. منذ زمن الإمام يحيى، ثم الثورة، ثم الانقلاب. صراعات بين الأطراف داخلياً وخارجياً. وما حصل في اليمن فرصة ليستقر. الآن الذي وقع، ولا أحد يعلم الغيب، «لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير»، الآن الوضع كما نراه أن الجميع يبحثون عن مخرج لإنهاء هذه الحرب. ومن ضمن مسؤوليات مجلس التعاون أن يهيئ اليمن وأهل اليمن وكل الفعاليات السياسية في اليمن دون ذكر أسمائها لمرحلة ما بعد الحرب. وأنا لا أستطيع أن أزعم أو أدعي أننا نحن الوحيدون سنقوم به. لن يتم إلا بتعاون الجميع. مشكلة اليمن هي في إطار مجلس التعاون، مجلس التعاون له مسؤولية، ومسؤوليتنا نحن جميعا أن نهيئ اليمنيين للصلح، ولإعادة بلدهم.
• تلعب سلطنة عُمان دور الوسيط بين الأطراف اليمنية «الشرعية والانقلابيين»...
•• نحن نعمل بمعرفة الجميع، والمبعوث الأممي يقوم بعمله، ولا نتدخل في ما يقوم به. وهذا الأمر لا يحتاج إلى الوساطة بقدر ما يحتاج إلى التوافق بين كل الأطراف لعودة الأمن لليمن. وعندي نظرية: إذا المشكلة بيني وبين فلان معروفة، فيعني عدم الحاجة إلى وساطات. الوساطة في الأمور غير المفهومة، لكن بحكم العلاقات والجوار والمصالح المتداخلة فإن في هذه الخلافات تدخلا بالقدر المسموح، وبالتالي يمكن أن يتقلص الخلاف برغبة الطرفين بالتوافق. هذا ما نراه.
• وأين وصلت عملية المفاوضات؟
•• بكل صراحة بيد ممثل الأمم المتحدة.
• هل دوركم مساند لدور المبعوث الأممي؟
•• هذا رأيه. سواء كانت حالة التشاؤم لديه عالية أو منخفضة، أو متوسطة. ولكن هذه الأزمة لا بد أن تنفرج.
اجتماعات عمان
• هناك مفاوضات تمت في الكويت، وكذلك في ظهران الجنوب. نريد أن نعرف ماذا تم في مسقط؟
•• الاجتماعات التي تمت أخيرا في عُمان كانت في إطار مشاورات الأمم المتحدة وبحسب منظورها.
• هل هناك دور عماني لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتحاربة؟
•• لا أخفي سراً، هناك خريطة طريق الآن وضعت، تم الاتفاق عليها في لقاء مجلس التعاون وبريطانيا وأمريكا، بما أنهم شركاء مجلس التعاون في هذا الجانب. هذه خريطة طريق تضع خطة يمنية للتنفيذ، وفي أحسن الأحوال خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع تكون منتهية. ودورنا نحن في مجلس التعاون، وربما عمان يكون لها دور بصفتها البلد الذي لا يزال يحتفظ بعلاقات مع طرفي النزاع، ونتمنى أن نوفق، ولكن في الأساس القضية بيد الأمم المتحدة، وليست بيدنا نحن، ولا ينبغي أن تكون بيد أحد آخر. دور الأمم المتحدة هو الدور الفاعل.
• وماذا عن المبادرة الخليجية؟ هل انتهت؟
•• نحن في دول المجلس أصحاب المبادرة الخليجية، ولكن خلطاً حصل بين ذلك الوقت والوقت الحالي. المبادرة الخليجية كانت تهدف بالدرجة الأولى إلى توفير ظروف مناسبة لكي يخرج الرئيس السابق علي عبدالله صالح من السلطة، ويحل محله نائبه؛ هذا كان الحل، وهذا ما تم.
• صالح خلع من كرسي الرئاسة وعاد للتدخل بطرق ملتوية.
•• من يحكم هذه الفترة الطويلة ليس من السهل أن يتخلص من ذلك بسرعة، ربما هذه النقطة لم تكن واضحة، ولكن صار الذي صار، ونشبت الخلافات.
علاقة مسقط بطهران
• هناك تدخلات إيرانية في اليمن، وبحكم العلاقة المميزة بين السلطنة وإيران، لِمَ لا تنصحونها بعدم التدخل في الشأن اليمني؟
•• نحن لا نقول علاقات «مميزة» ولكن «طيبة» مع إيران، وغير إيران... انظر يا أخي العزيز.. في عالم اليوم اختلطت الأوراق كلها، ولم يعد هناك أحد لا يتدخل في شأن غيره، وهذا نتيجة ما بعد الحرب الباردة، قالوا العالم قرية صغيرة فأصبحت التدخلات في كل مكان، وانتشرت القضايا المذهبية، والطائفية، والعرقية، وعندنا في العالم العربي مفهوم يقول «يعلق على قميص عثمان»، والأمر مربوط باليمنيين، واليمنيون أعرف بمصلحتهم.
• لكن إيران تتدخل بشكل سافر في الشأن اليمني، وهذا غير مقبول كما يراه اليمنيون أنفسهم وكذلك جيرانهم.
•• يا أخي العزيز إذا أنت لم تأت إليَّ لم آت إليك. اليمنيون اختلفوا في ما بينهم، وأنت تعرف أن هناك ست حروب نشبت مع الدولة المركزية، والإنسان الذي يحارب يبحث عمن يساعده، والمفترض أن يكون الجميع حريصين على بعضهم.
•... لكن إيران تتدخل؟
•• يا أخي نحن اتهمنا بتدخلنا في أفريقيا.
علاقتنا بإيران ليست حسابا حتى تكون على حساب أحد
في عمان نحاكم من يعلن تأييده للبغدادي وفق القانون
• تدخل دول الخليج في اليمن يختلف عن إيران، دول شقيقة وجارة، لكن ما هو مبرر إيران؟
•• أنا لا أدافع عن إيران ولا عن أحد، حتى أكون واضحا في هذه القضية، لكن هي منشأها العلاقات الثنائية، إيران مع الدول العربية، ومن ضمنها المملكة العربية السعودية، والبحرين، وعمان، علاقتها كانت كالترمومتر تطلع وتنزل، وفي مرحلة من مراحل العلاقات كانت جيدة من أحسن ما يمكن، أيام الرئيسين رفسنجاني وخاتمي، ومع تسلم الرئيس أحمدي نجاد ثم حسن روحاني تغيرت السلطة، وتغيرت العلاقات، وهذا ما يشعرك بالأسى.
• العلاقة الطيبة، بالأصح المتميزة، بين السلطنة وإيران هل هي على حساب أحد؟
•• أصلا ليست هي حساباً حتى تكون على حساب أحد. صدقني ليست على حساب أحد، ولن تكون على حساب أحد.
• سلطنة عمان لم تشارك في «عاصفة الحزم»، علما أن «عاصفة الحزم» لمنع الانقلاب بطلب من حكومة شرعية، ولتنفيذ القرار الأممي 2216. السؤال الذي يتردد دائماً: لماذا عمان تغرد خارج السرب الخليجي؟
•• هذا كلام يتردد في مواقع التواصل الاجتماعي، ونحن نعرف أن مواقع التواصل الاجتماعي ليست عليها مسؤولية. إنما نحن كنا نرى أن مشكلة اليمن مهما كانت كبيرة أو صغيرة أن نبادر فيها بكل الوسائل، على الأقل أن نرفع عن أنفسنا العتب، لأن الحرب قاتلة، ومدمرة. هناك أخطاء كثيرة حدثت، ولكن الميزة أن الإنسان يتلافاها، ويعدل من مسارها، ومن لديه شكوك يزيلها، وهذا جوار، اترك ابن جارك.نحن لسنا مع أي حرب في أي مكان. الحروب لا تحل المشكلات.
• عدم دخول السلطنة في التحالف العربي.. هل هو بمبرر أنها لا تريد الدخول في حرب؟
•• لا نريد الدخول في حرب مع أحد.
• ولكن هناك انقلاباً وناراً؟!
•• الانقلاب بين اليمنيين، وقلت في البداية إن اليمنيين هيأوا لأنفسهم هذا الصراع.
• ولكن الحكم أسقطته الميليشيات بالقوة؟
•• سقط الحكم لأنه هيأ لهم هذا الصراع، وهذا الكلام أقوله بكل وضوح.
• وتتفرج عليهم ولا تحل المشكلة؟
•• لا نتفرج، ولكن يجب أن نسعى بين اليمنيين.
• كيف هي علاقتكم مع الحكومة الشرعية في اليمن؟
•• الحكومة الشرعية في اليمن حافظت على شرعية الدولة في اليمن، ولذلك أنا قلت من البداية إن اليمنيين راحوا لهذا الصراع كلهم، وهذا لا ينكره أحد منهم. يعني بينهم والرئيس هادي والحكومة في ذاك الوقت كانت متبادلة بينهم وبين الحوثيين تواصل وصلات واتفاقيات وكلام، ثم صارت الثورة، والثورة يعني فوضى.
الحل اليمني
• هل هناك حل قريب؟
•• الطريق لا يزال مفتوحا للحل، وينبغي أن نسرع لإيجاده، وقلت للرئيس عبدربه منصور هادي الحل لا يزال في أيديكم أنتم، وإذا تأخرتم أكثر من اللازم سيخرج من أيديكم.
• لماذا تأخرت الحلول في اليمن؟
•• الخريطة التي أعدتها الولايات المتحدة الأمريكية، ووافق عليها «التحالف» مناسبة جداً لإنهاء الحرب على هذا الأساس. وهذه الآن في يد المبعوث الدولي، وهو بدأ بعمل مشاورات في كيفية تنفيذ هذه الخطة، ونأمل ألا يتأخر كثيراً، فالخريطة عبارة عن مبادئ للخلافات السياسية والأمنية، متساوية بطريقة تعطي للناس المتخالفين نوعاً من الإمكانية بأن يتوصلوا إلى حل. ولكن إن تأخر تكون مصيبة.
• أليس الحوثي يماطل ولا يريد الحل؟
•• بل يريد الحل، وهذه المسألة عندنا قطعية. وتقول ما الحل؟ الحل توافقي بينه وبين الآخرين المتحاربين. وهناك مقولة معروفة عن اليمنيين بأنهم يتحاربون ويتقاتلون ويتناسفون ولكن إن جاؤوا عند الهاوية توقفوا واتفقوا.
• هل هناك تفاؤل بنهاية الحرب بين اليمنيين وتحقيق ما نصت عليه المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن ٢٢١٦؟
•• ينبغي أن نكون متفائلين دائماً، وأن نعمل على تحقيق التفاؤل. كل شيء ممكن حتى لو رأينا البحر هائجاً لا بد أن نتفاءل، ولن يؤثر فينا شيئا، والحكم في النهاية لله سبحانه وتعالى.
• أليست علاقتكم بالحوثيين قوية؟
•• علاقتنا مع الحوثيين كعلاقتنا مع الآخرين، ليست لدينا علاقات خاصة أبداً.
• لكنهم يقيمون في مسقط أكثر من صنعاء.
•• يوجد من لا يُسمح لهم بالذهاب إلى صنعاء.
نحن العرب تسببنا في كثير من المآسي باسم «الربيع العربي»
علاقتنا مع السعودية قوية..ولا نشك في صفاء الأشقاء
تهريب الأسلحة
• ماذا عن تهريب السلاح الإيراني عبر عُمان إلى الانقلابيين؟
•• لا صحة لذلك، ولم يعبر عبر حدودنا سلاح. ونحن مستعدون إن حصلت أي شكوك أن نوضح. وقد وضحنا، ومستعدون للتوضيح للأشقاء في المملكة العربية السعودية.
• ذكرت أنباء أن سلاحاً إيرانياً يمر عبر عمان إلى اليمن...
•• نشر.. ولكن ليس كل ما ينشر صحيحا.
اليمنيون تسببوا في أزمتهم بأنفسهم.. وجميعهم يبحثون الآن عن مخرج لإنهاء الحرب
مصالحنا مع طهران أقل بكثير من مصالح بعض الأشقاء في دول الخليج
• ولكن يقال إن ذلك صحيح.. والدليل أنكم لم تنفوا ذلك...
•• ليس صحيحا، ولم يسألنا أحد من الأشقاء في المملكة العربية السعودية عن ذلك، حتى نعلم أن في أنفسهم شيئا. نحن لا علم لنا بصحته، ومنطقيا وأنت بصفتك صحفياً متميزا ستميز ذلك. المسافة بين سحار حيث نزلت الصواريخ ومأرب أكثر من أربعة آلاف كيلومتر، وهذه دعاية لم نرد عليها.. لأنها غير صحيحة.
• ولكن الرد توضيح للحقيقة...
•• نحن لا نحب أن ندخل في صراع وجدال، ولم يصدر من المملكة العربية السعودية شيء رسمي، ولا من أي دولة من دول التحالف حتى نرد. وبالتالي لم نلقِ اهتماما.
• هل أنت متأكد أنه لم يمر سلاح إيراني عبر أراضي السلطنة؟
•• قطعاً.
• هل قبضتم على مهربي سلاح؟
•• لم نقبض شيئاً، ولم يمر أي شيء من ذلك. وأنت صحفي لِمَ لا تناقش التهريب عبر سواحل اليمن الفسيحة؟ وأيضاً المهربون في وادي عبيدة مشهورون بذلك.
لماذا نعرض الخروج على صالح وهولا يريد
• هناك أقوال إن الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح تواصل معك شخصياً. ما صحة ذلك؟
•• ليس صحيحاً.
• لو حاول التواصل، هل سترد عليه؟
•• لو تواصل سأرد عليه. لكنه في الحقيقة لم يتواصل.
• هل أرسل لك رسائل عبر وسطاء؟ أو طلب المساعدة منكم؟
•• لم تصلني منه رسائل. أنا أعرفه منذ سنين طويلة، والحقيقة لم يتصل ولم يرسل.
خروج المخلوع
• ألم تعرضوا عليه الخروج من اليمن؟
•• ولماذا نعرض عليه الخروج من اليمن وهو لا يريد أن يخرج.
• ولماذا لا تعرضون عليه الخروج؟
•• وماذا يخصنا فيه. إن أراد الخروج فمتاح له، وإن أراد البقاء فتلك بلده.
لا ادافع عن الأسد وإغلاق سفارتنا لن يحل الأزمة
• أخبرني بالله عليك لماذا لا تزال سلطنة عمان تشرع أبواب سفارتها في دمشق، هل هذا معقول في وقت يعاني الشعب السوري من القتل والتهجير والنزوح وقتل النساء والأطفال؟وموقفكم عادي جداً، بل لا يوجد موقف، على الأقل كإغلاق السفارة تعبيراً عن الإدانة لما يقوم به النظام من بطش وقتل...
•• أنا ممن يعرفون الكثير مما يحصل في سورية، وبالتالي في يوم من الأيام ستفتح الأوراق وسيكون السوريون مسؤولين عما يحصل، وأعود للقول إنه لا يعلم أحد الغيب، وحذرنا منذ بداية الأزمة من خطورة وتكاليف الطريق الخطر الذي يمضي فيه الناس، ويذكر ذلك من حضر اجتماعات الجامعة العربية.
• كأنك تلتمس العذر لبشار الأسد في سياق إجابتك...
•• لا ألتمس العذر لأحد. سورية في أزمة، ومأزق كبير، والمنطقة، بسبب ذلك.
• لكن هذا نظام مجرم يقتل ويبطش وصور الحرب السورية شاهدة...
•• في كل مكان هناك حرب. وعلينا البحث عن الحلول.
• لكن الوضع الآن بات مختلفاً، هل تعلم كم أعداد النازحين والمهجرين والقتلى من السوريين؟
•• وهل يغير ذلك من الأمر بعد أن وصلت الأمور في سورية إلى هذا السوء؟!
• لكن ألا ترى أنه لا بد أن يكون للسلطنة موقف واضح وصريح؟
•• كلنا تسببنا في ذلك، وليست سلطنة عمان، باعتبارنا أعضاء في الجامعة العربية. ولا أي دولة عضو في الجامعة العربية اتخذت قرارات تنهي هذه المهزلة.
• لكن إزهاق دماء الأبرياء لا بد أن يقابله ولو موقف صريح منكم. أما غيركم فقد أعلن موقفه بوضوح...
•• كلنا في الجامعة العربية تسببنا في هذه المأساة. وهذه المأساة ليست لها علاقة بسفارتنا في دمشق موجودة أو غير موجودة.
• هل هذا اعتراف بنظام بشار؟
•• سورية دولة عضو في الأمم المتحدة وتحضر اجتماعاتها، وحتى من قال إن الرئيس بشار فقد شرعيته، لكنه في الوقت نفسه يتعامل مع نظامه في الأمم المتحدة فلا يجب أن نكون عاطفيين!
• من وجهة نظرك.. هل انسدت كل الأبواب بشأن الحل في سورية وتصعبت كل الحلول؟
•• سورية الآن في يد اللاعبين الكبار، نحن خرجنا!
• أليس أحد اللاعبين في سورية هو إيران؟
•• لا.. الكبار هم روسيا وأمريكا.
• لكن إيران تلعب وتقتل وتهجّر وتعربد وتفعل كل شيء...
•• إيران موجودة، وغيرها موجود أيضاً. لقد استبيحت سورية، للأسف تسببنا نحن العرب في كثير من المآسي باسم «الربيع العربي».
• ماذا تقصد؟!
•• الربيع العربي فوضى. يقولون ثورة، والثورة تعني فوضى، وهذا ليس حكرا على العرب، ففي كل مكان فيه ثورة هناك فوضى، حتى في أمريكا في الحرب الأهلية كانت تعم فوضى.
• الموقف العماني من إحراق السفارة السعودية في طهران، وقنصليتها في مشهد لم يخرج ببيان واضح وصريح يدين ما حدث للبعثة الدبلوماسية السعودية...
•• البيان ظهر عن طريق أمانة مجلس التعاون الخليجي وبموافقة كل الدول الأعضاء بما فيها سلطنة عُمان، فلا تستطيع الأمانة إصدار البيان إلا بموافقة دول المجلس، ونحن قمنا بالإدانة أيضاً.
• وهل البيان الخليجي الصادر عن الأمانة يكفي؟ ما هو رأيكم في ما قامت به إيران؟
•• نحن أصدرنا بياناً آخر أيضاً، كما صدر البيان عن دول الخليج مجتمعة.
الاتحاد الخليجي
• الرفض العماني لمقترح الاتحاد الخليجي هل أحبط المشروع الاتحادي بين دول مجلس التعاون؟
•• -ا، نحن لم نرفض، لكن قلنا لأشقائنا إذا أردتم عمل اتحاد فاعملوا ما ترون، لكن نحن لن نكون عضواً فيه.
• هل تغيرت أفكاركم حول الاتحاد أم لا تزالون ترفضونه؟
•• قل لي لماذا نعمل اتحاداً؟!
• لأن المادة الرابعة من النظام الأساسي لمجلس التعاون الخليجي تنص على «تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء في جميع الميادين وصولا إلى وحدتها»...
•• وصولا إلى الاتحاد هذا في ما بعد، لكن نحن نعمل الاتحاد لماذا والمجلس يكفي؟
الفراغ السياسي لم يقلق اللبنانيين فكيف يقلقنا
• هل تعتقد أن المجلس الحالي يكفي ولا تحتاج دول الخليج للاتحاد؟
•• طبعاً المجلس يكفي، ويقوم بنفس الشيء. لكن نحن نريد الاتحاد من أجل ماذا؟ هل يعني كالاتحاد الأوروبي أو الاتحاد الأفريقي؟
• للدبلوماسية العمانية دور حيوي في استمرار الحوار المباشر وغير المباشر بين مصر وإيران خلال فترة انقطاع العلاقات السياسية بين البلدين في عام 1979. هل فعلاً تهندسون وساطة بين إيران ومصر لعودة العلاقات بينهما؟
•• لا يوجد ذلك. ولكن لا يوجد ما يمنع من عودة العلاقات بين دولتين من دون وسيط. هل من الضروري وجود الوسيط؟ هذا غير موجود، لا مصر سألت، ولا إيران سألت، فبالتالي ما داموا قادرين على التصرف كما يريدون فلا حاجة للوساطة من قبلنا.
الإخوان المسلمون
• كيف هي علاقة عُمان بالإخوان المسلمين؟
•• ليست لدينا علاقة مع الإخوان المسلمين كتنظيم.
• إذا أعلن الشخص أنه من الإخوان.. كيف تتعاملون معه في السلطنة، خصوصاً أن بعض دول الخليج تصنف التنظيم بأنه إرهابي؟
•• القياس عندنا في السلطنة هو الولاء للوطن، وعدم الخروج على قوانين البلاد، أما ماذا في عقلك أو بماذا تفكر أو ماذا تقرأ، فهذا لا نعلم عنه ولا نحاسب عليه.
• هل تربطكم علاقة بجماعة الإصلاح «التابعة لجماعة الإخوان» في اليمن؟
•• لا علاقة لنا بهم. كل في طريقه، والإخوان موجودون في جميع أنحاء العالم في أوروبا وأمريكا والشرق والغرب وأستراليا وكندا، وفي المملكة وعُمان، وفي كل مكان.
• هل تخشون في عُمان من الجماعات المتطرفة والمؤدلجة؟
•• لا نخشى منهم، وبيننا وبينهم النظام، ومن يخالف نطبق عليه القانون. نحن لا نحاكم الناس على ما يعتقدون، وإنما نحاكمهم حينما يخرجون على القانون، فنحن دولة قانون.
• هل قبضتم في عُمان على إرهابيين؟
•• لم نقبض على أحد في عُمان ممن لديه خطة لتنفيذ عملية إرهابية.
• وماذا عن المتعاطفين مع «داعش» وأخَواتِها؟
•• نعم هؤلاء موجودون، وبعضهم له ولاء للبغدادي، وهؤلاء يحاكمون وفق القانون ومن يعلن أنه يبايع البغدادي أو غيره، فهو ضد النظام ويقدم للمحاكمة.
تباين خليجي
• العلاقات الخليجية – الخليجية... هل هناك تباين خليجي في ملفات وأزمات المنطقة؟
•• العلاقة بين دول الخليج طيبة، والتباين هذا ليس تنافسياً، إنما كلنا بعد مضي هذا الزمن نريد أن نجد مخرجاً للأزمات في المنطقة، وقدرنا أن تلك الأزمات نحن من يتحمل عبئها، لأن دول الخليج كتلة متماسكة ومعروفة، سواء الأوضاع في سورية أو العراق وليبيا واليمن ومصر.. ودول الخليج لها قيم وتعمل على مساعدة تلك الدول بقدر ما تستطيع، ولن تتخلى عن دعم العرب. والاختلاف من سنة الحياة، ونحن مكملون لبعضنا بعضاً. وقادرون على أن نعبر عن أنفسنا بطريقة صحيحة، ولكن نقول الاختلاف رحمة.
• كيف تصفون علاقتكم مع السعودية؟
•• طيبة، وليس عندنا أي شك في صفاء الأشقاء في السعودية، وليس بيننا وبينهم إلا كل خير، وعلى المستويات المهمة نحن معهم على اتصال مستمر، ونحن مستعدون إن حصلت شكوك بشأن السلاح أن نوضح.
• وعلاقتكم مع الإمارات...
•• جيدة، ونحن إخوة أشقاء وجيران. حتى وإن كنا دولتين، فنحن أشقاء، ولدينا مع الإمارات نحو أربعة أو خمسة مداخل ومخارج.
• وعلاقتكم مع قطر...
•• طيبة منذ البداية، والحكومة القطرية لديها استثمارات عندنا.
• لو سئلت أيهما أهم للسلطنة العلاقة مع إيران أم مع دول الخليج التي تشاركونها عضوية مجلس التعاون؟
•• العلاقة مع الجميع مهمة، والعلاقات ليست للقياس، نعمل على أن تكون علاقاتنا مع الجميع طيبة، وفيها مصالح ومودة. وليس كما قال أحد المثقفين الإماراتيين في محاضرة في واشنطن إن عمان ليست من دول الخليج، وإن أهلها من الباكستان أو الهند.
• لماذا تداهن أو تجامل سلطنة عمان إيران على حساب دول الخليج؟
•• لا نجامل أحداً، وهذا ليس ضعفا أو قوة، مصالحنا مع إيران أقل بكثير من مصالح بعض إخواننا في دول الخليج مع إيران.
• هل تقول إنكم لا تداهنونها.. كيف؟
•• هذا كلام مغلوط 100%، فطائرات بعض دول الخليج لا تحصل مقعداً.. بالمئات ذاهبون وعائدون من إيران. نحن نحترم إيران كدولة لها شراكة معنا في البحر، وفي مضيق هرمز، ولا يمكن أن نتخلى عن مسؤوليتنا، ونعرض الملاحة الدولية للخطر. وهذا لا يجوز. ونحن نعتقد أن الإيرانيين لهم القدرة أيضا على التفكير الصحيح.
• مرة أخرى أليست العلاقة العُمانية مع إيران على حساب علاقتها مع أشقائها في دول الخليج؟
•• لماذا لا تعتبر تلك العلاقة لمصلحة دول الخليج، لا ضدها. السياسة والعلاقة والحدود بيننا وليس كما يروج له في بعض الصحف وتبالغ فيه.
• سياسة البقاء خارج دائرة الضوء، ما تتبعه عمان عبر عدم التدخل في شؤون الغير.. هناك من يرى أن عمان بدأت تتخلى عن هذه السياسة بالولوج في الصراعات بالوساطات والمبادرات؟
•• لم أفهم.
• مثلاً الاتفاق النووي بين أمريكا وإيران، مسقط هي التي احتضنت مفاوضاته السرية، وعُمان حاضرة في الشأنين السوري واليمني، إذن عُمان موجودة داخل دائرة الضوء عبر الوساطات التي تلعبها...
•• هذا التحليل يحتاج إلى تصحيح، أولا نحن حين سعينا في الملف النووي كي يحل سلمياً لمصلحتنا، لأن البديل سيكون كارثة علينا جميعاً في الخليج، وستحدث محارق، ويكفي ما حدث من صدام حسين بغزوه الكويت. هذه لست مذلة، ولكن العالم محكوم، وإذا كنا في عالم ليس محكوماً سنكون خاسرين.
«جاستا»
• قانون «جاستا» كيف تراه؟
•• مثل هذا القانون ينم عن ثقافة أمريكية. شخصياً لست متفاجئاً، وليس جديداً على أمريكا سن مثل هذا القانون. أمريكا تستطيع أن تضع يدها على أي شيء تريده، ولديها القدرة والإمكانات كأكبر قوة. ودائماً ما تتخذ قرارات لأن لديها كل القدرات التي تطوع القوانين لمصلحتها على حساب الآخرين.
• مناورات درع الخليج، بعد مناورات رعد الشمال، تعبر عن الاستعداد للردع؟
•• ينبغي أن تبقى في إطارها التدريبي العسكري، لا أن تؤول إلى أي شيء آخر.
• صديقك الراحل الأمير سعود الفيصل.. كيف تتذكره؟
•• هو خير زميل، وخير أخ، وخير صديق. كان يتلافى بعض الاختلافات بحنكة وحكمة. الله يرحم سعود الفيصل كانت لي معه ذكريات كثيرة، ونترحم عليه، ونذكره بالخير دائماً.
• هل تابعتم «رؤية المملكة ٢٠٣٠» وما أعلن عنها؟
•• هذا نمط جديد طيب، ولا شك ان المملكة مؤثرة، وستحقق النجاح، والأمير محمد بن سلمان يعمل في هذا الاتجاه ولو تحقق من الرؤية ما نسبته ٥٠٪‏ فهذا ممتاز، ويمنح إنجازاً. وهو نجاح للمملكة في ظل الظروف الإقليمية والدولية الحالية. نحن في عُمان نتمنى أن تنجح الشقيقة السعودية في كل مساعيها وجهودها.
• الجزر الإماراتية المحتلة من إيران... هل من حديث حولها مجدداً مع طهران؟
•• لا أعرف، ولكن كما قال الراحل الشيخ زايد رحمة الله عليه هذه جزر إماراتية وستعود إن طال الزمن أو قصر.
• الفراغ الرئاسي في لبنان هل يقلق دول الخليج؟
•• لم يقلق اللبنانيين.. فكيف يقلقنا!؟!
لا أعرف عدد المعتقلين السياسيين في عُمان.. ولكنهم قليل
السلطان بخير..وتداول السلطة واضح وغير مقلق
• كيف حال صحة السلطان قابوس؟
•• بنعمة، والحمد لله بصحة طيبة.
• بعد عمر طويل كيف سيكون حال السلطنة بعد السلطان قابوس بن سعيد؟ هل الأمور مرتبة بشكل واضح؟
•• ستكون بإذن الله على أحسن حال، والأمور مرتبة بشكل واضح، وهذا مسجل في النظام، ومكتوب ومعروف عند العمانيين، والدولة صارت على هذه الحال منذ 260 عاما، وقلق الناس في الخارج أكثر من قلق الناس في الداخل، وهذا غريب!
• لكن هل يجتمع مجلس العائلة المالكة ويقرر أم ماذا؟!
•• نعم.. بحسب المادة السادسة من النظام الأساسي للدولة يقوم مجلـس العائلة المالكة، خلال ثلاثة أيام من شغور منصب السلطان، بتحديد من تـنتـقل إليه ولاية الحكم. فإذا لم يتـفق مجلس العائلة المالكة على اختيار سلطـان للبلاد يقوم مجلس الدفاع بالاشتراك مع رئيسي مجلس الدولة ومجلس الشورى ورئيس المحكمة العليا وأقدم اثنين من نوابه بتثبيت من أشار به السلطان فـي رسالته إلى مجلس العائلة. وكل ذلك مسجل قانونياً وفقا للنظام الأساسي للدولة.
• كم عدد المعتقلين السياسيين في سلطنة عمان؟
•• لا أعرف كم العدد الآن، لكنه قليل. ولكن هناك ناشطين، وهم أفراد

· المصدر : جريدة عكاظ

ابا مازن
13-10-2016, 12:31 PM
السياسة العمانية دروس مجانية تقدم للعالم باسره في خلق التقارب و السلام و نبذ الحروب, ثقافة عمانية حصرية بامتياز لا يفقهها الا العظماء.

صدى صوت
13-10-2016, 02:35 PM
وفق الله اهل عمان لما فيه خير لعمان ولشعوب المسلمين .. السياسه العمانيه متماسكه ولها خط واضح وهذا الخط قد يسبب ازعاج للبعض ولذا فيحاولوا التشويش ولكن من يعرف عمان وحكومتها وشعبها فلن يبال بمحاولات المغرضين .. والله خير حافظا وهو ارحم الراحمين ..
معالي يوسف بن عبدالله من المسؤولين المهمين والذين يقدر الشعب انجازاتهم السياسيه وهو محل احترام وتقدير العمانيين .

أفتخر عمانيه
13-10-2016, 05:56 PM
الله يوفق بلادنا لما فيه الخير لنا وللدول الأخرى

حفظ الله سلطان البلاد

شكرا لوزير خارجية السلطنة


تحياتي لكم

صدى صوت
15-10-2016, 12:06 AM
رصد – أثير

نشرت صحيفة السياسة الكويتية مقالا للكاتب أحمد عبدالعزيز الجارالله بعنوان “يوسف بن علوي والحكمة العمانية” تحدث فيه عن الموقف العُماني اتجاه بعض القضايا الإقليمية والدولية خصوصا تلك التي روج لها في الآونة الأخيرة مقتبسا من الحوار الذي أجرته صحيفة “عكاظ” السعودية مع معالي يوسف بن علوي.

“أثير” رصدت المقال وتقدمه نصا للقارىء الكريم.

“اتبعت سلطنة عمان سياسة إقليمية ودولية ثابتة قائمة على السعي إلى السلام وعدم الانجرار الى الصراعات، وهو ما حقق لها الاحترام في المحافل الدولية، لكن رغم وضوح هذه السياسة إلا أنه في الآونة الاخيرة كثرت الاسئلة حول الموقف العماني من ملفات عدة، حيث مضى في الإجابة عنها محللون ومراقبون الى حدود لا تنسجم إطلاقا مع الثوابت المعروفة للسلطنة، لذلك حين جاءت التفسيرات والتوضيحات من وزير الشؤون الخارجية يوسف بن علوي عبر حديث مطول إلى الزميلة السعودية «عكاظ»، تبددت التكهنات التي اثارتها مخيلة المحللين والمراقبين.

ففي ما أشيع عن تهريب أسلحة إيرانية عبر السلطنة إلى الحوثيين، وهي من أغرب القضايا التي كانت بحاجة الى تفسير كان جواب بن علوي واضحا وصريحا وحاسماً، وهذا يكفي لقطع دابر التأويل، ويزيل أي غموض يمكن أن تثيره رغبات البعض، فـ «السلطنة ستظل ملتزمة بسياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، ولن تتخلى عن هذه السياسة ولن تلج في أي صراعات، وليس عندنا أي شك في صفاء الأشقاء في المملكة العربية السعودية وليس بيننا وبينهم إلا كل خير وعلى المستويات المهمة نحن معهم على اتصال مستمر».

هذا الموقف لا يختلف عن مواقف السلطنة السابقة، المنسجمة مع توجهات «مجلس التعاون» الخليجي، ولم تشذ يوما عنها، بل هي جزء من هذا التعاون، رغم تفردها بنهج سياسي يحسبه البعض متناقضا مع شقيقاتها الخليجيات، الا انه في الواقع يعبر عن التنوع في البيت الواحد.

ربما لحكمة ما ترى عُمان أن الوقت لا يزال مبكرا على إعلان اتحاد دول الخليج، وهذا لا يضيرها في شيء، كما أنه لا يؤثر سلبيا على مسيرة المجلس، فها هي بريطانيا نزلت عند رغبة شعبها في الخروج من الاتحاد الاوروبي، لكنها لم تخرج من فضاء التعاون الوثيق بينها وبين أعضاء الاتحاد، فلماذا هذه الأسئلة الكبيرة بشأن موقف دولة خليجية ما من ملف معين، وكأن المطلوب الاندماج في المواقف إلى حد إلغاء خصوصية كل دولة، فيما ان مصدر نجاح المجلس طوال العقود الماضية هو التنوع في الرأي الذي يؤدي الى قرارات ناجحة دائما.

حين رفضت كل من المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان قطع العلاقات مع مصر في العام 1977 بعد زيارة الرئيس أنور السادات لإسرائيل لم يشكل ذلك أي تأثير على مواقف بقية الدول التي عادت بعد سنوات إلى السير بالخيار العماني- السعودي، بل أعادت مقر الجامعة العربية إلى القاهرة، وذلك بعدما أدركت تلك الدول حكمة الإبقاء على نافذة لمصر تطل منها على محيطها العربي.

صحيح أن الاسئلة في المرحلة الماضية كانت بطول الخليج وعرضه بشأن سياسة عُمان في الاقليم، لكن القول الفصل جاء من وزير معني بهذه الملفات ليبدد أي ضباب في هذا الشأن، بل أكثر من ذلك طمأن الجميع الى ان السلطنة مستقرة، ولا خوف عليها في أي تغيير يحصل، ولا خوف على مسار الحكم فيها، وهو ما كنا بحاجة إلى أن نسمعه من احد أركان الادارة العمانية، لاننا ننظر الى السلطان قابوس صانع نهضة واستقرار وسلام.

شكرا يوسف بن علوي على تبديد الغموض، ونتمنى للسلطان قابوس بن سعيد دوام الصحة والعافية والخير للسلطنة.

ابوقيس99
15-10-2016, 10:52 AM
ستبقى عمان على حيادها وسياستها الحكيمة ولا علينا
من المطبلين والراقصين، وهاهى الأقلام تتسابق تكتب عن عمان وتمدح سياستها واعتزالها عن مهالك الحروب
لدينا وزير خارجية تعلم من حكيم العالم جلالة السلطان المعظم يحفظة ربي ويرعاه
نعم هو معلمه ومدرسه،يحسدنا الكل على وزيرنا الكيسندر
عجبني رده حين قال عن علاقات عمان مع إيران
طيبة ولم يوافق على المميزة حكيم ياوزيرنا اسكت أفواه
كانت تحاول تجرك.

ابا مازن
15-10-2016, 03:26 PM
رصد – أثير

نشرت صحيفة السياسة الكويتية مقالا للكاتب أحمد عبدالعزيز الجارالله بعنوان “يوسف بن علوي والحكمة العمانية” تحدث فيه عن الموقف العُماني اتجاه بعض القضايا الإقليمية والدولية خصوصا تلك التي روج لها في الآونة الأخيرة مقتبسا من الحوار الذي أجرته صحيفة “عكاظ” السعودية مع معالي يوسف بن علوي.

“أثير” رصدت المقال وتقدمه نصا للقارىء الكريم.

“اتبعت سلطنة عمان سياسة إقليمية ودولية ثابتة قائمة على السعي إلى السلام وعدم الانجرار الى الصراعات، وهو ما حقق لها الاحترام في المحافل الدولية، لكن رغم وضوح هذه السياسة إلا أنه في الآونة الاخيرة كثرت الاسئلة حول الموقف العماني من ملفات عدة، حيث مضى في الإجابة عنها محللون ومراقبون الى حدود لا تنسجم إطلاقا مع الثوابت المعروفة للسلطنة، لذلك حين جاءت التفسيرات والتوضيحات من وزير الشؤون الخارجية يوسف بن علوي عبر حديث مطول إلى الزميلة السعودية «عكاظ»، تبددت التكهنات التي اثارتها مخيلة المحللين والمراقبين.

ففي ما أشيع عن تهريب أسلحة إيرانية عبر السلطنة إلى الحوثيين، وهي من أغرب القضايا التي كانت بحاجة الى تفسير كان جواب بن علوي واضحا وصريحا وحاسماً، وهذا يكفي لقطع دابر التأويل، ويزيل أي غموض يمكن أن تثيره رغبات البعض، فـ «السلطنة ستظل ملتزمة بسياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، ولن تتخلى عن هذه السياسة ولن تلج في أي صراعات، وليس عندنا أي شك في صفاء الأشقاء في المملكة العربية السعودية وليس بيننا وبينهم إلا كل خير وعلى المستويات المهمة نحن معهم على اتصال مستمر».

هذا الموقف لا يختلف عن مواقف السلطنة السابقة، المنسجمة مع توجهات «مجلس التعاون» الخليجي، ولم تشذ يوما عنها، بل هي جزء من هذا التعاون، رغم تفردها بنهج سياسي يحسبه البعض متناقضا مع شقيقاتها الخليجيات، الا انه في الواقع يعبر عن التنوع في البيت الواحد.

ربما لحكمة ما ترى عُمان أن الوقت لا يزال مبكرا على إعلان اتحاد دول الخليج، وهذا لا يضيرها في شيء، كما أنه لا يؤثر سلبيا على مسيرة المجلس، فها هي بريطانيا نزلت عند رغبة شعبها في الخروج من الاتحاد الاوروبي، لكنها لم تخرج من فضاء التعاون الوثيق بينها وبين أعضاء الاتحاد، فلماذا هذه الأسئلة الكبيرة بشأن موقف دولة خليجية ما من ملف معين، وكأن المطلوب الاندماج في المواقف إلى حد إلغاء خصوصية كل دولة، فيما ان مصدر نجاح المجلس طوال العقود الماضية هو التنوع في الرأي الذي يؤدي الى قرارات ناجحة دائما.

حين رفضت كل من المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان قطع العلاقات مع مصر في العام 1977 بعد زيارة الرئيس أنور السادات لإسرائيل لم يشكل ذلك أي تأثير على مواقف بقية الدول التي عادت بعد سنوات إلى السير بالخيار العماني- السعودي، بل أعادت مقر الجامعة العربية إلى القاهرة، وذلك بعدما أدركت تلك الدول حكمة الإبقاء على نافذة لمصر تطل منها على محيطها العربي.

صحيح أن الاسئلة في المرحلة الماضية كانت بطول الخليج وعرضه بشأن سياسة عُمان في الاقليم، لكن القول الفصل جاء من وزير معني بهذه الملفات ليبدد أي ضباب في هذا الشأن، بل أكثر من ذلك طمأن الجميع الى ان السلطنة مستقرة، ولا خوف عليها في أي تغيير يحصل، ولا خوف على مسار الحكم فيها، وهو ما كنا بحاجة إلى أن نسمعه من احد أركان الادارة العمانية، لاننا ننظر الى السلطان قابوس صانع نهضة واستقرار وسلام.

شكرا يوسف بن علوي على تبديد الغموض، ونتمنى للسلطان قابوس بن سعيد دوام الصحة والعافية والخير للسلطنة.

http://www.atheer.om/archives/256630/أحمد-الجارالله-يوسف-بن-علوي-والحكمة-ال/

أفتخر عمانيه
15-10-2016, 04:25 PM
شكرا يوسف بن علوي على تبديد الغموض، ونتمنى للسلطان قابوس بن سعيد دوام الصحة والعافية والخير للسلطنة.

اللهم آمين

والشكر لله تعالى بأن أنعم علينا بسلطان حكيم


شكرا على الخبر


تحياتي لك

الهجرس26
15-10-2016, 06:48 PM
يوسف بن علوي رجل محنك وهو عن ثقة جلالة السلطان به

والسياسة العمانية واضحه لا غبار عليها

ابا مازن
16-10-2016, 08:26 AM
مسقط – أثير



تزامنا مع جريدة عُمان، تنشر “أثير” مقالا للكاتب عاصم الشيدي بعنون “عُمان.. لا تغرد خارج السرب”، تحدث فيه الكاتب عن رد لمعالي يوسف بن علوي وزير الشؤون الخارجية على سؤال طرحه عليه الصحفي جميل الذيابي بخصوص العلاقات العمانية-الإيرانية.

كما تطرق الكاتب للدور المحوري التي تقوم به السلطنة في معظم القضايا الإقليمية سواءً تلك التي حدثت منذ عدة عقود مثل موقف السلطنة عندما رفضت قطع العلاقات مع السادات رغم موافقة معظم الدول العربية على ذلك، أو تلك التي حدثت مؤخرا مثل تحرير العديد من الرهائن وبوساطة عمانية من عدة دول أبرزها اليمن وإيران.

نترككم مع مقال الكاتب عاصم الشيدي

“استمتعت كثيرا وأنا اقرأ الحوار المطول الذي أجراه الصحفي المعروف جميل الذيابي من جريدة عكاظ السعودية مع معالي يوسف بن علوي بن عبدالله المنشور يوم الخميس الماضي، والذي تحول سريعا إلى حديث المنطقة الخليجية كلها سواء في الصحف أو في وسائل التواصل الاجتماعي؛ نظرا للمواضيع الحساسة التي حاول الصحفي الذيابي أن يفتح فيها بابا واسعا للنقاش مع ابن علوي معتقدا أنه ينبش خطابا مسكوتا عنه وحساسا ومحرجا ولا يمكن التطرق إليه من قبل مسؤول عماني في حجم ابن علوي من مثل خصوصية العلاقات العمانية الإيرانية وعلاقة عُمان بأنصار الله «الحوثيين» وعلاقة السلطنة الباقية مع الحكومة السورية «رغم الموقف الخليجي منه» ورغم ما آلت إليه الأوضاع في بلاده وكلها علاقات تطرح الكثير من الأسئلة لدى الجانب السعودي، والخليجي، سواء أكان على مستوى العامة أو حتى لدى الدوائر السياسية والرسمية.

ويبدو أن الحوار مع ابن علوي صار مُنية الكثير من الصحفيين في الخليج، وسألني شخصيا الكثير منهم عن آلية الوصول إليه أو رقم هاتفه لترتيب حوارات معه خاصة قبيل المؤتمرات الخليجية أو العربية وفي اللحظات التي يريد فيها الجميع أن يسمع الصوت العماني إلى أين يتجه أو أين يغرد كما قال جميل الذيابي خلال الحوار بأنه «يغرد خارج السرب».
لكن رغم ذلك الاستمتاع إلا أنني كنت أتمنى لو حسم ابن علوي مع محاوره الكثير من النقاط بشكل لا يجعل المحاور يعيد سؤالا حول العلاقات العمانية- الإيرانية أكثر من 5 مرات وبصيغ مختلفة رغم أن الإجابة كانت دائما واحدة واضحة وقطعية.

ويبدو من الحوار والأسئلة التي طرحها جميل الذيابي وهو صحفي له مكانته في الوسط الصحفي العربي وكان يرأس تحرير النسخة السعودية من جريدة الحياة أحد أهم الصحف التي تصدر اليوم باللغة العربية، أن لدى الصحافة السعودية ولدى الناس هناك الكثير من اللبس في فهم الموقف العماني من القضايا التي تحيط بالمنطقة العربية اليوم وتدخلها في أتون فوضى ودمار وتخريب لا نهاية لها ووحل ومستنقعات لا يمكن تجفيفها في المشهد القريب.

لم نتفاجأ في عُمان من إجابات ابن علوي ولا من أسئلة الذيابي، لأن ما يتحدث عنه ابن علوي نعرفه نحن العمانيين كثيرا، نعرف مواقف بلادنا في القضايا الخارجية من أين تنطلق؟ وإلى أين تذهب؟. وهي تمثلنا جميعا، تمثلنا خير تمثيل ونفخر بها وسنظل.. وصرنا نعرف اللبس الحاصل من ذلك لدى الآخر القريب منها روحيا وجغرافيا.

ورغم 4 عقود على الأقل «تفرد» فيها الموقف العماني في الكثير من القضايا التي حدثت في المنطقة وكان رأيا مستقلا مبنيا على قراءة عمانية خالصة في ما يحدث دون أي وصاية خارجية أثبتت وتثبت اليوم نجاحها إلا أن بعض الشارع الخليجي لم يفهم بعد منطلقات السياسة العمانية، أو هم يعتقدون أن العبارة المرجعية «لا نتدخل في شؤون الآخرين ولا نسمح للآخرين بالتدخل في شؤوننا» مجرد شعار مثل الكثير من الشعارات التي نسمعها في العالم العربي ولكن لا نجد لها في العمق أي حضور يذكر.

حدث ذلك في عام 1978 عندما وقعّ السادات اتفاقية سلام منفردة مع إسرائيل وقررت قمة بغداد بقيادة الراحل صدام حسين مقاطعة مصر تماما ومقاطعة من لا يقاطعها، لكن الموقف العماني كان مختلفا رغم الضغط الذي مارسته العراق وسوريا بشكل خاص وبقية الدول العربية. رفضت عُمان مقاطعة مصر وتركها وحدها في تلك الظروف الحالكة رغم أن السلطنة كان لها موقفها من الاتفاقية.

وحدث الأمر نفسه عندما وصلت الثورة الإسلامية الإيرانية، فرغم العلاقات القوية التي كانت تربط السلطنة بإيران الشاة محمد رضا بهلوي إلا أن تلك العلاقات لم تتغير عندما اختار الشعب الإيراني الثورة على ذلك النظام لصالح الخميني وذهب وفد عماني برئاسة ابن علوي والتقى الخميني في طهران.
رغم ذلك فإن السلطنة عندما رأت القوات الإيرانية تحيط بالجيش العراقي بعد بدء الحرب العراقية الإيرانية توسطت للعراق عند السادات من أجل أن يشتري ما لدى مصر من سلاح روسي طال تخزينه. وفعلا مدت مصر العراق بالسلاح والضباط لفك الحصار عن الجيش العراقي وهو ما حدث فعلا ويذكر بعضه الأستاذ محمد حسنين هيكل في كتابه «حرب الخليج أوهام القوة والنصر».

وليس خافيا علينا الجهود التي بذلتها السلطنة في قضية رهائن السفارة الأمريكية في طهران.. أو جهودها من أجل إنهاء الحرب العراقية الإيرانية. وفي الجولة التي قام بها أمير الكويت الراحل جابر الصباح وكانت العراق تهدد بلاده في تلك المرحلة وتطلب منها 10 مليارات دولار. طرحت السلطنة حينها دفع المبلغ وتجنب الحرب.. خاصة وأن دول الخليج دفعت أكثر من هذا المبلغ للعراق خلال حربه مع إيران. وكان رد الكويت أن المبلغ كبير جدا وفيه الكثير من الابتزاز. فردت السلطنة أن المبلغ كبير لو دفعته الكويت وحدها ولكن يمكن لجميع دول الخليج الاشتراك في دفعه وبذلك يكون هيّنا.. طبعا هناك من ضغط من أجل رفض هذا المقترح وحدث ما حدث في الكويت والخليج.

أما مواقف السلطنة في العقدين الماضيين فهي قريبة زمنيا وحاضرة من أذهان الجميع ولا تحتاج إلى أي تذكير.. لكنها تكشف أن السلطنة وكما قال ابن علوي «ليست مع أي حرب في أي مكان» وفي الحقيقة هذا الرأي السياسي منطلق من جوهر العمانيين الذين لا يريدون الدخول في أي حرب أو أي خلاف مع الآخر.

هذه المواقف لو درست بمنهجية تعفي الآخر مع حرج السؤال حول إلى أين تتجه المواقف العمانية؟ أو لماذا عُمان تغرد خارج السرب؟ أو حول صدق المزاعم بتهريب سلاح إيراني إلى أنصار الله عبر الحدود العمانية، أو من حرج السؤال هل علاقات السلطنة بإيران قائمة على حساب علاقاتها الخليجية؟. أو لماذا تتفرج السلطنة على أنصار الله الذين انقلبوا على الشرعية في اليمن دون أن تحل المشكلة؟؟ أو أن يخاطب ابن علوي بقوله «أخبرني بالله عليك لماذا سفارتكم في سوريا ما زالت مشرعة الأبواب».

السلطنة اليوم هي أكثر دولة خليجية وعربية واضحة المواقف.. مواقفها الخارجية معروفة ولا تحتاج إلى كثير دراسة، بل أكثر دولة عربية يمكن البناء على مواقفها والثقة بها. وكل ذلك ينعكس ليس على السلطنة فقط ولكن على المنطقة كلها عندما تدخل عُمان كوسيط موثوق فيه وكدولة آمنة لا أجندة خارجية لها إلا الحب والأمن والسلام والاستقرار للآخر ورفض الحرب.. وفقط لا غير.”


http://www.atheer.om/archives/256674/%d8%b9%d9%8f%d9%85%d8%a7%d9%86-%d9%84%d8%a7-%d8%aa%d8%ba%d8%b1%d8%af-%d8%ae%d8%a7%d8%b1%d8%ac-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%b1%d8%a8/

ابا مازن
16-10-2016, 08:44 AM
حاتم الطائي

يبقى الهدوء والاتزان والحكمة وسمًا أصيلا للسياسة الخارجية العُمانية، ومُؤصلا لحالةٍ دبلوماسيةٍ "نادرة" في عالم أرْهَقته الاختلافات والفتن، والانتماءات الأيديولوجية الضيقة. وكحلقة اتصالٍ سياسيٍّ مُستمر مع كافة الأطراف؛ حافظتْ عُمان على سياستها المتوازنة؛ فلم تنجر يومًا إلى تبني موقف انفعالي تؤيد به طرفًا أو تعادي به آخر، فكانت ضمانة ناجعة لتوجهٍ حكيمٍ وعنوانٍ دائمٍ لصناعة القرار السياسي الذي يُتيح فرصاً مُتعدِّدة للاختيارات الصائبة المتأنية التي تُتخذ بعد دراسة وتدقيق ومُراجعات وافية؛ وما هذه التحرُّكات والمساعي سوى تأطير لنهج أصيل تأسَّس على ثوابت نهضوية ومرتكزات سياسية، تستقي توجهاتها -على ما يقارب النصف قرن- من الرؤى الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- والتي تضع ضمن أولويَّاتها تعزيز الاستقرار والسلم العالمييْن؛ حتى باتت عُمان دولة مُؤثرة في محيطها الإقليمي والدولي، ترتقي بموقعها ودورها المحوري تدريجيًّا.. مرجعاً ومركزاً يقصده زعماء العالم للمشورة، وأخذ الرأي القائم على الحياد الإيجابي والاستقلال في القرار.

عَكَس ذلك ما حَظِي به حوارُ مَعَالي يُوسف بن علوي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية، مع جريدة "عكاظ" السعودية، من اهتمام واسع سواءً من الإعلاميين أو المهتمين، ووصفه بـ"الطرح الجريء"؛ في صورة تُبلور رِهَان الكثير من المراقبين على الدور العُماني، حاليا ومُستقبلا، ذاك الدور المرادف لسياسة "إطفاء الحرائق" وصناعة السلام بين الأطراف المتصارعة، وخلق حالة من الوفاق والانسجام بين الشعوب ودول العالم المختلفة.




وقد جاء النفيُّ القاطع لابن علوي للأنباء عن عمليات تهريب سلاح إلى اليمن عبر السلطنة؛ ليكشف التوازن بين سياستيْ الداخل والخارج، كمعيار ارتباط مباشر بين الهدوء والحسم، والحكمة والقوة؛ إذ ترفض عُمان مَسَاسًا بمبادئها المؤمنة بقدسية حياض الوطن وعدم استغلاله ستاراً لأي من اللاعبين السياسيين؛ سواءً الأشقاء أو الأصدقاء أو الحلفاء. وكضابط لكِفَّة الميزان السياسي؛ جاء النفي الثاني لأنْ تكون مسقط تواصلت مع عبدالله صالح للخروج من اليمن؛ فجاء الرد مقتضبًا: "وماذا يخصُّنا فيه؟!". والنفي الثالث كان مع الأزمة في سوريا؛ وتدثَّر الردُّ بالحنكة الدبلوماسية؛ بتأكيد بديهي على "أن لا عذر لأحد"، وأن "يومًا سيأتي تفتح الأوراق وسيكون السوريون مسؤولين عما حدث"، وأن الأزمة الآن بيد اللاعبين الكبار. وبالطبع يقصد روسيا والولايات المتحدة الأمريكية.

الاتزان الدبلوماسي ظل لصيقاً بكافة محاور اللقاء؛ وهو ما بدا قويًّا في الرد على سؤال حول الموقف العُماني من إزهاق دماء الأبرياء في سوريا، بتحميل المسؤولية لأعضاء جامعة الدول العربية جميعا، وكذا توضيح موقف السلطنة من مقترح استحداث الاتحاد الخليجي، ورفض المشاركة بـ"التحالف العربي في اليمن"، كتأصيل لنهج اعتدالي مستمر تاريخيًّا؛ تنشط به عُمان بقوة على الأرض ولكن "بصمت"، كطرف دبلوماسي يمتاز بالحيادية، ويثق به أغلب الأطراف الفاعلين.

إنَّ توجهاً حصيفًا للتعاطي السياسي العُماني، بات اليوم مصدر إلهام للكثيرين، ممن ينظرون إليه على أنه ضمانة لتمتين العلاقات ودعم القضايا القومية، وتعزيز التضامن العربي، والدفاع عن الحقوق المشروعة. وعُمان تُمارس تلك السياسة بفاعلية وثقة وهدوء دون ضجيج أو صخب إعلامي، بما يُثبت قدرتها غير المحدودة على التعاطي مع الأزمات ومواكبة التحولات "الدراماتيكية" الناشئة عن انتشار النزاعات والعنف وعدم الاستقرار الذي يهدد مُقدِّرات المنطقة بأسرها، رغم أنَّنا جُغرافيُّا لسنا بعيدين عن تطاير شرارات الأزمات، بل إننا بالقرب من قلب فوهة بركان المنطقة.

وترفدُ السلطنة كلَّ ذلك، بدور بارز في توطيد العلاقات التجارية والاقتصادية، وتسخير إمكانيات وزارة الخارجية -المتمثلة في السفارات والقنصليات في الخارج- لتعزيز مكانة عُمان وسمعتها كواحة للمحبة والأمن والسلام، وكبلد صديق للعالم ومقصد واعد وجاذب للاستثمار والسياحة والتجارة الخارجية، بلد يسود فيه التعايش السلمي والتسامح الديني، يحتكم فيه الجميع للقانون، وتظلله قيم العدل والمساواة، ويتمتع أهله بالأصالة والكرم وقبول الآخر، بلد صاحب حضارة وتراث وقيم ضاربة في أعماق التاريخ.

إنَّ عُمان المُحبَّة لطاولة الحوار، المُؤمنة بالتفاوض والحلول السياسية ونبذ الحروب، تكتسب اليوم صداقة العالم أجمع بفضل رُؤى ثاقبة في تطبيق سياسة الحياد الإيجابي، ضمن مبدأ التعايش وتبادل المصالح التي تخدم الشعوب، وتعزز الصلات وتقوِّي الوشائج، وتوطد دعائم الأخوة والتعاون المشترك على كافة المستويات؛ فمتوالية النجاح الدبلوماسي للسلطنة تُعتبر رصيدا إيجابيًّا يُسهم في خلق مفهوم موحَّد ومعاصر للتضامن والعمل الدولي المشترك.
https://alroya.om/post/172300