المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عُمان.. لا تغرد خارج السرب



صدى صوت
16-10-2016, 06:47 AM
☆ مقال الكاتب عاصم الشيدي :

“استمتعت كثيرا وأنا اقرأ الحوار المطول الذي أجراه الصحفي المعروف جميل الذيابي من جريدة عكاظ السعودية مع معالي يوسف بن علوي بن عبدالله المنشور يوم الخميس الماضي، والذي تحول سريعا إلى حديث المنطقة الخليجية كلها سواء في الصحف أو في وسائل التواصل الاجتماعي؛ نظرا للمواضيع الحساسة التي حاول الصحفي الذيابي أن يفتح فيها بابا واسعا للنقاش مع ابن علوي معتقدا أنه ينبش خطابا مسكوتا عنه وحساسا ومحرجا ولا يمكن التطرق إليه من قبل مسؤول عماني في حجم ابن علوي من مثل خصوصية العلاقات العمانية الإيرانية وعلاقة عُمان بأنصار الله «الحوثيين» وعلاقة السلطنة الباقية مع الحكومة السورية «رغم الموقف الخليجي منه» ورغم ما آلت إليه الأوضاع في بلاده وكلها علاقات تطرح الكثير من الأسئلة لدى الجانب السعودي، والخليجي، سواء أكان على مستوى العامة أو حتى لدى الدوائر السياسية والرسمية.

ويبدو أن الحوار مع ابن علوي صار مُنية الكثير من الصحفيين في الخليج، وسألني شخصيا الكثير منهم عن آلية الوصول إليه أو رقم هاتفه لترتيب حوارات معه خاصة قبيل المؤتمرات الخليجية أو العربية وفي اللحظات التي يريد فيها الجميع أن يسمع الصوت العماني إلى أين يتجه أو أين يغرد كما قال جميل الذيابي خلال الحوار بأنه «يغرد خارج السرب».
لكن رغم ذلك الاستمتاع إلا أنني كنت أتمنى لو حسم ابن علوي مع محاوره الكثير من النقاط بشكل لا يجعل المحاور يعيد سؤالا حول العلاقات العمانية- الإيرانية أكثر من 5 مرات وبصيغ مختلفة رغم أن الإجابة كانت دائما واحدة واضحة وقطعية.

ويبدو من الحوار والأسئلة التي طرحها جميل الذيابي وهو صحفي له مكانته في الوسط الصحفي العربي وكان يرأس تحرير النسخة السعودية من جريدة الحياة أحد أهم الصحف التي تصدر اليوم باللغة العربية، أن لدى الصحافة السعودية ولدى الناس هناك الكثير من اللبس في فهم الموقف العماني من القضايا التي تحيط بالمنطقة العربية اليوم وتدخلها في أتون فوضى ودمار وتخريب لا نهاية لها ووحل ومستنقعات لا يمكن تجفيفها في المشهد القريب.

لم نتفاجأ في عُمان من إجابات ابن علوي ولا من أسئلة الذيابي، لأن ما يتحدث عنه ابن علوي نعرفه نحن العمانيين كثيرا، نعرف مواقف بلادنا في القضايا الخارجية من أين تنطلق؟ وإلى أين تذهب؟. وهي تمثلنا جميعا، تمثلنا خير تمثيل ونفخر بها وسنظل.. وصرنا نعرف اللبس الحاصل من ذلك لدى الآخر القريب منها روحيا وجغرافيا.

ورغم 4 عقود على الأقل «تفرد» فيها الموقف العماني في الكثير من القضايا التي حدثت في المنطقة وكان رأيا مستقلا مبنيا على قراءة عمانية خالصة في ما يحدث دون أي وصاية خارجية أثبتت وتثبت اليوم نجاحها إلا أن بعض الشارع الخليجي لم يفهم بعد منطلقات السياسة العمانية، أو هم يعتقدون أن العبارة المرجعية «لا نتدخل في شؤون الآخرين ولا نسمح للآخرين بالتدخل في شؤوننا» مجرد شعار مثل الكثير من الشعارات التي نسمعها في العالم العربي ولكن لا نجد لها في العمق أي حضور يذكر.

حدث ذلك في عام 1978 عندما وقعّ السادات اتفاقية سلام منفردة مع إسرائيل وقررت قمة بغداد بقيادة الراحل صدام حسين مقاطعة مصر تماما ومقاطعة من لا يقاطعها، لكن الموقف العماني كان مختلفا رغم الضغط الذي مارسته العراق وسوريا بشكل خاص وبقية الدول العربية. رفضت عُمان مقاطعة مصر وتركها وحدها في تلك الظروف الحالكة رغم أن السلطنة كان لها موقفها من الاتفاقية.

وحدث الأمر نفسه عندما وصلت الثورة الإسلامية الإيرانية، فرغم العلاقات القوية التي كانت تربط السلطنة بإيران الشاة محمد رضا بهلوي إلا أن تلك العلاقات لم تتغير عندما اختار الشعب الإيراني الثورة على ذلك النظام لصالح الخميني وذهب وفد عماني برئاسة ابن علوي والتقى الخميني في طهران.
رغم ذلك فإن السلطنة عندما رأت القوات الإيرانية تحيط بالجيش العراقي بعد بدء الحرب العراقية الإيرانية توسطت للعراق عند السادات من أجل أن يشتري ما لدى مصر من سلاح روسي طال تخزينه. وفعلا مدت مصر العراق بالسلاح والضباط لفك الحصار عن الجيش العراقي وهو ما حدث فعلا ويذكر بعضه الأستاذ محمد حسنين هيكل في كتابه «حرب الخليج أوهام القوة والنصر».

وليس خافيا علينا الجهود التي بذلتها السلطنة في قضية رهائن السفارة الأمريكية في طهران.. أو جهودها من أجل إنهاء الحرب العراقية الإيرانية. وفي الجولة التي قام بها أمير الكويت الراحل جابر الصباح وكانت العراق تهدد بلاده في تلك المرحلة وتطلب منها 10 مليارات دولار. طرحت السلطنة حينها دفع المبلغ وتجنب الحرب.. خاصة وأن دول الخليج دفعت أكثر من هذا المبلغ للعراق خلال حربه مع إيران. وكان رد الكويت أن المبلغ كبير جدا وفيه الكثير من الابتزاز. فردت السلطنة أن المبلغ كبير لو دفعته الكويت وحدها ولكن يمكن لجميع دول الخليج الاشتراك في دفعه وبذلك يكون هيّنا.. طبعا هناك من ضغط من أجل رفض هذا المقترح وحدث ما حدث في الكويت والخليج.

أما مواقف السلطنة في العقدين الماضيين فهي قريبة زمنيا وحاضرة من أذهان الجميع ولا تحتاج إلى أي تذكير.. لكنها تكشف أن السلطنة وكما قال ابن علوي «ليست مع أي حرب في أي مكان» وفي الحقيقة هذا الرأي السياسي منطلق من جوهر العمانيين الذين لا يريدون الدخول في أي حرب أو أي خلاف مع الآخر.

هذه المواقف لو درست بمنهجية تعفي الآخر مع حرج السؤال حول إلى أين تتجه المواقف العمانية؟ أو لماذا عُمان تغرد خارج السرب؟ أو حول صدق المزاعم بتهريب سلاح إيراني إلى أنصار الله عبر الحدود العمانية، أو من حرج السؤال هل علاقات السلطنة بإيران قائمة على حساب علاقاتها الخليجية؟. أو لماذا تتفرج السلطنة على أنصار الله الذين انقلبوا على الشرعية في اليمن دون أن تحل المشكلة؟؟ أو أن يخاطب ابن علوي بقوله «أخبرني بالله عليك لماذا سفارتكم في سوريا ما زالت مشرعة الأبواب».

السلطنة اليوم هي أكثر دولة خليجية وعربية واضحة المواقف.. مواقفها الخارجية معروفة ولا تحتاج إلى كثير دراسة، بل أكثر دولة عربية يمكن البناء على مواقفها والثقة بها. وكل ذلك ينعكس ليس على السلطنة فقط ولكن على المنطقة كلها عندما تدخل عُمان كوسيط موثوق فيه وكدولة آمنة لا أجندة خارجية لها إلا الحب والأمن والسلام والاستقرار للآخر ورفض الحرب.. وفقط لا غير.”

نداء الحياه
16-10-2016, 12:22 PM
مقال جداً جداً جميل
راق لي الطرح
و تبقى هناك اسئله نحن كعمانيين لا نعرف اجاباتها لكننا نثق بأننا في ايدي امينه
لا حرب .. لا حزب .. لا نفاق
هكذا نحن العمانيون ..!

نـــــــقــــــــاء
16-10-2016, 12:55 PM
طرح رائع
بارك الله فيك أخي صدى وفي كاتب المقال

الفيلسوف 16
16-10-2016, 01:55 PM
كلام جميل ..
شكرا للخبر

طبيب الزجاج
16-10-2016, 03:39 PM
مقابلة الوزير المسؤول عن وزارة الخارجيه كانت بمثابة فتح أعين الاخريين علي الحقيقه التي اراد البعض تشويها في أسلوب وتعامل سلطنة عمان بالقضايا الدائره في منطقة الشرق الأوسط وكيف أنها حريصه علي حفظ السلام والأمان للجميع

أفتخر عمانيه
17-10-2016, 09:30 AM
شكرا على المقال وحفظ الله عمان وقايد عمان

سياسة عمان معروفه للجميع

الله يبعد عنا الحروب ودمارها وخرابها


تحياتي لكم

☆ تركية ☆
18-10-2016, 01:03 AM
ربي احم عمان واهلها واحفظهم جميعا من كيد الكائدين ..