المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القصاص الالهي



حنااايا..الروح
16-10-2016, 10:19 AM
قصة أدرجتها في مدونتي سابقا وأحببت مشاركتكم بها....

في احدى مواسم القحط والجفاف التى غزت البلاد...وفي قريه جبليه بعيده.عانى السكان من قله الامطار وانخفاض منسوب مياه الابار وجفاف الافلاج
اصبحت المياه تجلب من مناطق في صهاريج باسعار مرتفعه..هناك يقبع بيت ابو وليد .رب اسرة ل6بنات وولد واحد وهو وليد الاعجم او هكذا يعرف عنه
ولد وليد فاقدا لنعمه السمع والنطق..حزن والده لذلك لكنه لايملك السبيل لتغيير قدر ابنه..فرضى بما اعطاه الله..وليد ذو ال11ربيعا..على الرغم من مافقده لكنه اثبت نباهته ورجاحة عقله..
كانت لغه الاشارة سبيل التواصل مع اقربائه..فان اراد الاشاره لرجل رسم باصبعه خط فوق شاربه وان اراد وصف امراة وضع يده فوق راسه عمودي ليفرق شعره يمين ويسار...
ذات ليله اشار ابن عمه والد وليد ان يصحبه الى العاصمه ليلتحق بمركز لذوي الاحتياجات الخاصه..ليتعلم صنعه. تفيده وتضمن مستقبله.
وافق الاب بعد ان قلب الفكره في عقله فهو لن يدوم له ولابد ان يعتمد على نفسه في صنعه يعتاش منها
غادر وليد القريه بعد وداع حار بينه وبين اسرته فهي المرة الاولى التي يغادر فيها البلده الى العاصمه
في بادئ الامر تم رفض قبول التحاقه بالمركز لكبر سنه..الا انه بعد محاولات عدة تم قبوله مراعاته لوضعه المعيشي..
كانت السنوات الاولى هي تعلم لغه الاشارات لكي يستطيع التواصل مع الاخرين ودراسه بعض المناهج..
وبعد سنوات تخرج و التحق بتخصص نجارة.وجد وليد عالم قريب الى قلبه.عالم خالي من الصراخ والضجيج تكاد لغة الاشارات ان تكون هي السمه السائدة فيها..
على الرغم من تنوع الاعاقات بين الملتحقين في المركز ,الا ان الود والاحترام والتسامح كان الجو السائد بين مرتاديه
كانت الاحوال في الورشه سيئه تفتقر الى ابسط مقومات السلامه.كما أن وقت العمل اطول من ماهو مسموح..
المشرفين وبعض المسؤلين كانوا يفرضون رسوما على وجبات الطعام والمسكن على الرغم ان المركز يوفرها مجانا..
وكانت الاصابات الناجمه عن افتقار ادنى مقومات السلامه تعوض بمبالغ رمزيه على الرغم ان لوائح وقوانين العمل تنص على اضعاف هذه المبالغ في حال الاصابه اثناء تأديه العمل.
مستغلين جهل مرتادي المركز بحقوقهم وغياب الرقابه عنهم..نشأت صداقه قويه بين وليد سيف على الرغم من اختلاف اعاقاتهم..فسيف مصاب بشلل في الاطراف السفليه
الا انهم اصبحا مكملين لبعضهما..كان سيف الناطق بلسان وليد..فكلما اراد الاطمئنان على اهله اتصل بجاره (الذي يكاد يكون الوحيد ذي يمتلك هاتف فالقريه)
فيطمئنهم سيف بعد ان يتقمص دور المترجم لكلام وليد من لغه الاشارة إلى لغه الكلمات..
كذلك وليد اصبح الساقين اللتين تحملان سيف حيثما اراد فلم يعد يخشى الذهاب الى البحر او تسلق عتبات المراكز..
وفي احدى الايام في ورشه النجارة كانوا المنتسبين ينجزون اعمالهم تحت ضغط الحر والضجيج لاتوجد سوى مراوح تبرد لهيب الصيف الحارق.
ليسقط احد العمال وبعد ساعه يسقط الاخربسبب الحرارة المرتفعه والاعياء...وفي تلك اللحظه تدخل سيده انيقة الورشه بدون موعد وترى الكارثه...
كانت تلك السيده ابنة صاحب المؤسسه جاءت في جوله مفاجئة دون انذار مسبق..استدعت جميع المشرفين والمدراء وقامت بأحضار سيف لكي يترجم لها شكاوي زملائه ومطالبهم...
فجعت من هول التجاوزات التى تحدث وجرائم المشرفين الذين يجبروهم للعمل فوق المعدل المسموح لحسابهم الخاص
تم احاله المتورطين للتحقيق وتحقيق مطالب العاملين كزياده الاجر وايجاد بيئه مناسبه وصحيه ضمن اشتراطات السلامه
وفي احد الليالي حيث يستعد وليد للعودة للقريه بعد ان حصل على اجره .واثناء عودته هو وزميله من سحب الراتب من
آله الصرافة..رأى وليد شاب يبيع الذرة على طرف الشارع فاشار على سيف ان ينتظره ليعبر الشارع ويشترين كوزين من الذرة
وحينما كان يهم بالعودة لما يشعر سوى بتلك الشاحنه التى قذفته امتار عاليه ليسقط وليد غارقا في بركه الدم..
غير مدرك لابواق الشاحنه التي حاولت تنبيهه ولا لصراخ سيف الذي سمعه جميع من بالشارع سوى وليد الفاقد للسمع
رحل وليد تاركا الدنيا وحوله كوزين من الذرة لرفيق عمره سيف..سيف الذي استوعب اخيرا عجزه واعاقته بعد ان كان متناسيا اياها بوجود وليد
وصل جثمان وليد الى القريه ليوارى الثرى بين اهله واحبته الذين لطالما احبوه واحتضنوه..بكت القريه فقيدها ..وحين ارادوا تغسيل الميت لم يجدوا الماء اللازم ..
واصحاب الصهاريج كانوا يأتون يوم بعد يوم ولم يكن ذاك اليوم هو موعد حضورهم..لم يكن هناك حل سوى الذهاب الى مزرعه منصور..تلك المزرعه القابعه خلف الاسوار. فبها بئر لا ينضب ابدا..
لوقوعها على ضفه احدى الاوديه.ذهبوا اليه ليأذن لهم بتغسيل الفقيد استعدادا لدفنه والماء شحيح..وقد قيل ان الماء اهون موجود وأعز مفقود..ليصدمهم عن السعر الذي يريده مقابل تغسيله..
كان المبلغ كبيرا ليتدخل مصلحون على خفض المبلغ..تعهد ابو وليد بالدفع بعد انتهاء العزاء
على الرغم من احواله الماديه الضيقه الا انه قرر دفع المبلغ المتفق حتى لو اضطر لرهن بيته على ان يدين نفسه لذاك
الجشع
ثاني ايام العزاء حضر اصحاب الفقيد ورفقاءه بالورشه معزين ليسلموا الوالد المفجوع محفظته واغراضه ومبلغ من المال جمعوه لعلمه بضيق الحال ..
فكم مرة قاسمهم همومهم واقرضهم من ماله..حمل الاب قسما من المال ليسدد الدين لصاحب المزرعه..حامدا ربه وداعيا لفقيده بالمغفرة ..
فهاهو يقف معه في احلك الظروف كانه يأبى ان يذل والده وهو في قبره
كانت نظرات صاحب المزرعة تائهة كلماته مبعثرة وكانه في عالم اخر .لم يفهم من حديثه سوى انه لم يعد يرغب بالمال
.لكن الاب المكلوم وضع المبلغ في حجره قائلا..لقد اشتريت منك ماء بمبلغ وقدره ووعدتك بسداد الدين بعد انتهاء العزاء ..امام الله والناس..وها انا ابر بوعدي وابري ذمتي والمال في يدك الان
مزقه او احرقه او وزعه إن شئت فلم يعد ذلك شأني..تركه خلفه ومشاعر لايوجد لها تفسير على محياه..
ايام والقريه تقبع خلف سكون غريب..هل هو بسبب موت وليد..ام ماذا؟
لتأتي الوشايه من خلف اسوار المزرعه على لسان عامل المزرعه الوافد..
فقد اسر لاحد العاملين من بني جنسه بان الهدوء سببه اختفاء صوت الناطور الذي يسحب الماء من البئر..
فالبئر بعد تغسيل الميت ودفنه قد جفت وتبخر مافيها من ماء بين ليله وضحاها
وانهم احضروا عمال من خارج القريه لحفر البئر فلم يجدوا سوى الصخور الصماء الصلبه كصلابه قلوب الناس
وانها تسعر حرارة لم يستطيعوا احتمال البقاء فيها سااعه
لتنتشر هذه القصه مثل النار بالهشيم
ربما هو القصاص العادل وربما هي عبرة لنتفكر ونعلم ان القادر على العطاء قادر على سلب النعم من المتكبرين والمجحفين لحقوقها

أميرة الروح
16-10-2016, 11:43 AM
قصة جميلة ومؤثرة جدا
ولابد دائما نكون شاكرين لنعم الله
بارك الله فيك على ماخط قلمك

ورد القرنفل 1
16-10-2016, 10:26 PM
سبحان الله
كيف كذا قلوب البشر ...ابد ما شيء ضمير وقلوب متحجرة وقاسية
قصاص عادل بجفاف البئر
سلمت اناملك قصه رائعه ومعبره جدا
تحياتي،،

نوارة الكون
17-10-2016, 07:32 AM
سبحانك ربي
سلمت يمناج اختي
قلم جميل وتواجد اجمل
دمتي في حفظ الرحمن ورعايته
تستحق التقيم

احساس روح
17-10-2016, 02:49 PM
قصةرائعه جدا
قرئتها سابقا في مدونتك وقمت بالتعقيب عليها
ابدعتي عزيزتي
تسلمي....

حنااايا..الروح
19-10-2016, 07:54 AM
قصة جميلة ومؤثرة جدا
ولابد دائما نكون شاكرين لنعم الله
بارك الله فيك على ماخط قلمك

جزيل الشكر والتقدير لكِ أميرة الروح على تواجدك المميز
تمنياتي لكِ بدوام الصحة والعافية

حنااايا..الروح
19-10-2016, 07:55 AM
سبحان الله
كيف كذا قلوب البشر ...ابد ما شيء ضمير وقلوب متحجرة وقاسية
قصاص عادل بجفاف البئر
سلمت اناملك قصه رائعه ومعبره جدا
تحياتي،،

مرورك الاروع والابهى استاذة ورد القرنفل
تمنياتي لك بوافر العافية

حنااايا..الروح
19-10-2016, 08:02 AM
سبحانك ربي
سلمت يمناج اختي
قلم جميل وتواجد اجمل
دمتي في حفظ الرحمن ورعايته
تستحق التقيم

الشكر الجزيل لك المبدعة نوارة
مرورك عطر الصفحة وزانها
الف شكر لك على المرور والتقييم

حنااايا..الروح
19-10-2016, 08:04 AM
قصةرائعه جدا
قرئتها سابقا في مدونتك وقمت بالتعقيب عليها
ابدعتي عزيزتي
تسلمي....

الشكر الجزيل لك عزيزتي أحساس
تواجدك عطر الصفحة
وتعقيبك هو تشريف وشهادة
يعطيك الف الف عافية

أحاسيس إنسان
19-10-2016, 08:06 AM
قصة جدا معبيرة حنايا


سعدت بقراءتها

حنااايا..الروح
19-10-2016, 10:08 AM
قصة جدا معبيرة حنايا


سعدت بقراءتها






شكرا لك اخ احاسيس
أسعدني مرورك وبصمتك
دمت بسعادة أبدية