المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة العم إبراهيم



عطر الاحساس
08-10-2014, 11:03 PM
القصة كما حكاها ال د.صفوت حجازي


عام 1957 ..رجل بقال تركي مسلم يدعي عم (ابراهيم)_50 عام_ (تركي لا يعلم من العربية الكثير و بقال أمي لا يحمل من الشهادات كما نحمل) كان يمتلك دكان للبقالة في عمارة تسكن بها أسرة يهودية في فرنسا.

كل صباح ترسل الأسرة ابنها (جاد)_7 أعوام_ للشراء من البقالة و يذهب الطفل للشراء من البقالة و لا ينسي أن يسرق باكو شوكالاته من دكان عم ابراهيم
.
و تستمر الأيام و كل يوم يذهب جاد للشراء من البقالة و لا ينسي أن يسرق باكو الشوكالاته .

حتي جاء يوم اشتري فيه جاد من البقالة و نسي أن يـــســـــرق لــــوح الشوكالاته و حينما هم بمغادرة الدكان ناداه عم ابراهيم ممسكا بلوح الشوكالاته و هو يقول "نسيت أن تسرق باكو الشوكالاته يا جــاد"..

فزع جاد و سأل عم إبراهيم"أكنت تراني كل يوم؟" أجابه عم إبراهيم " نعم و هذا هو باكو اليوم " فوعده جاد ألا يسرق شوكالاته بعد ذلك و لكن عم إبراهيم قال"عدني ألا تسرق أبدا لأنه يمكن تسرق و تظن أن من تسرقه لا يراك و هو يعلم جيدا ما تفعل..و لكن لأني احبك فلن أسلمك للشرطة"0

فوعده جاد ألا يسرق أبدا و أصبح كل يوم يشتري من البقالة ثم يأخذ باكو شوكالاته و يقول لعم ابراهيم "لقد أخذت باكو شوكالاته " ثم ينصرف.

من اجل هذا التعامل الرحيم توطدت العلاقة بين عم ابراهيم المسلم و جاد الطفل اليهودي.

و السؤال هنا هو كيف تصرف المسلم مع سرقه الطفل اليهودي و في بلادنا حادثة شهيرة لأب مسلم جدد دهان حوائط منزله و عندما عاد مرة إلي المنزل بعد العمل وجد طفله _خمس سنوات_يكـتـــب بالقلم الرصاص علي حائط في البيت فما كان منه إلا أن أخذ يضربه علي يديه حتي تورمت يدا الطفل و انتظر أهله أن تشفي اليدان إلا أنها ازدادت تورما .. وأزرق لونها .. فذهبوا إلي الطبيب الذي اخبرهم أن نزيفا قد حدث و يجب بتر اليدين..وعندما استيقظ الطفل من البنج و لم يجد يديه اخذ يقول لأبيه"أعدك يا بابا ألا أكتب علي الحائط مرة أخري و لكن أعد لي يداي" فما كان من الأب إلا أن أخرج مسدسه و انتحر أمام بكاء طفله.


نعود لقصتنا الأصلية و قد لاحظنا اختلاف طريقة التربية و نتيجة كل منهما.

توطدت العلاقة
بين عم ابراهيم و جاد حتي أصبح جاد يحكي لعم ابراهيم كل أسرار البيت بل و كل مشاكله الشخصية (تخيلوا هذا) و كان عم ابراهيم يستمع لجاد بانتباه شديد ثم يفتح درج مكتبه و يخرج كتابا يطلب من جاد أن يمسكه ثم يغمض عينيه و يفتح الكتاب علي أي صفحتين ثم يعطيهم لعم ابراهيم الذي يقرأ في صمت ثم يغلق الكتاب و يضعه في الدرج و يبدأ في مناقشة جاد حتي يصلا إلي حل المشكلة.

مرت الأيام و السيناريو نفسه يتكرر باستمرار.. وكبر عم ابراهيم _سبع و ستين عام_ و كبر جاد_أربع و عشرين عام_و كبرت العلاقة بينهما.

و مات عم ابراهيم ..و في وصيته ترك لأبنائه صندوقا أمرهم أن يسلموه لجاد جارهم اليهودي.و توجه الفتية لجاد ليسلموه الصندوق و ليخبروه بوفاة عم ابراهيم .. وحينها بكي جاد كثيرا و نسي الصندوق و أخذ يهيم على وجهه في الشوارع حزنا علي عم ابراهيم ..و نسي كل شيئ عن الصندوق.

و مرت شهور حتي تعرض جاد لمشكلة كبيرة جدا..


أخذ جاد يفكر في حل فلم يجد ..فتذكر عم ابراهيم فقال في نفسه"اه لو كنت هنا يا عم ابراهيم كنت ستسمعني و كنت ستفتح الدرج و تخرج الكتاب و اغمض عيني وافتح الكتاب و تاخده تقرا الصفحتين و نجلس لنفكر في الحل"0

و حينها تذكر صندوق عم ابراهيم فأحضره و فتحه فوجد الكتاب فأغمض عينيه و فتح الكتاب ثم فتح عينيه فإذا بها تقع علي اللغة العربية..هرع إلي صديقه التونسي و طلب منه أن يقرا الصفحتين ثم يعطيه الكتاب ففعل الصديق التونسي فأخذ جاد الكتاب و أخذ يفكر في مشكلته فإذا بالحل أمام عينيه .

و أخيرا سأل جاد صديقه التونسي ما هذا الكتاب؟ و كانت الإجابة هذا هو كتاب المسلمين..القرآن.

و أسلم جاد..و أصبح أسمه ال د. جاد الله القرآني .

(و قد قابل ال د.صفوت حجازي ال د.جاد الله و سمع منه القصة و سأله لماذا أسلمت فقال ال د.جاد الله "علمت أن حل المشكلة لم يكن بواسطة عم ابراهيم و لكن كان في الكتـــــاب الذي يقرأه عم ابراهيم ..مات عم ابراهيم و ظل القران الكريم .. فأدركت أنه الحق" ).

و أصبح ال د.جاد الله أكبر داعية إسلامي في أوروبا حيث أسلم علي يديه أكثر من ستة ألاف يهودي و مسيحي.

( و بسؤاله عن أسعد أوقات حياته يقول د.جاد الله " حينما يسلم علي يدي إنسان" فيخبره ال د.صفوت " بالطبع فلأن يهدي الله بك رجلا خير لك من الدنيا و ما عليها " فتكون إجابة د جاد الله "لا والله ..و لكن لشعوري وقتها أنني قد رددت جزء من جميل عم ابراهيم").

يقول د.جاد الله " ظل عم ابراهيم معي سبعة عشر عاما .. لم يخبرني ما الإسلام ..لم يقل لي أنت يهودي و أنا مسلم.. لم يقل لي أنت كافر.. لم يقل لي حتي ما الكتاب الذي افتحه".

( و لنا أن نتخيل ما كان ليحدث لو قال عم إبراهيم لجاد الطفل " أنت يهودي و كذا و كذا " و لكن صبر عم ابراهيم سبعة عشر عام حتي مات و لم يكن يعلم هل يسلم جاد أم لا .. لقد و ضع عم ابراهيم
البذرة و كان الإثمار بيد الله عز و جل..و لعلنا نلاحظ كم من مرات وجدنا صديقا لا يصلي أو أختا لا ترتدي الحجاب و بعد أن ندعوهم شهر أو شهرين نشعر بالملل و اليأس و نقول مافيش فايدة بل و قد نتهمهم بالكفر و الزندقة فينقلبوا أسوأ مما كانوا ..لقد ظل عم إبراهيم يدعو جاد للإسلام سبعة عشر سنة دون أن يقول له اسلم.. لم يتعجل عم إبراهيم و لم ييأس .. ولكنه استطاع بمهارة فائقة أن يربط جاد بالقران.. وضع البذرة و جني الثمرة بعد وفاته..كان شعاره علي العبد السعي و ليس عليه إدراك النجاح .. كل من أسلم علي يد د.جاد الله أخذ عم إبراهيم ثوابهم).

بعد ذلك سافر د.جاد الله إلي أفريقيا للدعوة إلي الإسلام .. و بقي فيها عشرة أعوام ..أسلم علي يديه فيها أكثر من ستة ملايين شخص من قبائل الزولو _نعم أنت لم تخطئ القراءة.

و لك أن تتخيل ثواب عم إبراهيم..

اللطيف في الموضوع أن د.جاد سأله البعض "لماذا تركت فرنسا و ذهبت إلي إفريقيا؟"

و كانت إجابته بابتسامة " أراد عم إبراهيم ذلك.." لم يفهم د. صفوت حجازي ذلك فأخرج د.جاد الله مصحف عم إبراهيم و فتح أول صفحة حيث استقرت علي جلدة المصحف رسمه بالقلم الرصاص لقارة أفريقيا و قد كتب تحتها.." ادع إلي سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة" و الإمضاء..."عم إبراهيم".

و توفي د.جاد الله عام 2003 متأثرا بما أصابه في أفريقيا من أمراض عن عمر يناهز 55 عام تقريبا.


يقول الدكتور صفوت حجازي بأنه وخلال مؤتمر في لندن يبحث في موضوع دارفور وكيفية دعم المسلمين المحتاجين هناك من خطر التنصير والحرب، قابل أحد شيوخ قبيلة الزولو والذي يسكن في منطقة دارفور وخلال الحديث سأله الدكتور حجازي : ‏هل تعرف الدكتور جادالله القرآني ؟ . ‏وعندها وقف شيخ القبيلة وسأل الدكتور حجازي : ‏وهل تعرفه أنت ؟ . ‏فأجاب الدكتور حجازي : ‏نعم وقابلته في سويسرا عندما كان يتعالج هناك ..

‏فهم شيخ القبيلة على يد الدكتور حجازي يقبلها بحرارة، فقال له الدكتور حجازي : ‏ماذا تفعل ؟ لم أعمل شيئاً يستحق هذا !

‏فرد شيخ القبيلة : ‏أنا لا أقبل يدك، بل أقبل يداً صافحت الدكتور جاد الله القرآني !

‏فسأله الدكتور حجازي : ‏هل أسلمت على يد الدكتور جاد الله ؟ . ‏فرد شيخ القبيلة : ‏لا ، بل أسلمت على يد رجل أسلم على يد الدكتور جاد الله القرآني رحمه الله !!

سبحان الله، كم يا ترى سيسلم على يد من أسلموا على يد جاد الله القرآني ؟ !

‏والأجر له ومن تسبب بعد الله في إسلامه، العم إبراهيم المتوفى منذ أكثر من 30 ‏سنة .


و السؤال هنا .. هل تعلمون من أخر من أسلم علي يدي د.جاد الله؟

كانت أمه د/ مريام ..نعم ..أسلمت و هو يموت علي ذراعها في المستشفي..كان عندها 72 عام وقتها .. و لما سألت عن سبب تأخر
إسلامها قالت"0

كنت منذ أسلم جاد في حرب مع عم إبراهيم لأعيد جاد إلي اليهودية.. كل هذه الأعوام كنت سأجن حين أسأل نفسي كيف سيطر عم إبراهيم الجاهل البقال التركي بعد أن مات علي ابني و أنا اليهودية الفرنسية أستاذة علم الاجتماع بالجامعة لا أستطيع السيطرة علي جاد و قد قضي معي أوقات لم يقضي مع عم إبراهيم ربعها ".

" و لكن حين رأيت ابني يموت و أنا أقول له عد إلي اليهودية فيجيبني أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمد رسول الله..و نظراته الحانية تقابل نظراتي المتعجبة .. أدركت حينها أن السر ليس في عم إبراهيم و لكن السر في هذا الكتاب" و أمسكت بالقران الكريم في يدها و تبسمت.0

اللهم ارحم عم إبراهيم يـــــــــــــــــــارب

رايق البال
09-10-2014, 12:33 AM
اللهم آمين
هلا فيك عطر ...
قصه جميله وجدا رائعه وسبق قرأتها
الف شكر لجهدك المبذول .. كل الود لك مني

بنت االعرب
09-10-2014, 11:15 AM
اللهم امين
قصه مؤثره
سلمت الأنامل
تحياتي لك

نوارة الكون
09-10-2014, 11:31 AM
اللهم آمين سلمت يمناج يالغلا اختيار جميل ربي يعطيج العافيه

نديم الماضي
09-10-2014, 10:47 PM
شكرا لك ع القصه
قصه فيها عبره ومعبره
سبق لي وقرأتها..

الشيخه الفلانيه
10-10-2014, 02:35 AM
قصه رآئعه ،
شكراً على الطرح :) "

عملاق الشعر
19-10-2014, 03:57 PM
امين

عطر الاحساس

قصة جدا رائعة

سلمت يداك المبدعة وذوقك الراقي