المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخطر عربي وليس ايرانيا



الفيلسوف 16
27-10-2016, 02:22 PM
أنس زاهد

كاتب سعودي

قرأت مئات المقالات عن المشروع الإيراني في المنطقة، وعن خطر المشروع الإيراني على المنطقة، وعن التهديد الذي يمثله المشروع الإيراني للمنطقة، لكنني لم أستفد شيئا يذكر من كل تلك المقالات.

آلاف المقالات التي تحدثت عن المشروع الإيراني والتي لم تتوقف أو تهدأ منذ سقوط العراق في يد الأميركيين، لا يمكن أن تؤخذ مأخذ الجد، ليس فقط بسبب خلو الأغلبية الساحقة منها من أية إشارة للمشاريع الأخرى في المنطقة، كالمشروع الصهيوني والمشروع الأميركي والمشروع التركي.. ولكن أيضا لأن هذه المقالات لم تتحدث ولو ضمنا عن غياب المشروع العربي!

إن المشاريع الخارجية التي تهدف إلى الهيمنة على المنطقة، لم يكن لها أن تستقطب دولنا وشعوبنا، لولا خلو الساحة من مشروع عربي يمثل آمال وطموحات شعوب المنطقة. هذه هي نقطة الانطلاق التي يجب أن نبدأ منها عند دراسة وتحليل المشاريع الخارجية التي تستهدف المنطقة... وأية نقطة انطلاق أخرى ستكون عديمة الجدوى لأنها لن توصلنا إلى أي مكان.

هذا الفراغ الاستراتيجي والسياسي، من الطبيعي أن يجتذب القوى المؤهلة لملئه. هذا قانون معروف في علم السياسة: المناطق التي تعاني من حالة فراغ استراتيجي وسياسي وتفتقر إلى الرؤى، هي تماما مثل الحقل المغناطيسي، حيث تعمل قوة الجذب المهولة على استدراج كل ما يقع خارج دائرة ذلك الحقل.

مشكلتنا أننا أمة بلا مشروع.

هذه هي المشكلة الحقيقية، أما وجود كل هذا الكم من المشاريع الخارجية التي تستهدف استقطابنا أو الهيمنة على قرارنا وثرواتنا، فهي مجرد عرض للمرض الذي نعاني منه.

هناك أزمة عميقة على صعيد الفكر والتخطيط الاستراتيجيين، وحالة الفراغ التي نعاني منها على الصعيد السياسي، هي نتيجة مباشرة لهذه الأزمة. هذه الأزمة التي ولدت حالة الفراغ التي نعيش في ظلها، هي نتيجة لغياب الرؤى الذاتية.. وهو أخطر ما يمكن أن تتعرض له أمة من الأمم.. فغياب الرؤى السياسية والاستراتيجية بالنسبة للأمم، يساوي إصابة الفرد بالعمى.. والأعمى بالتأكيد لا يستطيع أن يقود نفسه.

افتقارنا للرؤى الذاتية ليس هو المشكلة.. المشكلة الحقيقية تتمثل في قبولنا بهذا الواقع، واستسلامنا لحالة العمى التي فرضناها على أنفسنا. ومن هنا تجد أن العربي -أقصد النخب- لا يتورع في التعبير عن ولائه للمشروع الأميركي وحتى الصهيوني، مقابل من لا يجد حرجا في المجاهرة بولائه للمشروع الإيراني أو التركي!

إن الجهل بحقائق التاريخ والجغرافيا، إضافة إلى العلاقة السطحية مع الشخصية الحضارية للمنطقة، هو أحد أهم أسباب إصابتنا بحالة العمى الاستراتيجي والفراغ السياسي. وحدها التجربة الناصرية رغم كل ما صاحبها من أخطاء وصلت أحيانا حد الخطايا، هي التي انطلقت من إدراك عميق لحقائق التاريخ والجغرافيا، بل ووصلت إلى مرحلة عظيمة من الانسجام مع شخصية المنطقة الحضارية.

لقد قام المشروع الناصري في البداية بالإجابة عن سؤال: من نحن؟.. وهو سؤال يستتبع بالضرورة عددا من الأسئلة الأخرى التي لا تقل أهمية، مثل: ماذا نريد؟.. وما هي إمكاناتنا؟.. وما هي العقبات التي يجب أن نتخطاها لتحقيق ما نريد؟

لقد مضى المشروع الناصري في تجسيد رؤاه بشكل عملي. وحتى بعد الانتكاسة الخطيرة التي تعرضت لها التجربة في العام 67، فإن القليل من الصبر والصلابة كانا كفيلين بإيصال العرب إلى ما يفوق ما وصلت إليه إيران اليوم.

المشكلة أن السادات سعى إلى وأد التجربة الناصرية دون أن يقدم بديلا سوى الارتماء في أحضان أميركا. ولقد كانت النتيجة خضوع المنطقة شيئا فشيئا، لحالة من الفراغ السياسي والاستراتيجي، أدت إلى استسلامنا أمام المشاريع الخارجية التي تهدف إلى الهيمنة على قرارنا وثرواتنا.

الخطر الحقيقي لا يتمثل في المشاريع الخارجية، بل في غياب المشروع الذاتي.

ابا مازن
28-10-2016, 09:55 AM
مقال فيه الكثير من الحقيقة فقادة العرب في معظمهم سطحيين في التفكير يفتقدون الى بعد النظر و التخطيط الاستراتيجي و معظم افعالهم ردات فعل ادنية اودت بهم الى الحروب العبثية و استنزاف لمقدرات شعوبهم و إفقارها

Histeria
28-10-2016, 07:26 PM
ايضا ايران لها مطامع في المنطقة خلوكم واضحين ...
تعودنا لما نتكلم في هالامور نكون منطقيين و واعين لما يدور حولنا ..

ابا مازن
28-10-2016, 09:26 PM
ايضا ايران لها مطامع في المنطقة خلوكم واضحين ...
تعودنا لما نتكلم في هالامور نكون منطقيين و واعين لما يدور حولنا ..

اكيد ان ايران لها مطامع كما هو الحال للمطامع البريطانية و الامريكية و الفرنسية و الروسية و الصينية

تكالبت علينا الامم فالعيب فينا و ليس في تلك الامم

Histeria
29-10-2016, 02:01 PM
و التعامل مع الاطماع بسياسة و حسن نيه و ليس بهجوم اعلامي و التحريض و دق طبول الحرب .