بواسطة , 14-08-2019 عند 08:50 PM (591 المشاهدات)

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السفينة
ما زال هذا القلب وحيداً ..
لم يسكنه أحد يا روحي المتعالية ..
يا لها من حلقات لا يوجد لها خاتمة أخيرة ..
ماذا عساي أن أكتب بهذا القلم من جديد ..
لم تبقى أوراق على طاولتي ..
ولم تعد أناملي قادرة على طباعة المزيد من الحروف ..
ولم أعد بالنسيان أومن أو أفكر ..
أسمعي قصة أخرى بقلمي ..
طفلة تحت المطر تجري ودميتها المتسخة في يدها ..
أراقبها من بعيد فوق سفح الجبل ..
وثيابها ممزقة وتضحك ..
لعلها أمطار الفرح أشعلت قلبها الصغير وروحها اليتيمة ..
وشعرها المبني الداكن يتطاير من حولها ..
هناك على بعداً جميل وقفت في واجهت المخبز ..
دمعت عيني وقتها وتألم قلبي عليها ..
لعلها جائعه ..
قد كانت واقفه تراقب فقط ..
تحركت كل مشاعري إليها ..
ونحوها خطوت بأقدامي الباردة في ذلك الوحل المتشبع ..
وصلت إليها وأقتربت منها ..
سألتها بصوتي المرتجف ..
هل أنتي جائعه يا عماه ..
نظرت إلي بتلك العيون الممتزجة بلمعان الدموع ..
وابتسامتها هي مطلعها ..
أجابتني لا يا عماه ..
نزلت دمعه وانحدرت على خدي وسقطت ..
وبأصباعها الصغيرة أشارت إلى نار الموقد ..
وفهمت بعدها ماذا تريد ..
أنتهت هنا كل الحكاية ..
وأنتي أنتظري ..
تذكرتي هذا الجزء ..
نعم هي كذلك ..
فقط أحببت تذكيرك ..
هكذا وصل بي الحال ..
وهناك المزيد إذا أحببتي قصص الأطفال ..
فهي عنوان الوفاء والعفوية ..
أفضل من ظلام هالك يشل كل رجولتي ويحبسني ..
أفضل من سماع موسيقة ساخرة أصبحت لا تناسب عمري ..
أجمل من وردة حمراء لامعة تقطر دماً ..
فكل العيون كاذبة إلا عيون البراءه هي الصادقة ..
وكل القصص فانية ..
تلك القصص الصغيرة تبقى في ذاكرة العجوز ..
وكل المعاني والمفردات تنقشع ..
فقط عبارات الصغار مطبوعة في الصفحات الخالدة ..
والذكريات كثيرة والحكايات طويلة ..
والمسافر إلى أين سيسافر ..
أنوي الرحيل بداخلي ..
يحتاج الأمر إلى شجاعة وبساله وصاحب يشجع على ذلك ..
مثل مدينة الضباب التي ذكرت في الحكاية ..
يحاول الخروج ومات في وسط الضباب ..
صحيح أصبحت في الكتابة ذو غموض ..
أعلم ذلك ..
فكل أصابع يدي ملخبطة أيضاً ..
الساعات ستتوارى خلف الكثبان الطويلة ..
شأتي أم لا ..
لا مهرب من حبيباً كان لك سيفاً في غمدك ..
مثلي تماماً أنتي ..
عاجزة حتى عن لفظ أسمي ..
ربما يكون عمري قد كبر ..
لكن في داخلي شقاوة الأطفال ..
أحب أن أتكلم وأكتب والكلام ملخبط ..
وربما سأصبح قريباً نصفي إنساناً رفيق ..
ونصفاً أخر ذئب يفترس الصغير ..
هل حقاً سيصبح هكذا مصيري؟؟ ..
لنرى الأحداث أولاً ..
وبعدها سنحكم أخيراً ..
فهي الأن مجرد أنين محروماً من شهوة احتضانك مرة أخيرة ..
سيأتي الربيع ويرحل ويتبعه باقي الفصول ..
مجرد رحلة عد كم ستطول وكم سأصبر عليها ..
سأختفي ربما لبض الوقت ..
لا أدري ربما سأكون مجبوراً ..
لأجمع ما بقى من آمال هالكه مجردة من صدقها ..
وربما قبلها سأكتب كلمتي الأخيرة ..
أو سأصر على معنادة نفسي ..
وصدفة أخرى سيصنعها لي القدر ..
أحس بذلك الأن في دمي ..
سأمكث الأن على سفح الجبل من جديد ..
لعله يأتي طفلاً أخر يفسر لي حكايات القدر ..
al safina
الكلمات الدلالية (Tags):
لا يوجد
- التصانيف
-
غير مصنف