https://www.gulfupp.com/do.php?img=92320
مشاهدة تغذيات RSS

السفينة

بقلمــــــــــي : حكم إمراه

تقييم هذا المقال
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السفينة مشاهدة المشاركة
هي التي حاورتني ذات مساء ..
عن نعومة الطفل الوليد ..
قالت أن الحياة مستمرة بأفراحها و أتراحها ..
ما زالت صورتها عالقة في فكري منذ الأزل ..
في لقاءنا دائماً تنهكني بالنصائح الدرر ..
عندما أحتار في أمري .. أذهب إليها مهرولاً ..
ولا أخرج من يومها إلا بالحكمة والحنكة التي دائماً ما أجدها عندها ..
أذكر ذات مرة ..
قد تناحبت بشدة ..
من موقف لا يزال حديث وجداني ..
حينها وضعت كفها على رأسي ..
وهمست في إذني بصوت خافت ..
وقالت ..
لا تزال القلوب بيضاء ..
ولا تزال الروح عذراء ..
لقد كانت أفضل وردة ..
يرقص النحل عليها من لذة طعمها ..
وأجمل شجرة غرد الطير عليها ..
لكن!!!
لا تكتمل اللحظة الجميلة بتمامها ..
قد ضاع كل شيء ..
وتبخرت سيرتها العطرة ..
وغاب نجمها ..
وضاع نور وجهها خلف الغيوم السوداء ..
حين رايتها في صدمات حياتي ..
ويا ليتني لم أستبق تلك اللحظة ..
حتى أشاهد وأسمع ..
مشهداً قد سرق دفء جسمي ..
جالسة هي على ذلك الكرسي العالي ..
وكأنها قيصر روماني ..
ممسكة في يدها عصى مدببة ومشوكة ..
وصوتها قد تقهقرت الأسقف من ضجيجه ..
لا أسمع منها إلا السب واللعن والقذف ..
قلت في حيرتي ..
هل هي بالفعل تلك التي عرفتها في يوم!!! ..
تلك النوارة ببياض قلبها وطهر أخلاقها ..
لا ليست هي ..
إنها من العصر الراحل ..
إمراه تضرب بالسوط ظهور الرجال ..
ابتعدت قدمي خطوة ثم خطوة إلى الخلف ..
لم أشاء أن أخوض في حرب كلامية معها ..
حتى لا تكون نهايتي تحت رحمة سوطها وعصاها المدببة ..
عدت أدراجي من حيث خرجت ..
وقلت في نفسي ..
ربما تكون الحياة قد تغيرت ..
وأصبحت تحت حكم إمراه.

al safina
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد إضافة/ تعديل الكلمات الدلالية
التصانيف
غير مصنف

التعليقات

جميع الحقوق محفوظة للسبلة العمانية 2020
  • أستضافة وتصميم الشروق للأستضافة ش.م.م