المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السفينة ها هي الشمس قد ذهبت إلى مغربها .. وينسدل ستار الليل الدامس عن ذاك الظلام .. وها هو البدر المكتمل .. يظهر علي من جديد .. ليطلق نوره المشع .. إلى كل زاوية من قصري .. وأنا السيد اللطيف الخجول .. أجلس على كرسي المتواضع .. وأمامي يجلس حاجبي ..يحمل في يده بعض المكاتيب .. من عامة الناس .. الذين يقطنون من حولي .. وعن يميني يجلس رئيس الحراس .. ينتظر أمري في صرفه ليرتاح قليلا .. وعن يساري .. يجلس وزيري المخلص .. ينتظر ...
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السفينة في سكون الليل .. وتحت ضوء شمعة لا تحترق .. بدأت أكتب الخطط والنصائح .. لتلك الابنة ..ذات الأعوام الخمسة عشر .. إعلمــي أن لكل شخص مهنة وحرفة في هذه الحياة .. فمن أتقن صنعته .. فقد عبر إلى بر الأمان .. إعلمــي أن سعادة المرء .. في إخلاصه لدين الله الحنيف .. فمن أخلص لدينه .. فقد فاز بثواب الدنيا والآخرة .. إعلمــي أن أخلاقك .. هي عبارة عن مدرسة واسعة النطاق .. تتربا فيها الناشئة .. فإحرصي كل الحرص .. على أن يكون كل منهجك .. هو تدريسهم أجود الأخلاق الفاضلة .. ...
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السفينة تسيل المدامع فوق الخدود .. وتجزع القلوب من كل خوف مخلوق .. ويأسر الحزن كل مخنوق ومحروم .. وتمضي السنين نحو المستقبل الغامض المكتوب .. وتنكوي النفس بالشوق المظلوم .. وتبقى الحياة تسير حتى تنطوي باليوم المحتوم .. و يأتي الليل بالحزن والضحكات كأنه المجنون .. وتغسله شمس النهار من كل شيء ليس بمحمود. هناك شقين في البشر .. شقاً يبتسم على الأفراح .. وشقاً يبكي حتى الثمالة على الأتراح .. وهناك صنفين من البشر .. صنفاً يعطى السر ، ويذهب به إلى كل الناس وكأنه المتحدث بأسم الرئيس ...
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السفينة يخرج من ظلمة بطن إمه .. بعد إن كان في سكينة وراحه ليس بعدها راحه .. إلى هذا العالم المكدس بـ الأفراح والأحزان .. ما زال مغمض العينين .. يا ترى ماذا سيجد .. يا ترى ماذا ينتظره .. يا ترى ماذا كتب الله له .. هل هي طفولة مشرقة .. أم سجن عذاب له.. هل سيجد قصراً شامخاً .. وخدم يتراكضون هنا وهناك من حوله .. أم سيجد ملج رعاية.. لا يعرف كيف وصل له. مساكين هم بعض الأطفال .. يولدون للعذاب والمعانه.. تضعه إمه أمام دار الرعاية .. متجرده من مشاعر الأم الحنونه .. ليكبر مع الأيام ولا يعرف من هم والديه ...
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السفينة أيام وليالي .. تروح وتأتي غيرها .. أعوام وأزمنة .. ترحل وتقبل غيرها .. بشراً يرحلون.. تاركين لنا ذكريات لا تدفن بالتراب .. وبشراً يولدون .. لا نعرف كيف سيستطيعون العيش من دوننا .. إن تعلقوا على جدران قلوبنا .. في هذه الحياة حكمين .. أحلاهم كرصاصة موجعة .. تقتل القلوب الطيبة .. حكم الفراق .. والذي يأتي على غفلة منا ..لا سبيل إليه .. سوى دخول المفاوضات والمحادثات الجانبية .. ربما تصيب .. وربما لاجدوى منها .. وربما يكون القتال فيه سيداً .. كم من دماء مزجة بتراب الأرض بسبب الفراق .. وكم من قلوب ...