http://main.omandaily.om/wp-content/...81-730x500.jpg
النفط العمانية للاستكشاف»تستعد للإنتاج التجاري في حقل غاز أبو طبول بمنطقة الامتياز 60
في إنجاز غير مسبوق.. العمانيون يتغلبون على تحديات المكامن الكتيمة –
حوار – أمل رجب –
في تطور كبير يمثل نقلة نوعية غير مسبوقة في قطاع النفط والغاز في السلطنة، تستعد شركة النفط العمانية للاستكشاف والإنتاج للبدء في مرحلة الإنتاج التجاري في حقل غاز أبو طبول ذي المكامن الكتيمة والذي يقع ضمن منطقة الامتياز (60) وبذلك تصبح أول شركة عمانية تنتج الغاز غير التقليدي بعد نجاحها في استغلال إمكانات الحقل الذي يتواجد ضمن مكامن كتيمة، حيث يحتجز الغاز في مسامات مجهرية بين ثنايا الصخور على عمق كبير، ويزيد أهمية الانجاز أن هذا الحقل يختلف عن معظم حقول الغاز غير التقليدية الأخرى في السلطنة وهو ما يجعل الخبرة التي اكتسبها مهندسو الشركة فريدة من نوعها اذ تعتمد تماما على التجربة المحلية ويمكن استخدامها في استغلال حقول النفط والغاز غير التقليدية والتي كان من الصعب في السابق الكشف عن إمكاناتها.
وفي هذا الإطار بدأت شركة النفط العمانية للاستكشاف والإنتاج والتي تعمل في الشق العلوي، والتابعة لشركة النفط العمانية، خلال الأسبوع الماضي التشغيل التجريبي لمحطة معالجة الغاز التي أنشئت مؤخراً والتي تعد بداية لإنتاج الغاز غير التقليدي ومعالجته وتصديره إلى شبكة الغاز الحكومية – للمرة الأولى في تاريخ البلاد.
ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل العمليات التجارية بالكامل في نهاية أكتوبر باستخدام المحطة التي أنشئت وفق أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا في هذا المجال حيث تقدر الاستثمارات بمليار دولار أمريكي حتى الآن ومن المنتظر أن يصل الإنتاج إلى معدل 70 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم بحلول نهاية هذا العام كما سينتج المرفق أيضاً إلى جانب الغاز المكثفات بمعدل 6 آلاف برميل يومياً خلال الفترة الزمنية نفسها.
وأكد سليمان الزكواني مدير المشروع في تصريحات خاصة لـ( عمان) أن هذا الإنجاز الرائد تم في مدة قياسية لم تتجاوز ثلاث سنوات منذ أن استحوذت الشركة على حقل أبو طبول وحققت تقدما ملحوظاً في استغلال الحقل من خلال عمليات الاستكشاف والتقييم والتطوير ويقف هذا الانجاز خير شاهد على ما يتمتع به المشغل العماني من عزيمة قوية لمواصلة المسار رغم كل الصعاب والمعوقات.
وأوضح مدير المشروع: عندما أسندت إلينا منطقة الامتياز (60) في أواخر عام 2010، كانت شركة النفط العمانية للاستكشاف والإنتاج تعتبر لاعباً جديداً في هذه الصناعة ولكننا تولينا مسؤولية واحد من أكثر مشاريع الغاز غير التقليدي الذي تكتنفه التحديات ليس فقط على مستوى السلطنة بل ربما عالمياً. وحاليا فإننا نحن نجني ثمار نجاحنا كفريق عمل استطاع الارتقاء إلى المستوى المطلوب لمواجهة التحديات ونفخر بنجاحنا المشهود لأن فريقنا حقق انجازا غير مسبوق.
ويذكر أن المنطقة (60)، التي تبلغ مساحتها حوالي 1580 كيلومترا مربعا وتقع في ولايتي عبري وهيما، يتم تشغيلها من قبل شركة النفط العمانية للاستكشاف والإنتاج بنسبة 100% وكانت الشركة قد استحوذت على منطقة الامتياز في ديسمبر عام 2010م بعد أن تخلى المشغل السابق عن المنطقة وبمجرد ان تولت شركة النفط العمانية للاستكشاف مسؤولية المنطقة بدأت جهود الاستكشاف والتقييم والتطوير بشكل فوري لتجنب أي تأخير في الجدول الزمني للمشروع.
ومع البدء الوشيك للإنتاج التجاري، فإن شركة النفط العمانية للاستكشاف والإنتاج قد انضمت إلى اللاعبين الكبار في قطاع النفط والغاز مثل شركة تنمية نفط عمان، وشركة أوكسيدنتال عمان، وشركة بي تي تي إي بي، وهم أكبر المنتجين في قطاع النفط والغاز الذي يعد المصدر الأهم للدخل وتوليد العائدات المالية بالنسبة للسلطنة.
وأكد مدير المشروع أن استغلال إمكانات حقل غاز غير تقليدي يتواجد ضمن مكامن كتيمة، حيث يحتجز الغاز في مسامات مجهرية بين ثنايا الصخور على عمق يصل إلى 4.5 كيلومتر، يعد انجازا استثنائيا وقد استهدفت الآبار الـ 40 التي حفرتها الشركة حتى الآن الوصول إلى مكمن بارك الذي يتميز بالصخور الكتيمة مع انخفاض في المسامية والنفاذية مما استوجب تصديع صخور المكمن هيدروليكياً لتعزيز إنتاجية الآبار- و هذا الانجاز لا يمكن تحقيقه دون المعرفة الصحيحة للمكمن وخصائصه.
واوضح مدير المشروع أن الخبرة التي اكتسبها مهندسو الشركة منحتهم قدرة فريدة من نوعها تعتمد تماما على التجربة المحلية. ويوضح الزكواني أن منطقة الامتياز (60) تختلف اختلافاً كبيراً عن معظم حقول الغاز غير التقليدية الأخرى في السلطنة، حيث العوامل المتغيرة للمكمن هي أكثر تعقيداً من بعض حقول الغاز في المكامن الكتيمة المكتشفة في البلاد. ولذلك، فإن المعرفة التي أتقنتها الشركة في تطوير حقل أبو طبول هي فريدة من نوعها. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الشركة تعمل على تحسين إنتاجية الآبار لديها، وزيادة معدلات الاحتياطي فضلاً عن خفض التكلفة المرتبطة بها. ولا شك أن الجمع بين كل من المعرفة والقدرات وفرت لنا ميزة لا مثيل لها عندما يتعلق الأمر بتطوير الغاز غير التقليدي في المكامن الكتيمة.
ومدعومة بما حققته من انجاز، تقول الشركة إنها تسعى إلى الاستفادة من الخبرات المكتسبة في منطقة الامتياز 60 في استغلال حقول النفط والغاز غير التقليدية والتي كان من الصعب في السابق الكشف عن إمكاناتها.
وقال مدير المشروع: نجاح الشركة في المنطقة (60) يمثل حافزا قويا لفريق العمل على تحقيق المزيد من الإنجازات، فنحن نريد أن نضع أنفسنا في موقع الريادة في تطوير الحقول غير التقليدية، مثل انتاج الغاز والنفط من المكامن الكتيمة والغاز الصخري والنفط الثقيل. ورحلتنا منذ بداية نشاطنا وحتى وصلنا إلى ان نصبح مشغلا مؤهلا لواحد من أكثر حقول الغاز تحدياً وتعقيداً في السلطنة في غضون ثلاث سنوات لم يكن أمراً معتادا وأحد عوامل النجاح كان الجهد المتميز الذي قام به المقاولون المتعاقدون مع شركة النفط العمانية للاستكشاف والإنتاج.
واشار الى انه تم إنشاء محطة رئيسية لمعالجة الغاز لديها القدرة على معالجة ما يصل إلى 100 مليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي والمكثفات. كما أنشئ نظام تجميع وتصدير متكامل مع خطوط أنابيب مزدوجة بطول 80 كيلو مترا ينقل الغاز الطبيعي والمكثفات إلى محطة القياس في بارك بينما يتم نقل المكثفات إلى مرافق شركة تنمية نفط عمان، في حين سيتم تصدير الغاز إلى شبكة الغاز الحكومية التي تديرها شركة الغاز العمانية.
وفي إطار مرحلة التشغيل التجريبي التي بدأت الأسبوع الماضي، تم إدخال كميات صغيرة من الغاز في محطة معالجة الغاز وما يرتبط بها من مرافق – ومن المتوقع أن تستمر هذه المرحلة لعدة أسابيع. وتتيح هذه العملية التشغيل التدريجي لأنظمة المحطة وتقييم أدائها وبعد ذلك ستتم تهيئة الغاز والمكثفات حسب المواصفات المعتمدة.
ويشار إلى أنه سيتم الحفاظ على إنتاج بمعدل 70 مليون قدم مكعبة لمدة ست سنوات تمثل المرحلة الأولى من تطوير حقل أبو طبول. وخلال هذه الفترة، سوف يستمر برنامج الحفر ليضيف بضع آبار سنوياً للحفاظ على هذا المعدل من الإنتاج، ويُقدر أن يصل إجمالي الاستثمارات في هذه المرحلة إلى 2.5 مليار دولار.
وأوضح مدير المشروع انه بينما ستكون المرحلة الأولى من المشروع في طور التشغيل، فإن الشركة تخطط لإجراء دراسة مفصلة وتقييم شامل للمنطقة بأكملها ويتمثل الهدف من ذلك في تكوين فهم أفضل لتعقيدات كل جزء من الحقل.
وقال: لا توجد منطقتان متشابهتان في الحقل من حيث الخصائص إذ يختلف توزيع السوائل من مكان إلى آخر، مما يفرز العديد من التحديات أمام مهندسينا. ومع ذلك، طور فريقنا فكرة جيدة جداً لهذه المنطقة، قادرة على إعطاء تنبؤات قريبة جداً من البيانات التي تم الحصول عليها عندما تم حفر الحقل وتصديع مكامنه واختبارها.
وفي حين أن المرحلة الأولى استهدفت في المقام الأول وسط المنطقة حيث نوعية المكمن عموماً جيدة، فإن جهود الاستكشاف الجديدة سوف تركز على شمال منطقة الامتياز وجنوبها. كما سيتم تخطيط الحقل بأكمله لتقييم أي احتمالات للحفر الاستكشافي.
وتزامنت أنشطة التشغيل التجريبي في الأسبوع الماضي أيضاً مع تحقيق إنجاز لا يقل أهمية، حيث أعلنت الشركة عن حفر أول بئر استكشافية في المنطقة (60) منذ أن حصلت على الامتياز كما يتم دراسة اقتراح بحفر بئر استكشافية ثانية في جنوب المنطقة خلال عام 2015.
http://main.omandaily.om/?p=161443
