أنا و الإعلام !!
علاقتي و الإعلام ليست بخير
الإعلام في وطني العربي بأطيافه و أشكاله و توجهاته في أغلبه دمار
و ليس ببناء و رسالة ترتقي بها الأوطان و الأجيال...
منذ سنوات لا أتابع مطلقا القنوات ..تلفازي مقتصر على قنوات إخبارية ..
لكن المنبعث من أجهزة اخوتي يوحي أننا بخير!! ..
غناءٌ و رقصٌ و مسلسلات وبرامج فارغة ..
لاموتٌ و لا دمارٌ .. و لا يغرق جزء من أمتي في بحار من دم
لا تٌنتهك حُرماتٌ ولا تُقطفُ أرواح !!
وذاك الذي يحدث في بورما و سوريا و مصر وووو هو مجرد أفلام هليودية
إعلامنا النزيه يترفع عن التطرق لها !!
الحياة مُستقِرة و الأمن مُستَتَب !!
والإقتصاد قوي و في تَنامِي !!
ذاك المسمى الإعلام العربي و تحديدا المرئي منه أنا أكفر به..لا أطيقه و لا أصدقه ..
الإعلام الذي يحجبُ عني الحقيقة و يُجَمِل صورة الطاغي في عيني و يهلل له أنا أمقته..
الإعلام الذي يرقص على عقيدتي و يدوس على قيم ديني و يدعو للدعارة و الفسوق انا أرفضة ..
ذاك الذي يعلمني كيف تكون القبلة و اللمسة بالعرض البطيئ في الدقيقة ألف مرة أنا أحتقره..
ذاك الإعلام الذي يخشى أن يقول المحتل الإسرائيلي وينعتها بدولة اسرائيل و يعطيها الشرعية لا أحتاجه..
الإعلام الذي يصف المقاوم و الثوري و الحر الأبي بالمتمردين و الخارجين عن القانون لا يمثلني..
أتدرون متى قاطعته ؟
طلقته طلاقا رجعيا في سنة 2006 يوم دوت صرخات البراءة
و هي تُمزقُ أشلاء الطفولة إربا إربا في قنا أمام ذاك الصمتٍ المقيت
يوم كان الجنوب يدك تحت وابل الرصاص و القنابل
وإعلامنا منشغل بحزب الله مدعوم من ايران و ايران أس الفساد
ونسو أن أرواحا تئن تحت الأنقاض تحتاج لمن يرفع صوتها في الإعلام و ينتشلها...
لكن وقتها اعلامنا كان منشغلا بالملاسنات و إحياء الليالي الملاح لفلان و علان ...
وقتها سقط عمدا من حساباتي..
وكان طلاقا بائنا سنة 2008 يوم احترقت جثث الأطفال بالفسفور الأبيض في غزة
ويومها كان الإعلام خارج السرب كالعادة ..
كان يندد ان حكومة هنية غير شرعية وكأن لسان حاله يقول فحق عليهم العقاب..
تبا لإعلام زيف الحقائق و حجب الصور و قالها عنها مفبركة ...
وعجز عن قول الحق..
وها هي كل تلك الصور تعيد نفسها في العراق و اليمن و ليبيا ومصر وسوريا
و اعلامنا ثابت لا يتغير يغرد في كل شيئ عدا شيء واحد
قضايا أمتنا و ما يرفع همة المواطن و يبني فيه العقل و الروح
يتاجر بعروبتنا بقوميتنا , بإسلامنا و بأمتنا
سحقًا له من إعلام ..أنا حقا أترفع عنه ..
إعلامنا النزيه يشبه الصحون الطائرة يسمع عنها الجميع لكن لا أحد رآها !
