دعم أممي للمبادرة الخليجية والاتفاق مع الحوثيين
أدان مجلس الأمن الدولي الهجمات التي وقعت في العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظتي حضرموت والبيضاء، مبدياً دعمه للاتفاق الموقع مع الحوثيين ومجدداً تأييده للمبادرة الخليجية، في وقت دفع المتمردون بمزيد من المسلحين، بالتوازي مع مقتل جنديين بانفجار عبوة ناسفة زرعها عناصر من تنظيم القاعدة في حضرموت.
وأدان مجلس الأمن الدولي في بيان أمس الهجمات الإرهابية المستمرة ضد قوات الأمن في حضرموت والبيضاء التي تهدف إلى تقويض استقرار اليمن.
وقالت رئيسة مجلس الأمن للشهر الجاري مندوبة الأرجنتين ماريا كريستينا بيرسيفال: «أكد أعضاء مجلس الأمن على أهمية مواصلة تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة».
وأضافت بيرسيفال إنّ أعضاء مجلس الأمن الدولي شددوا «على ضرورة تحرك عملية التحول السياسي في اليمن قدما، وأكدوا دعمهم للرئيس عبدربه منصور هادي ودعوا كل الأطراف إلى العمل بشكل بناء للتطبيق الكامل والعاجل لجميع بنود اتفاق السلام والشراكة الوطنية بما في ذلك تسليم كل الأسلحة المتوسطة والثقيلة للجهات الأمنية الشرعية التابعة للدولة». وخلصت رئيسة مجلس الأمن في ختام البيان قائلة: «وشدد أعضاء المجلس على أهمية إجراء عملية انتقال جامعة وتشكيل حكومة جديدة تمثل مختلف الاطراف في اليمن».
مسلحون حوثيون
إلى ذلك، دفع الحوثيون بالمزيد من المسلحين إلى العاصمة اليمنية وأقاموا حاجز للتفتيش في احياء المدينة وبجانب أسواقها ومراكزها.
وأفادت مصادر بأن المتمردين «استخدموا نقاط تفتيش إضافية، وخصوصاً بالقرب من التجمعات السكنية ومراكز التسوق ورفعوا شعارهم في الأماكن التي كانت ترابط فيها قوات الجيش والأمن». وسير هؤلاء، الذين يبررون وجودهم بمواجهة عناصر «القاعدة»، دوريات متحركة في كل الأحياء وبالقرب من المطاعم الكبيرة، فيما أغلقت قوات الحرس الرئاسي ميدان السبعين والشوارع المؤدية إلى القصر الرئاسي ونشرت الدبابات والعربات المدرعة في المداخل المؤدية إلى القصر.
مقتل جنديين
ميدانياً، قتل جنديان واصيب ثلاثة آخرون بانفجار عبوة ناسفة زرعها عناصر من «القاعدة» واستهدفت مركبة للجيش اثناء مرورها في مدينة شبام التاريخية بمحافظة حضرموت جنوب شرقي اليمن.
وأفاد مصدر عسكري بأن «عبوة ناسفة زرعت من قبل عناصر تنظيم القاعدة انفجرت اثناء مرور مركبة تابعة للواء 135 ما أدى إلى مقتل جنديين واصابة ثلاثة نقلوا إلى المستشفى». ويأتي الهجوم بعد يومين من تفجير انتحاري نسب للتنظيم واستهدف الجيش في حضرموت ما اسفر عن مقتل عشرين جندياً. وتزامن ذلك الهجوم مع تفجير انتحاري آخر نفذه الخميس عنصر من القاعدة ضد تجمع لانصار المتمردين الحوثيين الشيعة في صنعاء ما أسفر عن 47 قتيلاً على الاقل.
وكان عشرة عناصر من الشرطة على الاقل قتلوا في سلسلة هجمات لـ«القاعدة» من بينها هجوم انتحاري، ووقعت الاربعاء الماضي في مدينة البيضاء وسط اليمن.
موقف جنوبي
وفي سياق متصل، دعا الرئيس اليمني السابق علي ناصر محمد إلى عقد مؤتمر إنقاذ وطني ومصالحة وطنية بشكل عاجل.
وأدان ناصر محمّد في بيان «الحادث الإجرامي الذي استهدف تجمعاً للحوثيين»، وأفاد بأن «تفجير صنعاء والمكلا حدث نتيجة لغياب الدولة وسقوط هيبتها وعجز مؤسساتها الأمنية للقيام بواجباتها تجاه حماية الوطن والمواطن»، على حد وصفه.
وطالب ناصر محمد «الجهات المسؤولة، بملاحقة ومحاسبة من يقف وراء مثل هذا العمل الإرهابي الذي يهدد أمن واستقرار اليمن والمنطقة»، كما دعا إلى «عقد مؤتمر إنقاذ وطني ومصالحة وطنية بشكل عاجل تخرج البلاد من هذا المأزق الخطير الذي يمر به وأن يبحث في كل الخيارات»، مؤكداً «ضرورة الاحتكام إلى لغة الحوار لمعالجة الأزمة وبما يعزز السلام والتعايش الاجتماعي بين أبناء الوطن».
قلق روسي
أعربت روسيا عن قلقها البالغ للتطورات على الساحة اليمنية في ضوء الاعمال الإرهابية التي شهدتها مناطق عدة في البلاد. وأفادت بيان وزارة الخارجية الروسية قائلاً: «في صدد هذه الأحداث المأساوية، نود مرة أخرى أن ندعو كل القوى السياسية اليمنية إلى التوحد في مواجهة الخطر المتزايد الذي يشكله الإرهابيون».
وأضافت: «وما زلنا على ثقة بعدم وجود سبل أخرى لحل الأزمة السياسية في اليمن سوى إيجاد حلول مناسبة من قبل أطراف العملية السياسية لصالح الوفاق الوطني والتنمية المستقرة للبلاد مع التركيز على القضايا الاجتماعية والاقتصادية الحادة ومواجهة المسلحين». البيان
