إسرائيل تسعى إلى واقع جديد في القدس
بلغ استفراد الاحتلال الاسرائيلي بمدينة القدس وأهلها والمسجد الأقصى المبارك ذروته بمواصلة الاحتلال لسياساته الرامية إلى هدم المدينة وبناء المستوطنات وتهويد معالهما من جهة، واقتحامات المستوطنين ومحاولتهم السيطرة على المسجد وفرض وجودهم وصلاتهم فيه أمراً واقعاً.
ويتعرض المسجد الأقصى لاقتحامات شبه يومية يقوم بها مستوطنون تحت حراسة من قوات جيش الاحتلال لتنظيم جولات «استرشادية» حول الهيكل المزعوم، الأمر الذي يتحول إلى مواجهات بين المرابطين المقدسيين من جهة وبين المستوطنين وجيش الاحتلال من جهة أخرى. وتصاعدت اقتحامات المستوطنين واعتداءاتهم بعد دعوة جماعات من المستوطنين المتطرفين لاقتحام المسجد لمناسبة «عيد العرش» اليهودي.
التاريخ يعيد نفسه
من جهته، حذر الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات د. حنا عيسى في بيان من مغبة ارتكاب مجزرة جديدة في المسجد الأقصى المبارك بعد الدعوات التي اطلقتها الجماعات الاستيطانية لاقتحام المسجد الأقصى بذريعة «عيد العرش التوراتي» أو ما يعرف بـ«أيام الحج التوراتي إلى جبل الهيكل» المزعوم والذي يستمر أياماً، فضلاً عن مطلبها بأغلاق المسجد بوجه المسلمين لتأمين حماية دخول المستوطنين إليه.
وأشار عيسى إلى أن هذه الدعوات تأتي في الذكرى الـ24 لمجزرة المسجد الأقصى في أكتوبر من العام1990، حين قام المرابطون في حينها بمنع المستوطنين من وضع حجر الأساس للهيكل الثالث المزعوم، الأمر الذي أدى إلى وقوع اشتباكات مع قوات الاحتلال أسفرت عن 23 شهيداً وإصابة 850 آخرين.
معركة يومية
وبموازاة رفع جماعات المستوطنين المتطرفين لنشاطاتهم التي تتساوق مع سياسات الحكومة في محاولتها لتكريس الفصل الزماني والمكاني للمسجد الأقصى على غرار السياسية المتبعة في الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل، وبموازاة هذا كله يبدع المقدسيون والمرابطون والمؤسسات الفلسطينية في الدفاع عن المدينة ومقدساتها وإسقاط المخططات الإسرائيلية..
الأمر الذي حول المنطقة خارج أسوار المدينة وداخلها إلى ساحة مواجهات في معركة يومية ملحمية يتصدى فيها المقدسيون بأجسادهم وحجارتهم لقطعان المستوطنين المتطرفين وجيش الاحتلال والمخططات التهويدية، رافضين الخضوع لما تحاول إسرائيل تصويره لهم وللعالم أجمع بأن المدينة المقدسة باتت تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة.
واقع جديد
وفي ذات السياق أوضح د. ناجح بكيرات رئيس أكاديمية الأقصى للعلوم والتراث أن اسرائيل تريد في هذه المرحلة تسخين ملف الأحداث وإحداث بلبلة في داخل المسجد الأقصى ومحيطه لخلق واقع جديد، مضيفاً: «هي تريد استغلال عيد المظلة (العُرش) لتصب العشرات من المستوطنين وزيادة عدد المقتحمين لفرض حصة زمنيه لليهود في المسجد الأقصى، وهذه الحملة تأتي ضمن مشروع تهويد المدينة».
يقظة
على الرغم من التصعيد الإسرائيلي أكد رئيس أكاديمية الأقصى للعلوم والتراث د. ناجح بكيرات أن الحكومة الاسرائيلية بكل أذرعها لم تنجح في التقسيم الزماني للمسجد الأقصى، وقال: «لن ينجح هذا المشروع أمام صمود أهلنا ووعيهم، وتجربة التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الإبراهيمي لن تنجح في الأقصى.. فالجميع على يقظة كاملة».
