إلا عمااااان. ..سليمان جودة

إلا عُمان!
Al Masry Al Youm - المصري اليوم
سليمان جودة · 13/05/2017
زار الرئيس، قبل أيام، دولة الكويت، ومنها توجه إلى البحرين، وقبلهما كان قد زار الإمارات، ومن قبل الدول الثلاث كان له لقاء مع خادم الحرمين الشريفين فى الرياض!
يتبقى من دول الخليج الست، دولتان: سلطنة عُمان.. ثم قطر!
وليست هذه هى المرة الأولى التى يزور فيها الرئيس الدول الأربع، فلقد زارها هى نفسها بعد أن تولى الحكم، ولكن لم يحدث فى المرة السابقة، ولا فى هذه، أن زار عُمان أو قطر!
أما عدم الذهاب إلى الدوحة، فى المرتين، فهو مفهوم، كما أن أسبابه ليست فى حاجة إلى شرح، ولا إلى بيان، ليبقى الغياب عن زيارة السلطنة، هو الُمحير، وهو غير المفهوم، وما أرجوه أن نتدارك ذلك فى أول فرصة ممكنة، وأن تكون العاصمة مسقط ضمن أول جولة خليجية مُقبلة!
ولست أبالغ فى شىء، إذا قلت إن عُمان تستحق أن تكون هدفاً لزيارة وحدها، من جانب رأس الدولة المصرية، لسببين أولهما أنها كانت دولة داعمة لنا فى المحافل الدولية، طول الوقت، خصوصاً وقت خلاف العرب مع السادات بعد زيارته إلى القدس.. والسبب الثانى أن فيها ما يمكن أن يفيدنا فى السياحة، وفى التعليم الفنى على السواء!
ولابد أن كل متابع للسياسة الخارجية الُعمانية، منذ أن وصل السلطان قابوس إلى السلطة، يلاحظ أنها سياسة تحتفظ لنفسها بدرجة ظاهرة من الاستقلالية فى الحركة، عربياً، ودولياً، بما يدعو حقاً إلى الإعجاب بها، وبما يشير إلى أن صانعها كسياسة خارجية، يعرف جيداً أين يضع قدمه إذا تحرك، وفى أى اتجاه يقطع خطواته، إذا ما قرر أن يتخذ مواقفه!

وليست مواقفه المُساندة لنا، فى أثناء المقاطعة العربية، نهاية السبعينيات، إلا أبلغ دليل!
وفى علاقتها بطهران، على وجه التحديد، تبدو السلطنة راغبة فى أن تحتفظ بمسافة بينها وبين الإيرانيين، ليست موجودة على أى مستوى عربى إيرانى آخر، وهى مسافة أظن أن السلطان قابوس يوظفها بما يخدم المصلحة العربية على العموم، وبما يضيف للمصلحة الخليجية على وجه الخصوص!
وفى بدء المأساة اليمنية القائمة، كانت الأرض التى ارتضت الجماعة الحوثية الجلوس عليها مع باقى أطراف الأزمة، هى أرض عُمان، وقد التقى الأطراف هناك أكثر من مرة، وإذا كانت اللقاءات لم يخرج عنها شىء مفيد ينقذ اليمن، فلأن نوايا الحوثيين لم تكن صادقة، ولا كانت خالصة، ولو تصرفوا وفق المصلحة اليمنية المجردة، لا الإيرانية، لكان القتال الدائر فى اليمن السعيد قد توقف من زمان!
لا يجوز أن نكون بعيدين عن عُمان.. ولا أن تكون هى بعيدة عنا!