مؤتمر القاهرة يعد الفلسطينيين بـ 5.4 مليارات دولار
لم تقتصر كلمات المسؤولين المتحدّثين في افتتاح المؤتمر الدولي في القاهرة لإعادة إعمار قطاع غزة، حيث ربط بعد المتحدّثين بين إعادة الإعمار والحل السياسي للقضية الفلسطينية، ومن ذلك دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إسرائيل لإنهاء النزاع على أساس المبادرة العربية، ومطالبة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بإنهاء أطول وآخر احتلال في التاريخ، وكذلك تأكيد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن الأموال وحدها لا تكفي، مؤكداً على أهمية إنجاز حل سياسي، فيما وصلت حصيلة التعهدّات إلى حوالي 5.4 مليار دولار.
وأكد المشاركون في بيانهم الختامي مساندتهم للمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار ودعمهم لكل الجهود المقبلة التي من شأنها التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار، وتقرر عقد اجتماع آخر في مارس 2015.
وقال وزير خارجية النروج بورغ بريندي في ختام المؤتمر ان «نصف هذه المساعدات (5.4 مليار دولار) ستخصص لاعادة اعمار غزة» مشدداً على أن المانحين «ألزموا أنفسهم ببدء سداد هذه المساعدات في أقرب وقت ممكن من أجل تحقيق تحسن سريع في الحياة اليومية للفلسطينيين».
وأكد أن رئاسة المؤتمر، التي تولتها النروج بالاشتراك مع مصر، «تلح على المجتمع الدولي ان يلتزم بتعهداته وان يقدم مساعدات سخية خلال السنوات المقبلة».
افتتحا المؤتمر
وافتتح المؤتمر، الذي شارك فيه حوالي دولة وتمثّلت الإمارات فيه بمعالي وزيرة التنمية والتعاون الدولي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، بكلمة للرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي شدّد على حتمية انهاء النزاع، بقوله: «أقول للشعب والحكومة في إسرائيل إن الوقت قد حان لإنهاء النزاع».
وحض السيسي إسرائيل على التفكير في اطلاق جهود سلام جديدة استناداً إلى مبادرة سلام عربية طرحت العام 2002 ورفضتها إسرائيل. وقال إنه يجب أن «نجعل من هذه اللحظة نقطة انطلاق حقيقية لتحقيق السلام الذي يضمن الاستقرار والازدهار، ويجعل حلم العيش المشترك حقيقة، تلك هي الرؤية التي تضعها المبادرة العربية للسلام الذي نتطلع اليه».
عباس: 4 مليارات
من جهته، قال عباس في كلمته إن عملية إعادة الإعمار تحتاج نحو أربعة مليارات دولار. وقال الرئيس الفلسطيني للوفود المشاركة: «نعول مجددا على دعمكم لإعادة إعمار ما تم تدميره، وفق الخطة التي أعدتها حكومتنا، والتي توضح مدى ما لحق بالقطاع من تدمير هائل، وتحدد الموارد اللازمة لذلك، والتي تبلغ حوالي أربعة مليارات دولار».
وتابع الرئيس أبومازن التأكيد على أنّ انعقاد هذا المؤتمر تأكيد على ارتباط عملية إعادة الإعمار بمجمل الاقتصاد الفلسطيني. وتوجه عباس بالتحية إلى الرئيس السيسي على جهوده من أجل إنهاء الحصار الاسرائيلي على غزة.
وقال: «لقد كشف العدوان الإسرائيلي على غزة، هشاشة وخطورة الوضع في منطقتنا في ظل غياب سلام عادل، وجهود دولية تراوح مكانها، ووعود لم تتحقق، ورغم كل ما نشعر به من ألم ومرارة، فإننا نؤكد للجميع، بأننا ما زلنا متمسكين بالسلام، وبالتزاماتنا كافة، وفق الشرعية الدولية ومواثيقها وقراراتها، والاتفاقات المبرمة». وتابع أنّه «لا بد هنا من إيجاد مقاربة دولية جديدة لحل الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، تنهي الاحتلال».
من جانبه، حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كلمته من أن الوضع في غزة لايزال قابلاً للاشتعال.
مطالبة عربية
بدوره، طالب الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بتوفير الدعم لحكومة التوافق الفلسطينية. وأضاف العربي ان إسرائيل تدعي أنها انسحبت من غزة منذ 2005، لكن كل هذا ادعاءات باطلة، متسائلاً: «هل يتواجد السجان داخل السجن، فإسرائيل تحاصر غزة من الخارج، والأراضي الفلسطينية كلها تحت حصارها».
آشتون مع الدعم
وطالبت ممثلة الاتحاد الأوروبي كاترين آشتون بدعم السلطة الفلسطينية للقيام بدورها، مشيرة إلى أن الهدف الأساسي هو إقرار حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية ليعيشان في سلام وأمن تحت مظلة الاعتراف الدولي. وأكدت آشتون أن التدمير الذي شهدته غزة يحتاج مساعدات إنسانية واقتصادية ضخمة.
الأموال لا تكفي
وفي ذات السياق، دعا كيري لتجديد الالتزام بتحقيق السلام في الشرق الأوسط، وقال «إن من الممكن التوصل إلى اتفاق دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين وجميع جيرانهم».
مساندة لمبادرة مصر
وأكد المشاركون في بيان ختامي مساندتهم للمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار ودعمهم لكل الجهود المقبلة التي من شأنها التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار.
