ضع امانيك في شقوق الحيطان ولفلسطين

ضع أمانيك في شقوق الحيطان ولفلسطين استجاباتها
--------------------
بقلم : حمود بن سالم السيابي
--------------------
ضع يدك أينما شئت وابكِ ،
فسيطل من بين الشقوق طفل فلسطيني وفي قزحية عينيه قبة الصخرة وسجادة صلاة ابن الخطاب .
أدخل يمناك إن شئت أو يسراك ، فستنفجر من بين حجارة المكان أنهار دماء ، فهذا موسم فيضان الشهداء .
أخرج آلتك الحاسبة ليخيفك الفارق الزمني بين مجيء الفاروق على ناقته المتعبة وتاريخ قدومك على متن "أير فورس وان" ، وبين الوديعة العمرية و دستور الولايات المتحدة ، وبين أول أذان في الأقصى ووعدك الإنتخابي بنقل السفارة للقدس.
إلتصق بالحائط أو اقترب منه فسيرعف المكان بعطر كوفية فلسطينية تركها الوليد بن عبدالملك في المحراب ، ورفعها صلاح الدين لواء ، وجعلها عز الدين القسام أوسمة فداء ، وارتداها أحمد ياسين فجر يوم عرسه.
أطرق بأناملك حجارة الحائط لتستمع لصليل مفاتيح بيوت المنتظرين في برج البراجنة والبداوي وشاتيلا ، وزغاريد حلم العودة في البقعة ومأدبا والزرقاء ، وصهيل الأعراس في مخيمات جرمانا ودرعا واليرموك .
ضع بين الشقوق أمنياتك المكتوبة لتخرج لك عجوز فلسطينية تحرق أخضر ويابس وريقاتك وأحبارك وأمانيك ، وتنتفض ثأرا للأمنيات الشهيدة وللحيطان المهدمة ولبيارات البرتقال وسفوح الزيتون .
ضع في الحائط ما شئت لتسائلك كل الحيطان بامتداد المعمورة عن كل دولار صرف في بندقية "العوزي" ، وعن كل خبرة قدمت لولادة "الميركافا" ، وعن كل جرح يثعب ، وعن كل شهيد يزف للسماء .
وقبل ان تقف امام الحائط وتضع "الكيباه" على رأسك ستصادف في مشوارك من عتبة "الأير فورس وان" الى عتبة كل بيت في القدس آلاف الامهات الباكيات ولهن صبايا بعمر إيفانكا ، وقد قتلهن الرصاص المستورد من أمريكا أو المصنع محليا باموال أمريكية ، وهن يحلمن مثل إيفانكا بعقوص "باربي" ودببة ، وهواتف "آي فون" ، وهدايا حمراء في "الهلوين" .
وحين تعود للبيت الابيض بعد رحلة تاريخية في مهابط الوحي والانبياء ربما لن تستطيع النوم في بلد الحلم.
وستقف طويلا عند كل حائط في البيت الرئاسي .
وستتنقل بين تشققات الحيطان وأهداب إيفانكا ودببتها .
وسيقض مضجعك كل الاطفال الذين استشهدوا قبل ان تزهر الاحلام .
--------------
مسقط في ٢٢ مايو ٢٠١٧ م