بسم الله الرحمٰن الرحيم
يَود قلمي المتواضع أن يُغامر ويكتب قصته الأولى هنا بسبلة القصص والروايات فهل يجد من يرحب به ؟:confused:
مقدمة ..
منذ أن وعيت على الدنيا لم أجد ذاك الكم من الإهتمام فقد فقدت أمي بالمرض الخبيث و عمري لم يتجاوز الثمانية أعوام والدي بالرغم من قسوته وشدته عليها لم يرفض طلبها حيث كانت تلح عليه طيلة حملها بي على اسم فاطمة فهو اسم والدتها وأسمتني إياه :)
لم أحضى بفرصة التعليم فأبي كان يرفض ذلك خوفاً عليّ ولكنه أدخلني بمدرسة تحفيظ القرآن و كنت من الطالبات ذات المستوى المتوسط ..
( البداية )
هدوء عجيب في المنزل بل في الحي بأكمله الكل أوصد أبوابه لينهض باكراً فهناك أعمال شاقة تنتظر الجميع أبي نائم وابن عمي علي ذو الثانية عشر بجانبه .. لكني لم أنم ولم تغفى عيني ولا للحظة فقد اعتدت وجود ضوء الفانوس الخفيف .. هو ما يريحني بل يذكرني بما كانت أمي تفعله وهي تشعل ضوءاً منه وتدخل أصابعها بين خصلات شعري وتدندن على مسامعي .. وأبي يختلس النظر من خلف الباب دون التعبير بأي كلمة نادباً حظه فلم يَكن بِكرهُ ولداً كما تمنى ، أُراقب عمله و أُقلده في حلب الأبقار و أَجني ثمار مزرعتنا ومن سعف النخيل أصنع المشبات الهوائية كما كان يفعل وقت العصر بجانب أمي التي تبرع في خياطة الكميم والتي تدخل مدخولاً جيداً يسعد به أبي والتي لم تستطع أن تنجب لي أخ يسندني و يحلم به أبي لصراعها مع الخبيث الذي سرق ابتسامتها وجدد تجاعيدها وأسقط شعرها و حرمنا منها !
لم يمر وقت طويل على وفاة أمي ولكن أبي سئم من تلك الحياة الكئيبة التي قضيها معها لم تكن له زوجة بل كانت مريضة وهو طبيبها الذي يهتم بها وقد حان الوقت ليستعيد شبابه وتدخل إلى قلبه إمرأة تلبي طلباته وتخدم إحتياجاته ، وتكن لي بمثابة الأم الثانية مثلما تقول زوجة عمي أم علي .
^
^
لم أحتك بتلك المرأة الدخيلة على حياتنا ، كنت شبه منعزلة عنها وهي أيضاً كانت تنام معظم الوقت وعلى ضوء الفانوس أيضاً !! فقد كانت تواجه مشاكل في الحمل وتتألم منها بشدة وذلك لربما ناتج من سمنتها كما سمعت من أخواتها أثناء زيارتهن لها .
من خلف الباب صوت إمرأة تَصرخ ألماً هَدأت عندما أَنزلت محمد الذي إنتظره أبي منذ سنوات وحلمه أصبح واقعاً أما علامات الفرح وسيلان الدموع من عينيه أثبتت لي بأن محمداً سَيُفضل أضعافاً مضعفة عليّ ..!!!
توافدت حشود من النسوة في اليوم التالي إلى زوجة أبي وباركن لها وأنا في المطبخ أحضر الزاد قدمته لهن ومن بعيد أحدق النظر إلى أخي الصغير محمد وانصرفت ، لم يُرحب بي لم تكن تلك أمي و اللواتي من حولها خالاتي إنما الكل غريب عني وليس لي بينهم مكاناً .
خرجتُ وإذا بأبي ينادي عليَّ بنبرة غريبة لم أعتد سماعها وكنت متيقنة بأنه سيحادثني عن أمر يُعنيني لأنهم سئموا تواجدي في المنزل خاصةً بعد أن أكملت الخامسة عشر ، أَنصتُ له وإذا به يفجعني بموعد الملكة والزفاف القريب ، من ابن عمي علي الذي أكمل التاسعة عشر من عمره وتوظف جندي جيش وتقدمت والدته لخطبتي ووافقا أبي وزوجته ، وأشكره على إبلاغي ذلك :(
صباح الخميس الساعة 36 : 7
ذهبت للمزرعة كما أمرني أبي واصطحبت معي أُخت علي أمينة لخرافة النخلة ما إن وطأت أقدامنا إلا وتسابق الأطفال حول النخيل التي لا تزيد طولاً عن قامتهم يتسلقون أغصانها، ويتأرجحون على سعفها عدنا للمنزل وقد ملأنا الخصف بالرطب وشيئاً من البسر . على الأرجوحة التي عُلقت بحبل محكم بشجرة ( البيذام ) بمنزلنا ، أختي الصغيرة لطيفة أصرت أن تتأرجح رغم إن صوت والدتها ينادي من بعيد وأنا من حولها أطهو وأراقب الدجاج خلف ( الطوي ) خوفاً من أن يخرج ونفقده . حَضرتُ الغداء وفي الصالة إجتمعنا ، والدي لم ينسى أن يذكرني بأن هذا آخر يوم لي بمنزله ، ألقيتُ بنفسي على فرشتي سارحة كيف ستكون حياتي مع ذلك الشخص الذي لا أعلم عنه شيئاً سوى أنه إبن عمي وكيف سيعاملني هل سيقدرني يحبني أم أنه سيتطاول علي فهو يعلم بأن لا سنداً لي ولا عزوة ؟! :rolleyes:
الجزء الأول :
دائرة صغيرة حمراء تفوح منها رائحة الحناء منقوشة على كفاي وشعري ملطخ بالسدر مرتدية ثوباً أخضر ومن حولي أزهايج النساء وصيحات الأطفال و عند الفناء الأمامي للمنزل اصطف الرجال في صفين متقابلين لاستعراض ( الوهابية ) وقرع الطبول والدفوف ، بعد المغرب اقترب موعد رحيلي من منزل أبي ذاهبة إلى بيت أهل زوجي الذي تفصل بيننا وبينهم ( سكة ) ، و قد وصل المأذون لمجلس منزلنا الذي لم يبقى فيه شيئاً لي ، فقد حُمِلتْ ملابسي وأساوري الفضية في مندوس متوسط الحجم ...
ومن خلف نافذة غرفتي التي كنت أحدق طيلة الوقت
لرزحة عريسي وكيف كان يتقنها ظهر أبي مع رجلاً ذو لحية طويلة ابتعدت قليلاً عن النافذة وكما طلبوا مني قلت نعم ..! وعدت أحدق إلى زوجي الذي ترك رزحته وسارع الدخول لمجلسنا .
بيدي اليمين متمسكة بأخت علي أمينة ويدي اليسرى أشد بها زوجة أبي التي تحاول أن تفلتها ،، جلبوا لي غطاء أخضر براقاً شفافاً وغَطوني به وكل النساء والأطفال من حولي يغنون ويرقصون ويرددون اسمي إلى أن أدخلوني غرفة يجلس بها رجل قدماه ملطخة بالحناء أيضاً ذاك ما لاحظته فقد كنت أرتجف من الخوف والقلق وطيلة الوقت عيناي على الأرض ،، خرجت النسوة وأصبحت وحيدة معه !
ظل صامتاً ونظر إليّ وفجأة هرع بسرعة واختبئ تحت السرير ؟؟
رفعت عن وجهي الغطاء الأخضر و بتمهل نزلت من مقعدي ، نظرت إليه وباستغراب سألته : مابك ؟ ... أطال التحديق بي ثم خرج من أسفل السرير وقال : لا شيء ولكني مرهق جداً و أحتاجها !! ذُهلت أيعقل أنه يفكر بزواج من ثانية تمالكت نفسي وبهدوء سألته ما الذي تحتاجه ؟؟ لم يعيرني أي إهتمام فتح الباب بقوة وانصرف وبيديه قنينة مغلفة !
كانت ليلة غير مطمئنة نظراته غريبة لم أفهمها وكأنه ينتظر شيئاً ما يا ترى ما الذي يحتاجه ؟ .. نظرتُ خلف السرير وإذا بي أشتم رائحة نتنة إستغربتُ ذلك ما هذه الرائحة ؟ نظرت قليلاً وإذ أشاهد غطاء أسود !! أزحته ، وياللكارثة فهناك قارورات عدة مغلفة كتلك التي كانت في يده ! ، ما سر الرائحة الكريهة تلك ؟ ولما يخزنها ؟ وأنا في حالة ذهول دخل و القنينة ما زالت في يده لكن من دون غلاف ! ، عيونه متعبة وبها إحمرار ، ألقى بنفسه على الفراش ونام ، اقتربت منه وإذ رائحته كتلك الرائحة النتنة في القارورات المخبئة تحت السرير ؟
القصة من نسج الخيال ويسعدني متابعتكم في الأحداث المقبلة
بقلمي / روانـــــووو