الحوثيون يجتاحون الحديدة ويصلون البحر الأحمر
بعد العاصمة صنعاء، باتت محافظة الحديدة المطلة على البحر الأحمر في يد المسلّحين الحوثيين.
وأكدت مصادر أمنية أن المتمردين الحوثيين سيطروا على مدينة الحديدة الاستراتيجية (غرب العاصمة صنعاء) بعد طردها للنقاط التابعة للدولة المرابطة في تلك المناطق، ومن دون مقاومة تذكر من السلطات، وباتوا منتشرين في مطارها ومينائها حيث يعتبر من أكبر موانئ اليمن على البحر الأحمر بالإضافة إلى مرافقها الحيوية.
وأكدت مصادر عسكرية وأمنية ومحلية متطابقة أن الحوثيين بدأوا الاثنين عملية انتشار في الحديدة وسرعان ما سيطروا على مداخل المدينة ومعظم مرافقها، لاسيما الميناء المطل على البحر الأحمر. وقال سكان في المدينة لـ «البيان» إن المسلحين الحوثيين الذين يرتدون الزي الرسمي لقوات الجيش والأمن تمركزوا في مدخل الميناء البحري وأصبحوا يشرفون عليه، كما أنهم يتجولون في حرم الميناء ورصيفه بأسلحتهم بكل حرية.
وقال عاملون في المطار إن المسلّحين الحوثيين باتوا يسيطرون على بوابات المطار ويتحكمون بحركة الدخول والخروج، ويسيرون دوريات متحركة في مختلف شوارع المدينة.
نقاط تفتيش
وأفادت مصادر محلية وشهود عيان بأن المسلحين أقاموا نقاط تفتيش عند المداخل الرئيسية للمدينة وفي شارعها الرئيسي، كما انتشروا بجانب النقاط الأمنية الرسمية التي بقيت مرابطة في مواقعها. كما ذكرت مصادر محلية أن المسلحين اقتحموا الاثنين منزل القائد العسكري المعادي للحوثيين اللواء علي محسن الأحمر.
وقال الناطق الإعلامي باسم الحراك التهامي أحمد هبة الله لوكالة الأنباء الألمانية إن مسلحي الحوثي حلوا بديلاً لقوات الأمن والجيش في النقاط من دون اندلاع أي مواجهات، كما نشروا أيضاً مسلحيهم حول ميناء الحديدة.
ويحاصر مسلحو أنصار الله منذ صباح أمس مطار الحديدة وهذه هي الحادثة الأخرى التي لم تشهد أي مواجهات، بحسب هبة الله. وكانوا سيطروا الاثنين على البوابة الخارجية لميناء الحديدة وحاولوا الدخول إليه ثم انسحبوا بعد ساعات من سيطرتهم على أحد مخازن السلاح في المحافظة. وأضاف هبة الله: «تأتي المقاومة الشعبية دائماً في وقت لاحق لمقاومة الدولة، ولكن الدولة لم تقاوم مسلّحي الحوثي وهذا يعني أن المقاومة الشعبية لن تندلع».
مخاوف من مواجهات
وقال شهود عيان من محافظة الحديدة إنهم لليوم الأول يلاحظون انتشار مسلحي أنصار الله على مداخل مدينة الحديدة رافعين شعاراتهم في النقاط. وأبدى المواطنون في الحديدة تخوفهم من اندلاع اشتباكات بينهم وبين القوات الحكومية في المحافظة.
ويرى محللون سياسيون أن سيناريو سقوط العاصمة صنعاء يتكرر في محافظة الحديدة مع اختلاف سهولة السيطرة على محافظة الحديدة كونها أقل أهمية من العاصمة ولن تجازف الدولة في خوض حرب مع أنصار الله فيها خصوصاً بعد سيطرتهم على العاصمة.
وقبل الانطلاق للسيطرة على الحديدة، حاصر الحوثيون مخزناً للأسلحة تابعاً للجيش في منطقة قريبة من المدينة، وسيطروا عليه قبل أن يبدأوا تقدّمهم.
إلى ذلك تظاهر ناشطون من الجنسين أمس في صنعاء ضد الوجود الحوثي المسلّح في المدينة وطالبوا بإخراج المليشيات وإعادة إفراز الجيش والأمن بحماية المدينة والمصالح العامة والخاصة. وردد المتظاهرون الأناشيد الوطنية احتفاء بثورة أكتوبر في الجنوب رفعوا اللافتات المنددة بالميليشيات المسلّحة وهتفوا ضد العنف والاستيلاء على العاصمة، وطالبوا بتنفيذ بنود اتفاق السلم والشراكة وملحقه الأمني الذي ينص على انسحاب المسلحين الحوثيين من العاصمة ومحيطها بمجرد تسمية رئيس الحكومة.
4 قتلى في اشتباك
قتل أربعة وأصيب ستة آخرون أمس في تبادل لإطلاق النار بين مسلحين حوثيين وآخرين من تنظيم القاعدة في محافظة البيضاء جنوب البلاد. وقال مسؤولون محليون إن مسلحين يعتقد أنهم من تنظيم القاعدة وسط مدينة رداع بمحافظة البيضاء اعترضوا طريق مسلحين من جماعة الحوثي فقتلوا اثنين منهم.وأضاف: الحوثيون ردوا على إطلاق النار فقتلوا اثنين من مسلحي القاعدة في حين أصيب أربعة مدنيين تصادف وجودهم في المكان.
بنعمر: العملية الانتقالية في اليمن مهددة بالانهيار
أكد مجلس الأمن الدولي في ختام جلسة طارئة بشأن اليمن ليل الاثنين الثلاثاء، على ضرورة التزام جميع الأطراف بتنفيذ اتفاق السلم والشراكة.. فيما قال المبعوث الدولي إلى اليمن إن العملية الانتقالية مهددة بالانهيار.
وقالت رئيسة المجلس للشهر الحالي سفيرة الأرجنتين ماريا كريستينا بيرسيفا: «ليس من مهمتنا إصدار العقوبات، ولكن مهمتنا في إطار المساعي الحثيثة للتوفيق بين الأطراف لتنفيذ الاتفاق».
وقدّم مساعد أمين عام الأمم المتحدة ومستشاره الخاص لليمن جمال بنعمر، إحاطة إلى مجلس الأمن، في اجتماع طارئ حول تقدّم العملية السياسية في اليمن، بما في ذلك التطورات الأخيرة.
وقال بنعمر إنه أطلع مجلس الأمن على التطورات الحالية خلال هذا الاجتماع الطارئ حول اليمن، وأن جميع أعضاء مجلس الأمن مدركون للمخاطر المحدقة بالعملية السياسية في اليمن. وأضاف «أبلغت مجلس الأمن بأن العملية الانتقالية مهددة بالانهيار، وشرحت أن الطريقة الوحيدة لإنقاذ العملية السياسية، هي عبر التنفيذ الكامل لاتفاقية السلم والشراكة الوطنية. هذه الاتفاقية ترتكز كلياً على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، التي توافقت عليها جميع المكونات السياسية، وتوفر الأمل الوحيد لليمن لتجاوز هذه الأزمة».
وأوضح المبعوث الدولي أنه أكد لمجلس الأمن، أن «الأمم المتحدة ستبقى ملتزمة بالمساعدة على تنفيذ هذه الاتفاقية». وأمل في أن «تتعاون كافة الأطراف بجدية للدفع قدماً بالعملية السياسية».
ومع ترحيبه بتعيين خالد بحاح، رئيساً للوزراء، قال بنعمر: «إنها لخطوة بغاية الأهمية فعلاً. ونحن الآن ننتظر تشكيل الحكومة الجديدة في أسرع وقت».
