أذناب الفساد وسعيد جداد نموذجا
موسى الفرعي
ما كان لهذه الكلمات أن تكون لولا القسم الذي يجول في خواطر كل عماني شريف سواء نطق به أو عاشه وعمل به، وقد أخذت على نفسي أن أعدّٓ الكلمات سهاما إلى نحور كل من أراد أن يشق عصا الوحدة العمانية أو أن يمس ذرة من تراب عمان، أما هذا المدعو سعيد جداد فهو أقل شأنا من الفواصل لا الكلمات، وقد تجاوزت ترهاته وتهويماته في السابق غير أن الدعوة الظالم أهلها هي ما تثير الكلمات، والغيرة على أصغر ذرة رمل في هذا الوطن هي ما تستدعي الكتابة، وعظمة الإنسان هنا هي ما نحدوها وما نعوّل عليها.
لقد ظهر عبر مواقع التواصل الاجتماعي المدعو سعيد جداد وقد تلبسه دور المخرج السينمائي والمخطط العسكري حالما بما يرضي ضميره الأسود والضمائر السود التي تدفعه إلى شق عصا الوحدة العمانية وإثارة الفتن في هذا البلد الآمن المطمئن، ولا يكب الناس على مناخرهم إلا حصادُ ألسنتهم، وإني أستغرب كيف يمكن أن يكون لوجود الإنسان معنى حين يخون وطنه، وكيف صدق أنه صاحب طريقة وله مريدوه، ناسيا أن عمان بلد قادرة على أن تحفظ أبناءها بفضل الله وأن قلوب أبنائها مملوءة بالغيرة والخوف عليها، وما لم تستطع عليه سياسات وحكومات لن يتمكن بوهمه المريض على فعله لا لشيء بل لأن القلوب والعقول هنا محصنة ضد هذه الفيروسات التي تبث بين حين وآخر وإن اختلف معبرها وتعددت مشاربها، ولأن الشرفاء لا يمكن أن يكونوا شذاذ آفاق، وأن دور البطولة نعيشه هنا أما الهوامش فهي له ولأمثاله، البطولة في انتصارنا لأرضنا وإنسانا وبوحدتنا لا بتفرقنا، فإن كان يستقبل مكافآته من جهة مظلمة فأبسط البسطاء في هذا الوطن هو أكثر غنى وإن كان يتمشى في شوارع لندن فارغا من كل شيء فإن النبلاء هنا يمشون على تراب هذه الأرض وفي حواريها ممتلئين بكل شيء، هنا أرضنا وجذورنا، هنا أهلنا وذكرياتنا، هنا حلم نريد له أن يكون وأن يكون لأبنائنا من بعدنا وهو الحياة بأعلى متطلبات الإنسان " الأمان " ، وهذا أمر مشروع لا يحمل التنصنيف ولا التقسيم وليس حكرا على الأغنياء دون غيرهم.
ثمة مخططات وأناس تسهر ليلها من أجل إثارة الفتنة وتمزيق شمل العمانيين ولست أدري ما السبب ..! ثمة موازنات ترصد وحقائق تزور وتاريخ مقنّع ولست أدري ما السبب..!، لماذا تشكل عمان هاجسا يؤرق نومهم ولماذا يسعون في الأرض فسادا، ألا يمكن أن يعملوا واضعين من هم خيرا منهم نصب أعينهم مثالا ويتشبهوا به أو يتجاوزه إن استطاعوا، وأن يعمروا الأرض بدلا من أن يعيثوا فسادا فيها..!، إن الأمر لا يحتاج فلسفة ومنطقا ولا يحتاج إلى ملايين الكتب كي يُفهم، إن الأمر لا يحتاج سوى الرضى والإحساس الإنساني الذي ولد مع كل واحد منا كي لا تمكن الشيطان من شراء روحه.
إن ما يحمله سعيد جداد بدعوته ينم عن حقد رابض في صدره وحلم فاسد يتمناه لعمان، ولكن عمان أكبر من أن ينال ذرة رمل فيها، والعمانييون أشد ذكاء من أن يأخذوا بمثل هذه الدعوة الفاسدة، فما يقوم به ليس اصطيادا في المياه العكرة، بل يحاول أن إلقاء وحل الأفكار التي حمّله إياها الظلاميون ليرميها على مياه عقولنا الصافية، وقد خاب فأله وفأل من يدفع به إلى السقوط يوما بعد يوم، وإني لا أستغرب استنكار الناس له وما يدعو إليه، ولكني أستغرب كيف ينظر إلى نفسه في المرآة وكيف يستطيع النوم وهو يحمل كل هذا الكم من السواد الذي يغلف قلبه وعقله، فإن كان يحلم أن نحرق عمان بأيدينا فهذا أمر لا يمكن حتى للأحلام أن تتصوره، فعمان ثيابنا التي نرتديها وهي غطاء نواري به عوراتنا ولا يفعل ذلك إلا من فقد حياءه الديني والوطني، وإن كان يحلم ومن معه بأن يمزق العمانييون شملهم بأيديهم، فالعمانييون أكثر إدراكا أن مثل هذه الدعوات الفاسدة لن تجني سوى الخراب ولا نقطع بها سوى كفوفنا ولا يجدع الإنسان بذلك سوى أنفه، هذا ما يدركه شرفُ العمانيين ويجهله سعيد جداد بعد أن عطس الشيطان في أنفه وأنساه ما ورثه عن النبلاء من أهلنا في ظفار وما ورثناه من أهلنا في عمان من أقصاها إلى أقصاه.
لن تكون عمان قرية ظلمها أهلها، ولن يكون العمانيون تبعا للمرضى والمرتزقة، فقد تعلمنا هنا أن نخاف الله ونخاف على عمان وسلطانها، وأن نكون أقرب إلى المحبة لا الكراهية، تعلمنا أن نبتسم وأن ندعو الناس إلى الخير، وأن ننثر بذور المحبة والسلام ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم أكرم وأعلى معلم، وينبغي على المدعو سعيد جداد هنا في هذا الجزء أن يقرأ آخر الكلمات وينظر إلى نفسه في تسجيله الصريح والفاضح لصاحبه، قضي الأمر ولن يكون لك ما يرضي ضميرك الأسود وسود الضمائر التي تدفعك
هذا حال لسان كل عماني أصيل أيها اللاهث وراء وهمك المريض
