من القصص العمانية الشعبية .
من القصص العمانيه الشعبية
يحكى أن امرأة ورثت من أبيها نخلة واحدة وهي نخلة البرشي وكان عند زوجها عدة أموال من النخيل من مختلف الأصناف وكان كل اهتمامها بنخلتها الوحيدة.
فمنها تصنع المجمعة ومن زورها تصنع العريش ومن ليفها تقلد الحبل ومن كربها توقد النار لا ترمي شيئا من مخلفاتها، أما مخلفات نخيل زوجها فإنها تحرقه. وعندما يقيض البرشي لا تدني رطبا إلا رطب البرشي ولا تمرا إلا تمر البرشي.
كل حديثها عن نخلة البرشي وعندما تكنس البيت تقصد للبرشي وتقول لزوجها مجمعة برشيينا. وعندما تأكل رطبا أو تمرا تقول مال برشيينا ولاتذكر غيره .
فانقهر الزوج منها وشعر بأنها تسمعه بورثها فقال لها لقد أصبح البرشي عوانا-أي طويلا- ويجب علينا أن نقصه. فرفضت وقالت له هذا ورثي وريحة اهلي فيه .فحاول أن يقنعها بجميع الطرق وقال لها أكتب لك نصف أموالي فرفضت.
وشاءت الأقدار أن تهب عاصفة شديدة اقتلعت جميع النخيل العوانة-الطويلة- إلا نخلتها ففرحت فرحا شديدا وازدادت في مدحها ليلا ونهارا.
أما زوجها فشاب منها وهي تسمعه بنخلتها وفي يوم ماطر ذهب إلى الجذاع ليقطع البرشي فرفض الجذاع لأن الجو غير مناسب وقال له وسوف آتي غدا. فقال له أريد منك أن تقطعها قبل طلوع الشمس قطعة واحدة من تحت الكرب فوافق الجذاع .
وعندما ذهبت الزوجة لتتشرع نخلتها وجدتها نائمة على الأرض فبكت عليها بكاء شديدا ثم رجعت إلى بيتها وهي حزينة. فقال لها زوجها: مالك هكذا حزينة؟ فانفجرت بالبكاء وقالت: اليوم افتقرت من اهلي فقال لها زوجها : أمك وأبوك رميمان من سنين ما ذكرك بهم اليوم؟ قالت: برشيي انقلع .قال لها: سوف أذهب إلى الجذاع ليقطعه وأحرقه قالت: لا بل نريد أن نعمل منه جذوعا نسقف بهن العرشة وعريش للمراح ونصنع منه سمة نجلس فيها ومخرافا وقفيرا أرقط فيها ومروحه أتشببها وأقلد منه حبل موراد وحبل قلاد .وجلست تعدد له ما تريد أن تصنع من برشيها. فوافق الرجل .أهم أمر عنده أنه تخلص من حديثها ومن نخلتها .
وعندما جهزت الجذوع أمرت أن ينقش عليهن ويصبغن ودمت العرشة. وعملت جميع الذي أرادت أن تعمله من مخلفات نخلتها .
وصارت عندما تريد أن تأكل الغداء والعشاء وجميع الأكل لا تقدمه إلا في العرشة أو المراح. وعندما يبدأ الزوج يمد يده ليأكل تقول له شوف جذوع برشيينا مغواتهن شوف عريش المراح مقواه شوف هذه السمة ما أحلاها. وتسمعه بجميع الأشياء التي صنعتها من مخلفات البرشي.
اغتاظ الزوج وقال لها :تراك غشيتينا ببرشيك كل يوم على هذا المحتسب ,فأمر الرجل أن تكف لسانها عن تذكر له شيئا عن البرشي وإلا طلقها. لكنها لم تستطع أن تملك لسانها لأنها ملسونة. فقال لها زوجها اذهبي إلى بيت أهلك أسبوعا أنا أريد السفر لعدة أيام. فوافقت واستغل الزوج الفرصة فهدم البيت بما فيه .وتحول إلى مقام أحد مقاصيرة وعندما رجعت الزوجة إلى بيت زوجها وجدته مقشوعا بما فيه أخذت تستخرج مخلفات البرشي .وقدم زوجها إليها وقال لها :هيا إلى المقصورة. قالت له: قبل أطلع ريحة اهلي من ذي الهدوم وجمعتهن دكا واحدا. وذهبت إلى المقصورة. ثم رجع الرجل وحرقهن.
وفي اليوم التالي عندما راحت تتفقدها رأتهن قد تحولن إلى رماد فأخذت تنوح عليهن ثم جمعت الرماد في جونية وحملته إلى المقصورة وخبأته.
وعندما زرع زوجها بصلا وثوما أخذت تسمده برماد البرشي وعندما حصد الزرع قالت الزوجة لزوجها: شوف سماد برشيينا ماذا سوى بالبصل والثوم. وتذكر له البرشي على كل مرة تسوي البصل والثوم في أكله. فقال لها: تراك غشيتينا بالبرشي حي ومايت وتناول البصل والثوم وجونية الرماد وسكبهن فوقها. وقال لها: اشبعي ببرشيك تراه واغشي عالبرشي وعليش.
😂😂😊😂😂
تهجلوا بقصة البرشي من تراثنا الشعبي
// انتهت //
