غارات التحالف توقف «داعش» في عين العرب
أوقفت غارات التحالف العربي والدولي في سوريا وصمود المقاتلين الأكراد تقدم تنظيم داعش في مدينة عين العرب بعد زحف بالأسلحة الثقيلة أدى إلى تشريد أكثر من 200 ألف، كما قتل نحو 660 شخصاً غالبيتهم من التنظيم الإرهابي منذ اندلاع القتال مع القوات الكردية من دون احتساب قتلى التنظيم الإرهابي في الغارات التي ضربت أمس 14 موقعاً له المدينة ومحيطها، في وقت يوشك الأكراد على إطلاق معركة تحرير ريف عين العرب في ظل الإنهاك الكبير في صفوف الإرهابيين.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تقدم داعش في عين العرب توقف امس بعد أن شن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أعنف غارات جوية.
وأوضحت القيادة المركزية الأميركية ان طائرات أميركية نفذت 14 غارة على أهداف «داعش» قرب عين العرب.
وأضافت في بيان ان الغارات الجوية أبطأت في ما يبدو من تقدم التنظيم المتشدد لكن «الوضع الأمني على الأرض في كوباني لا يزال هشاً». وتابع البيان ان الأهداف التي قصفت شملت 19 مبنى ومركزين للقيادة وثلاثة مواقع قتالية وثلاثة مواقع لقناصة. وأضافت أن الهجمات الأخيرة تستهدف تعطيل جهود التعزيز والإمداد للتنظيم ومنعه من «حشد القوة القتالية ضد المواقع الخاضعة لسيطرة الأكراد في كوباني».
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن الغارات الجوية قتلت عدة مئات من مقاتلي داعش حول كوباني لكنها حذرت من أن المدينة لا تزال عرضة للسقوط في أيدي التنظيم الذي استولى على مساحات كبيرة من الأراضي في العراق وسوريا. وقال مسؤولون أتراك وأميركيون الأسبوع الماضي إن التنظيم على وشك الاستيلاء على كوباني وانتزاعها من الأكراد الأقل تسليحاً.
وقال شاهد من «رويترز» إن طائرات حلقت فوق عين العرب وترددت أصوات النيران في البلدة وسمعت عبر الحدود التركية مع احتدام القتال.
دحر التنظيم
وقالت مصادر كردية إن مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية تمكنوا من استعادة بعض الأراضي. وذكر المرصد ان الاشتباكات جرت على بعد ستة كيلومترات إلى الغرب من البلدة قرب برج البث الإذاعي، وهذا أول قتال منذ انسحاب القوات الكردية من تلك النقطة قبل أسبوعين، مما يتيح للقوات الكردية إطلاق حملة تحرير القرى القريبة. وقالت مصادر داخل كوباني ان القوات الكردية تمكنت من اجبار مقاتلي داعش على التقهقر في بعض مناطق جنوب وشرق كوباني التي يحاصرها التنظيم المتشدد من ثلاث جهات.
وقالت قائدة كردية عرفت نفسها باسم دجلة: «استعدنا مساحات من الأراضي لا بأس بها. الاشتباكات مستمرة. شاهدنا الكثير من جثث مقاتلي داعش، بعضهم كان يحمل سيوفاً». وقال صحافي في كوباني إن الضربات الجوية مكنت القوات الكردية من شن هجمات للمرة الاولى منذ بدء هجوم التنظيم قبل أربعة أسابيع.
وقال عبد الرحمن جوك لوكالة «رويترز» في اتصال هاتفي إنه شاهد بعض مواقع وحدات حماية الشعب في شرق البلدة والتي كانت داعش تسيطر عليها قبل يومين فقط.
قتلى المعارك
وعلى صعيد الخسائر البشرية، اعلن المرصد أن 662 شخصاً اغلبهم من مسلحي «داعش» قتلوا في المعارك منذ شهر.
وأوضح ان 374 من مسلحي التنظيم قتلوا في هذه الاشتباكات، فيما قتل 258 مقاتلا من وحدات حماية الشعب الكردية، وتسعة مقاتلين اكراد اخرين، ومتطوع قاتل إلى جانبهم، و20 مدنياً كردياً.
وشدد مدير المرصد على ان حصيلة قتلى المعارك هذه لا تشمل الذين قتلوا في غارات التحالف الدولي على المدينة الحدودية مع تركيا والواقعة في محافظة حلب السورية.
قتلى غارات النظام
قتل 18 شخصاً، بينهم ستة اطفال على الأقل، في غارات لطائرات النظام السوري على محافظة ادلب في شمال غرب سوريا وعلى منطقة في ريف دمشق أمس، بحسب ما اعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأوضح المرصد في بيان ان الطائرات الحربية السورية نفذت غارتين على مناطق في اطراف بلدتي حيش وبابولين القريبتين من معرة النعمان في جنوب ادلب. وقتل في واحدة من هاتين الغارتين اربعة اطفال.
وأضاف المرصد ان الجيش السوري نفذ غارات على منطقة جسرين في منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق. وبين قتلى هذه الغارات طفلان وامرأة.
ألمانيا تُلوّح بتسليح حزب العمال الكردستاني
اتسع النقاش السياسي في ألمانيا حول مسألة تسليح حزب العمال الكردستاني ضد تنظيم داعش، ولم يعد الأمر مطروحاً في الصحافة فقط، حيث جاءت آخر دعوة على لسان رئيس الكتلة البرلمانية لتحالف المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، وهو ما قد يصبح ملفاً خلافياً حاداً مع تركيا، في وقت من المقرر ان تصل شحنة اسلحة من اقليم كردستان الى المقاتلين الاكراد في مدينة عين العرب خلال ساعات.
وأكد رئيس الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي الديمقراطي أنه لم يعد يستبعد إرسال ألمانيا أسلحة لحزب العمال
الكردستاني المحظور وذلك في خطوة منه باتجاه تكثيف الضغط على تركيا للتدخل في مواجهة «داعش».
ورداً على سؤال بهذا الشأن وجهته له مجلة «شبيغل» قال كاودر: «لا أستبعد دعم المزيد من التنظيمات، ولكن ذلك لن يكون بالتأكيد في حالة حدوثه ضد تركيا بل معها، وهذا الأمر ينسحب أيضاً على حزب العمال الكردستاني».
وأضاف: «أعرف مشكلة تركيا مع حزب العمال الكردستاني لكن الوقوف مكتوفي الأيدي ونحن نشاهد داعش وهي تسيطر على بلدات حدودية هامة وتتطور بدرجة كبيرة لتصبح خطرا على الأمن العالمي لا يمكن أن يكون حلا».
وطالب كاودر أنقرة بمواصلة عملية السلام مع الحزب وقال: «القصف الذي طال مواقع للحزب بدون تنسيق على ما يبدو ليس مقبولا. علينا أن نتحدث بهذا الشأن بشكل عاجل مع شريكنا (تركيا) داخل حلف شمال الأطلسي».
أسلحة من كردستان
في الأثناء، أكد مصدر مطلع ان من المقرر ان تصل شحنة اسلحة من اقليم كردستان الى المقاتلين الاكراد في مدينة عين العرب خلال ساعات.
وقال المصدر الذي رفض الكشف عن هويته: «بعد اجتماع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني مع المجلسين الكرديين في سوريا وهما المجلس الوطني الكردستاني ومجلس شعب غرب كردستان في محافظة دهوك بإقليم كردستان، قرر بارزاني ارسال اسلحة وذخائر حربية الى المقاتلين الاكراد المدافعين عن المدينة».
غير ان المصدر لم يكشف عن نوع المساعدات العسكرية وكيفية ارسالها. وكان بارزاني اكد في الاجتماع «الحرب ضد داعش حرب مصيرية لشعبنا».
