الجيش الليبي يتقدّم في بنغازي ويقصف مواقع المسلحين
تقدّم الجيش الليبي أمس في مدينة بنغازي شرقي البلاد، في إطار معركة الحسم التي بدأها، لتطهير المدينة من المتطرّفين. وأعلن الجيش الليبي أنّ «سلاح الجو قصف مواقع عدة للمسلحين»، مشيراً إلى أنّ «محيط بنغازي أصبح آمناً، وأنّ العملية العسكرية ستستمر حتى طرد المسلحين»، وذلك بعد اشتباكات عنيفة اندلعت في محاور عدة، أسفرت عن وقوع قتلى من الطرفين.
وقتل 17 شخصاً على الأقل خلال 24 ساعة في المواجهات التي وقعت في بنغازي بين عسكريين وميليشيات تسيطر على هذه المدينة. وقال مركز بنغازي الطبي إنّ 5 جثث نقلت إليه الليلة قبل الماضية، ما يرفع الحصيلة إلى 17 قتيلاً منذ صباح أول من أمس، ولم يوضح المستشفى ما إذا كانوا عسكريين أو مدنيين.
وأعلن مصدر عسكري لوكالة الصحافة الفرنسية أمس أنّ «القوات الموالية للحكومة اضطرت لاحقاً إلى الانسحاب من هذه القاعدة العسكرية السابقة التي استهدفها المقاتلون المتطرّفون»، مضيفاً أنّه «تمّ في اللحظة الأخيرة إفشال عملية انتحارية ضد نقطة تفتيش للجيش»، ومردفاً: «قتل السائق قبل أن يتمكّن من تفجير السيارة المفخّخة».
وذكر مراسلون من وكالة الصحافة الفرنسية أنّ «دوي انفجارات وإطلاق نار سُجل ليلاً في أحياء مختلفة من بنغازي»، مشيرين إلى أنّ «حدة المعارك تراجعت صباح أمس في بنغازي، بينما حلّقت مروحية وطائرة عسكريتان فوق المدينة».
ونجح الجيش الليبي أول من أمس في السيطرة على مواقع للميليشيات المسلّحة في بنغازي، وذلك بعد اشتباكات شارك فيها سكان من المدينة، إلى جانب القوات الحكومية التي تسعى لدحر المجموعات الإرهابية. وبعد تعهّد قائد عملية الكرامة، اللواء خليفة حفتر، بتحرير بنغازي، شن الجيش هجمات مكثّفة على بالتزامن مع غطاء من سلاح الجو، وهو الأمر الذي مكن القوات الحكومية من دخول المدينة بشرقي البلاد. ولم يقتصر دعم سكان بنغازي للجيش على المشاركة في القتال ضد المجموعات التي صنفها البرلمان إرهابيةً، بل نظّم نشطاء احتجاجات في شوارع المدينة ضد الميليشيات، ومن بينها جماعة أنصار الشريعة.
وأسفرت المواجهات المسلحة عن مقتل أكثر من 12 شخصاً، معظمهم من أنصار الشريعة، حسب المتحدث العسكري باسم الجيش الليبي الذي أكد أيضاً أن الطيران نفذ غارات دقيقة على عدة مواقع لأنصار الشريعة. وبالتزامن مع معركة بنغازي، تحدثت بعض المصادر عن اندلاع اشتباكات بين الجيش وميليشيات «فجر ليبيا» في العاصمة طرابلس، ومدينة غريان، إذ باتت القوات الحكومية على وشك تحريرها من المجموعات المسلحة.
