يمنحني البحر خيالا خصبا ..وهمة ونشاطا ..كشراع تدفعه رياح الامل .. نحو موانيء المجد والاحلام ..البحر صديقي .. منذ الطفولة ..عرفني بالامس صبيا يافعا مغمورا بحب البحر والغوص في اعماقه ..,وركوب اشرعته..والابحار بين امواجه ..نحو شواطيء الحب والامان .. واليوم هاأنذا استلهم صبر هذه النوارس الجائعة.. وامواج البحر الهائجة .. وشباك تحمل الخير .. والصبر ..والامل .. كل شيء امامي ..بمثابة لوحة رسم ..تستفز ذاكرتي ..تلهمني املا وحبا سرمديا لهذه الحياة ... تغمرني بعشق لامتناهي.. وصبر يؤمن باعتقاد الحب.. ثمة اشياء تتراقص في ذاكرة الامس ..وثمة احلام ترتسم في مخيلتي ..لا ريب لن تكون مستحيلة .. دام هذا القلب ينبض بالحب.. ودام العين ترمش بالامل .. وشيء من الجمال يكرس روح التفاؤل والسعادة ..لا ريب أن اجد نفسي طائرا في بعض الاحيان .. احلق في سماء هذا الكون ..اسافر الى فضاء واسع .. لن تمنعني اية حدود ..أبحر بين ردهات المحيط ..في طواف شراع ..يتمايل في وجه الريح ..كأن افق هذا البحر بلا نهاية .. كازمنة بلا حدود ..يكسر ساعة الزمن ..وتبحر الى يم الظلمات ..الى فينيق الامس الاسطوري .. خيال مراكب القراصنة يتهادي ويقترب ..تتصاعد روائح بنادق المحارب القديم ..تموج الافق .. تتلاشى خلف سحب حمراء .. خيال يتلاطم ..يغوص في اعماق عتيقة .. مظلمة .. مرعبة .. تموج بهياكل قراصنة المحيط ..جماجم صيادين ..,ويبقى البحر محفورا في اعماق ذاكرتي ..لا ابرح حتى يتهادى شراع الامس ..تمزقه رياح الحاضر المقيت .. تفنيه زوابع هائجة ..ها انذا اقترب.. يعرفني لا ريب ..لن يتجاهلني الموج العاتي ..يعانقني بعنف وبشغف ..يسبر أغوار اعماقي.. بقلمي ناصر الضامري