مناقشة حول تداعيات الحرب المحتملة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران
لا يزال التفكير في الحرب الأمريكية الإيرانية قائماً خاصة بعد تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كرسي الرئاسة الأمريكية في أكبر دولة في العالم، دونالد ترامب رئيس أمريكي ذو شخصية وكاريزما مختلفة عن كل رؤساء أمركيا السابقين، فمن الواضح للجميع أنه قادم بسياسة وأجندة محددة ولن يتخلي عن تنفيذ خطواتها، والدليل علي ذلك، مقطع فيديو قديم لدونالد ترامب قال فيه ان دول الخليج عليها أن تدفع أموال أكثر للولايات المتحدة الأمريكية مقابل الحماية، وهو ما حدث بعد الصفقة الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج بالمليارات في زيارة ترامب للمملكة العربية السعودية، الدليل الثاني، ما قاله ترامب منذ أكثر من عشر سنوات عن الإعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل وهو قد ألمح إلى ذلك خلال حملته الإنتخابية ضد هيلاري كلينتون عندما قال أن موقع السفارة الأمريكية في إسرائيل يجب أن يتغير، وقد إتخذ ترامب قراراً في الفترة الماضية بنقل موقع السفارة الأمريكية إلى القدس والإعتراف بها عاصمة لإسرائيل علي الرغم من المعارضة من أغلبية دول العالم لقرار الإدارة الأمريكية ولكنه يوضح مدي إصرار دونالد ترامب علي تنفيذ سياسته والأجندة الخاصة به، لا تنسي ان دونالد ترامب قد هاجم الرئيس الأمريكي السابق أوباما بخصوص إيران وأنه يجب إخضاعها بالقوة علي الرغم من أن ترامب وقتها لم يكن سوي رجل أعمال أمريكي ثري، أما الأن فالوضع مختف بسبب كونه الرجل الأول للإدارة الأمريكية، فهل يتخذ ترامب قرار الحرب بين أمريكا وإيران ؟.
دلائل أن الحرب بين أمريكا وإيران قادمة لا محالة
بمجرد أن تولي دونالد ترامب مقاليد الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية هاجم الحوثيين بشدة بصفتهم تابعين لإيران، ويظهر ذلك عند مهاجمة الحوثيون لإحدي السفن السعودية باليمن ومقتل فردين منها في شهر إبريل عام 2017، فعلق ترامب أنه هجوم إرهابي إيراني ولا يمكن التغاضي عن مثل هذه الأفعال"لاحظ أنه وصف الهجوم بأنه هجوم إرهابي إيراني".
في شهر مايو 2017 أعلن الرئيس الأمريك دونالد تررامب ان إيران "لم تكن تسمو للإتفاق" مع الولايات المتحدة بشأن برنامج إيران النووي وأكد أنه من الخطأ الجسيم للإدارة الأمريكية والرئيس السابق أوباما الجلوس علي طاولة واحدة مع الجانب الإيراني تحت أي ظروف أو ملابسات.
في النصف الثاني من عام 2017 تدخلت القوات الإيرانية بشكل سافر في الأوضاع السورية حتي أن إيران لم تعد تنفي وجود قوات لها علي الأراضي السورية بعكس ما كان يحدث في بداية الحرب في سوريا، كما أن إيران صرحت بأنها أطلقت صواريخ باليستية علي قوات داعش المتمركزة في سوريا رداً علي هجوم لداعش علي إيران، بعدها أعلنت إيران إسقاط طائرة تابعة لقوات التحالف في سوريا الذي تقوده الولايات المتحدة، وهو ما إعتبره الخبراء العسكريين تحد سافر للإدارة الأمريكية.
أكد الصحفي بجريدة الإندبندنت البريطانية أندرو ماكلويد أن الولايات المتحدة الأمريكية ستوجه ضربة نووية لإيران في غضون عامين من الأن تحت قيادة الرئيس ترامب، كما صدر موخراً بحث عن أوضاع الشرق الأوسط من أحمد مجديار وهو المسئول عن مشرع "إيران تحت المراقبة" أكد فيه علي أمريكا وإيران في طريق مشترك إلى الحرب، ووضح أنه بعد هزيمة داعش وهي العدو المشترك للجانبين، لن يبقي للقوات الأمريكية إلا الخروج من سوريا وهو ما سترفضه الإدارة الأمريكية بلا شك، فلن ترضي بترك الساحة السورية لقوات الحرس الثوري الإيراني.
أخيراً وليس أخراً، حتي بدون الصراع بين أمريكا وإيران في سوريا، فالأوضاع تزداد توتراً بين أمريكا وإيران منذ وصول ترامب لكرسي الرجل الأول في الولايات المتحدة الأمريكية، فهل سيعلن ترامب حرب أمريكا وإيران خلال الأربع سنوات فترة رئاسته الأولي ؟، أم أنها مجرد محاولات من الجانب الأمريكي لحل المشكلة الإيرانية حلاً سلمياً ولكن بعد الضغط الشديد والتلويح بالقصف والعملات العسكرية، إيران لن تتحول إلى عراق جديد فالوضع مختف مختلف في الحالتين، كما أن إيران شاهدت السيناريم الأمريكي مع العراق وصدام حسين وبالتأكيد قد تعلمت من الدرس ولن تسقط بسهولة دون تكبيد الإدارة الامريكية خسائر فادحة وهو ما لن ترضي بها أمريكا.
