خسر أمام الصين بثلاثية نظيفة – المنتخب الأولمبي يتعثر في مستهل نهائيات أمم آسيا
مني منتخبنا الأولمبي بخسارة كارثية في مستهل مشواره بنهائيات كأس أمم آسيا للمنتخبات الأولمبية دون 23 عامًا حيث تجرع مرارة الهزيمة بثلاثة أهداف دون رد أمام منتخب الصين المضيف في المباراة التي جرت أمس في افتتاح البطولة الآسيوية. وانتهى الشوط الأول بتقدم المنتخب الصيني بهدفين حملا توقيع لي هينج في الدقيقة 30 واكسيامينج في الدقيقة 34 وسط أداء باهت من منتخبنا الذي ارتكب العديد من الأخطاء في هذا الشوط سواء من خلال التمرير أو التمركز أو الانتشار الطولي والعرضي. وضاعف أصحاب الأرض والجمهور من محن منتخبنا في الشوط الثاني عندما نجحوا في تعزيز تقدمهم عبر هدف ثالث في الدقيقة 54 عن طريق لي هاو أعقبتها محاولات إضافة الهدف الرابع بيد أن النتيجة النهائية للمباراة استقرت على حالها بفوز المنتخب الصيني بثلاثة أهداف نظيفة.
ظهر منتخبنا الأولمبي بأداء مهزوز في شوط المباراة الأول حيث غاب عنه الانسجام وعاب عليه التباعد بين الخطوط الثلاثة وسط حالة من الارتباك وعدم التركيز والبطء الشديد في بناء الهجمة والانتشار الميداني في مساحات الملعب في ظل بطء التحول من الدفاع إلى الهجوم.
وفي الجهة المقابلة كشر المنتخب الصيني عن أنيابه الهجومية حيث أظهر الشراسة في الثلث الأخير من ملعب منتخبنا، وكان أخطر ما يمكن في عكس الهجوم لاسيما في مربع العمليات حيث امتاز لاعبوه بالسرعة في التحول من الحالة الدفاعية إلى الحالة الهجومية.
وعلى وجه العموم بسط أصحاب الأرض والجمهور سيطرتهم على مجريات الشوط الأول، ولكن دون ترجمة حقيقية للفرص التي سنحت لهم قبل انتصاف مدة الشوط وما أن انتصف الشوط حتى تمكن المنتخب الصيني من تتويج رغبته الجامحة في التسجيل إلى هدف أول في الدقيقة 30 حمل توقيع اللاعب لي هينج إثر متابعة ناجحة لكرة عرضية أرسلها ايشي هاو من الجهة اليسرى.
وما هي إلا أربع دقائق بعد ذلك، وينجح المنتخب الصيني في مضاعفة النتيجة بهدف ثان حمل إمضاء اكسيامينج في الدقيقة 34 بضربة رأس مستغلًا هفوة دفاعية قاتلة ما بين متوسطي دفاع منتخبنا اللذين فشلا في تأمين السياج الدفاعي.
وبدا منتخبنا الأولمبي عاجزًا بالفعل عن وضع الحاجز الدفاعي المطلوب لصد الهجمات الصينية المركزة والتي بدورها ازدادت حدة وكثافة في ظل هشاشة الجهة اليمنى لمنتخبنا التي تسببت بولوج كلا الهدفين وضعف قلبي الدفاع اللذين كانا في حالة من الغفلة والارتباك والتشتت الذهني، وعدم التفاهم وكانا بمثابة الحلقة الأضعف التي أدت إلى انهيار المنظومة الدفاعية لمنتخبنا في شوط المباراة الأول.
وشهدت الدقائق الخمس الأخيرة من عمر الشوط الأول صحوة هجومية ثائرة من قبل منتخبنا الأولمبي بغية تقليص الفارق على أقل تقدير فهدد محسن الغساني المرمى الصيني بفرصة كانت قد أتيحت له في الدقيقة 40 بيد أنه تعامل معها برعونة شديدة وأطاح بها عاليًا فوق المرمى ليفوت على منتخبنا فرصة أحراز الهدف الأول قبيل انقضاء مجريات الشوط.
الشوط الثاني
امتلك منتخبنا الأولمبي زمام المبادرة الهجومية في هذا الشوط، وما لبث أن عاجل المنتخب الصيني بفرصة عن طريق محسن الغساني، إلا أن الأخير آثر أن يسدد الكرة ضعيفة بين أحضان حارس المنتخب الصيني في الدقيقة 47، ومع مضي دقائق الشوط انحسر أداء منتخبنا وتراجع إلى الخلف في حالة مريبة جدًا تعكس حقيقة الأداء الباهت المقدم من منتخبنا في هذه المباراة فلا يوجد ما يفسر التراجع غير المبرر، ولا مقبول ولا حتى الكيفية التي بسببها حدثت الأخطاء وانطفأت على إثرها ثورة البركان الهجومي بشكل سريع مع بداية الشوط.
وفي المقابل تعامل المنتخب الصيني بذكاء حيث استطاع أن يكسر المحاولات الهجومية الخجولة لمنتخبنا مع بداية الشوط الثاني فارضًا عليه الهدنة الهجومية إلى أن استطاع أن يقتل حيوية هجوم المنتخب النشط بهدف ثالث أدخل منتخبنا في غيبوبة، وأكد على تواضع أدائه في هذه المباراة وجاء الهدف الثالث كذات سيناريو الهدف الثاني بكرة رأسية غالطت حارس مرمى منتخبنا إبراهيم المخيني.
افتقد منتخبنا للزيادة العددية الهجومية حتى بعد أن دخل جميل اليحمدي حيث كان يعيب على المنتخب تباعد الخطوط وغياب الفاعلية في التحرك بكرة وبدون كرة وكان محسن الغساني معزولا في أغلب أوقات المباراة ككل كناية عن ضعف المساندة الهجومية وعقم إنتاجية الأطراف التي لم تغذ الشق الهجومي لمنتخبنا بالكرات المطلوبة كما أن منتخبنا تأثر كثيرًا بغياب صلاح اليحيائي عن هذه المباراة.
وما أن استعاد المنتخب الصيني السيطرة حتى راح يشن الهجمات ويكثف من وطء حدتها مستثمرًا حالة الانكماش التكتيكي الواضح لمنتخبنا الذي اجبره أسلوب لعب المنتخب الصيني على التراجع بل وإحداث الفوضى في تبادل التمرير البيني والجمل التكتيكية.
وحافظ المنتخب الصيني على النتيجة في الوقت الذي مرت فيه الدقائق الأخيرة بردًا وسلامًا على منتخبنا الذي نجا من هدف رابع في الوقت بدل الضائع إثر هجمة صينية منظمة ولكن لحسن الطالع لم يكتب لها النجاح.
حمد العزاني: نعمل على تصحيح الأخطاء
أعرب حمد العزاني مدرب منتخبنا الأولمبي لكرة القدم عن أسفه للخسارة القاسية أمام الصين بثلاثة أهداف نظيفة في مستهل مشوار مشاركته بنهائيات كأس أمم آسيا للمنتخبات الأولمبية دون 23 عامًا وأوضح في تصريحات صحفية عقب المباراة قائلًا: فقدنا التركيز أغلب فترات المباراة ما أدى إلى استقبالنا 3 أهداف، وسنحاول أن نكون في وضع أفضل خلال المباراتين القادمتين لنعوض الأخطاء التي وقعنا فيها بمباراة اليوم (أمس) وأضاف القول: تمركز اللاعبين لم يكن جيدًا خصوصًا داخل الصندوق ما نتج عنه تلقي الأهداف الثلاثة، ولكن أيًّا كان الحال فسنحافظ على هدوئنا وتركيزنا خلال المباريات المقبلة بحيث سنعمل على تصحيح الأخطاء، وسنحاول جاهدين أن تكون ردة فعلنا إيجابيةً ومؤثرةً، وأن نتمتع بالثقة الكافية والإرادة الصلبة للعودة إلى أجواء المنافسة بقوة وحصد بطاقة العبور إلى الدور القادم.
زاهر الأغبري: لم نفقد أمل المنافسة –
عبر زاهر الأغبري لاعب منتخبنا الأولمبي عن تفاؤله الشديد في المباراتين المقبلتين من نهائيات كأس أمم آسيا للمنتخبات الأولمبية تحت 23 عاما، وقال في تصريحات صحفية عقب الخسارة المدوية بثلاثة أهداف نظيفة أمام الصين مستضيف البطولة: لقد غاب عنا التركيز بشكل واضح في مباراة اليوم وكافحنا من أجل العودة، ولكن دون طائل في ظل تفوق المنتخب الصيني وانتشاره الجيد في مساحات الملعب وعمله الدؤوب على مدار شوطي المباراة، حيث استطاع أن يتوج ضغطه الهجومي المتواصل إلى ثلاثة أهداف منحته أول ثلاث نقاط في البطولة، وبدورنا لم ننجح في ترجمة الفرص القليلة التي أتيحت لنا في المباراة، ولكننا سنحافظ على وحدتنا وتماسكنا، ولن نفقد أمل المنافسة في قادم المباريات.
وأضاف الأغبري: سنركز على تصحيح الأخطاء ومعالجة نقاط الضعف التي أخلت بأدائنا في مباراة الصين وسنعمل بجدٍ وتفانٍ من أجل العودة إلى المنافسة بقوة وحجز تذكرة التأهل إلى الدور المقبل.
منقول .
