فيربيك يترجم رغبة مواصلة النجاحات في برنامج الإعداد للنهائيات
تجاوز الألغام وحصل على الوسام
يخطط مدرب المنتخب الوطني الأول لكرة القدم الهولندي بيم فيربيك لاستثمار النجاح الكبير الذي تحقق في بطولة كأس الخليج الثالثة والعشرين فيما تبقى من فترة عقده الذي يمتد لعامين وينتهي العام المقبل عقب المشاركة في نهائيات الأمم الآسيوية 2019 التي تستضيفها دولة الإمارات.
عمل فيربيك خلال الفترة الماضية وبالتشاور مع مساعديه في الجهاز الفني والإداري على وضع برنامج طموح للأحمر في الفترة المقبلة يساعده في ان يواصل النجاحات التي حققها في بطولة كأس الخليج.
يرفض فيربيك ان يعود المنتخب الوطني في مستوياته الفنية وحضوره في الملاعب ونتائجه في مبارياتها الرسمية أو الودية للوراء وان تتم الاستفادة من بطولة كأس الخليج بصورة طيبة واستغلال ما منحته من ثقة وحوافز ودوافع لاستمرارية العطاء القوي الذي يلبي طموحات الجماهير.
يعيش فيربيك هذه الأيام حالة من الراحة والمعنويات العالية بعد أن تخطى الألغام التي زرعت في طريقه خلال الفترة التي سبقت المشاركة في بطولة كأس الخليج وتحول الهمس للمطالبة بإقالته الى جهر واقترب من ان يتحول لمشروع في دهاليز الاتحاد.
الأجواء الإيجابية التي يعيشها فيربيك الذي تخطى الألغام ليحصل على وسام السلطنة تقديرا لجهوده في قيادة الأحمر لمنصة التتويج في خليجي تجعله اليوم يفكر بجدية في ان يستمر في إقناع الجميع بأن ما حدث في الكويت لم يكن صدفة بل نتاج مجهود وعمل فني كبير وترتيب أوراق في المباريات ومعرفة في كيفية التعامل مع الفرق المنافسة.
قدم فيربيك في تجربته مع المنتخب الوطني مثالا للاجتهاد والقدرة في التعامل مع الظروف الصعبة والمطالب المستعجلة والأحكام المتسرعة.
وتحكي قصته مع الكرة العمانية درسا يجب أن يمعن الجميع في قراءته ويقفوا عنده لتفادي إصدار الأحكام التي يمكنها ان تضر بمسيرة المنتخب الوطني.
الكل يعلم انه قبل التوجه للمشاركة في بطولة كأس الخليج كان تقييم الغالبية من جماهير وإعلاميين ومراقبين وحتى بعض أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة للمدرب الهولندي بيم فيربيك يكاد لا يصل الى نصف العشرة وهو ما يعني عدم نجاح المدرب في مهمته وعدم قدرته على تحقيق ما يرضي الطموحات.
لم تغب هذه الآراء ووجهات النظر عن بال المدرب الهولندي وهو يغادر مع فريقه الى الكويت ويعلم ان المشاركة في بطولة كأس الخليج تمثل الفرصة الأخيرة له وأي إخفاق فيها يعني رحيله من الكويت مباشرة الى بلاده.
خلال مشاركة المنتخب في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات أمم آسيا التي أشرف فيربيك عليها وعلى إعداد المنتخب لها حاصرته الانتقادات والشكوك واعتبر البعض استمراره مضيعة للوقت ليس إلا.
لم يدعم تأهل المنتخب الى نهائيات أمم آسيا ضمن فرق مجموعته الرابعة فرص استمراره بالنسبة للذين يرونه لم يحدث تغييرا في الأداء والوضع يمضي في المنتخب عما كان عليه في السابق بل يتراجع.
ليتبدل المشهد اليوم ويتحول المدرب الهولندي لبطل ويحصل على شبه الإجماع بأنه المدرب المناسب لتحقيق الأحلام الكبيرة.
ردة فعل
طوال الفترة التي ظل فيربيك يواجه فيها الانتقادات على مستويات المنتخب في التصفيات لم تصدر عنه أي ردود أفعال.
وذات مرة التقيته على هامش أحد التدريبات لمباراة في التصفيات وسألته عما إذا كان يعلم ان هناك انتقادات كثيرة توجه لعمله والغالبية من المتابعين لمسيرة الأحمر يرونه لم يقدم الإضافة الفنية المطلوبة.
وجاء رده تسبقه ابتسامة عريضة مشيرا الى انه لا يهتم كثيرا بالانتقادات أو التقليل مما يقدمه من جهد في إعداد المنتخب ولا يرى هناك مشكلة وسبق له ان تعامل مع منتخبات كبيرة وتشجعها جماهير ضخمة ولم يمنح أذنه للمدرجات أو الآراء التي تصدر في برامج التحليل التلفزيوني أو وسائل الإعلام الأخرى.
طموح غير معلن
وصل فيربيك الى الكويت وفي حساباته طموح كبير لتقديم أداء يختلف بشكل كبير عما كان عليه الوضع في التصفيات وفي آخر مباراة أمام بوتان ولكنه لم يشأ ان يعلن بصراحة عن طموحاته الكبيرة واكتفى في بعض الأحيان بالإشارة الى رغبته في ان يكون منافسا قويا وليس صيدا سهلا.
وذكر خلال أحد تصريحاته بأن المنتخب العماني لم يأت الى الكويت من اجل السياحة أو ان يلعب دور الصيد السهل في البطولة بل حضر من اجل المنافسة وتقديم الأداء الذي يؤكد بأنه يملك القدرة على ان يكون ندا قويا لمنافسيه وتحقيق النتائج الإيجابية.
وتحدث فيربيك أيضا في احد المؤتمرات الصحفية بأنهم جاءوا الى بطولة كأس الخليج من اجل خلق مفاجأة ولديه مجموعة لاعبين يستطيعون القيام بذلك ومفاجأة أي فريق بأداء قوي وشرس وحرص على تحقيق النتيجة الإيجابية. وقال فيربيك إنه كان توّاقا للمشاركة في بطولة قوية كهذه بعد توليه مسؤولية الإشراف على الأحمر وتمثل المشاركة الكثير له وكذلك للاعبي المنتخب. وجاءت نتائج الدور الأول ليتصدر الأحمر ويفاجئ الجميع في مقدمتهم الجماهير العمانية التي لم تكن تتوقع مشاهدة الأحمر يقدم هذه العروض القوية وينجح بجدارة.
اختلاف الصورة
لم يشأ فيربيك ان يعلن عن طموحاته بصورة علنية إبان قيادته للمنتخب في بطولة كأس الخليج ويبدو ان الأمر سيكون مختلفا اليومبعد أن نجح في كسب ثقة الجماهير العمانية وقاد المنتخب الوطني لتحقيق واحدة من اهم البطولات في المنطقة.
طموحات فيربيك ستكبر بمثل ما كبر سقف طموح الجماهير وستكون النظرة مختلفة للمشاركة في نهائيات أمم آسيا المقبلة التي تمثل المحك والتحدي الكبير الذي ينتظر المدرب ومن خلال نتائجه سيكون التقييم الكامل لفترة عقده.
يعتبر برنامج الإعداد للمرحلة المقبلة المجال الوحيد الذي يراهن عليه فيربيك في الوقت الحالي ليجهز الأحمر بما يجعله قادرا على مواصلة مشوار التفوق وفرض الأفضلية على منافسيه وتحقيق النتائج الإيجابية المرجوة.
يدرك فيربيك ان الصورة تختلف ما بين بطولتي كأس الخليج والنهائيات القارية ولذلك لا بد من مضاعفة الجهود والعمل في الفترة المتبقية واستغلالها عبر تجمعات متواصلة للاعبين ومعسكرات داخلية وخارجية في فترة الصيف بعد توقف المسابقات المحلية.
دعم كبير
البرنامج الذي رفعه المدرب الهولندي لاتحاد كرة القدم يتضمن مخططا كاملا لما هو مطلوب توفيره من اجل نجاح فترة الإعداد وتأهيل المنتخب الأول ليكون جاهزا لتجاوز العقبات في النهائيات الآسيوية.
وبعد النجاح الذي تحقق في كأس الخليج يبدو مجلس إدارة اتحاد الكرة جاهزا للتجاوب مع خارطة فيربيك الإعدادية وتقديم كل ما هو مطلوب ويقود لتنفيذها كما هي من خلال توفير الإمكانات التي تدعم المعسكرات الداخلية والخارجية والتجارب الودية.
وعلى ضوء المعلومات المتوفرة فإن برنامج الإعداد الذي أعده فيربيك وجهازه الفني والإداري يركز بشكل كبير على التجارب الدولية الودية ومواجهة منتخبات كبيرة خاصة في فترة أيام الفيفا والتي يسمح فيها للاعبين المحترفين بالمشاركة مع المنتخب.
وسيكون هناك معسكر خارجي في إحدى الدول الأوروبية في فترة الصيف وسيشهد أداء تجارب متنوعة مع بعض المنتخبات التي لم تتأهل الى مونديال روسيا.
سعادة كبيرة
يبدو فيربيك سعيدا للغاية بحصول عدد من اللاعبين في المنتخب الوطني على فرص احترافية في بعض الدوريات القوية خاصة الدوري السعودي.
ويرى المدرب الهولندي ان حصول عدد من قائمته الأساسية لعروض احتراف حقيقية يدعم مساعيه لتطوير الأداء وتصاعد المستوى الفني للأحمر في المشاركات المقبلة.
وسيعمل فيربيك على متابعة مشوار لاعبيه المحترفين في الدوريات الخليجية ويأمل ان يتصاعد عدد المحترفين في الفترة المقبلة لتصبح لديه تشكيلة كاملة تلعب في الدوريات الخارجية القوية.
منقول .
