الجيش الليبي يدحر«فجر ليبيا» غرب طرابلس
قتل 23 شخصاً على الاقل في بنغازي بشرق ليبيا في معارك عنيفة وهجمات، إحداها انتحاري، لترتفع بذلك حصيلة الهجوم الذي يشنه منذ الأربعاء الماضي اللواء المتقاعد خليفة حفتر على الميليشيات المتشددة في المدينة إلى 57 قتيلاً، في وقت بات الجيش الوطني الليبي على مشارف العاصمة طرابلس بعد دحر ميليشيات «فجر ليبيا» من مناطق في المدنية، وسط نداءات لوقف العنف.
وقتل أربعة أشخاص وجرح سبعة آخرون، أول من أمس، في تفجير سيارة ملغَّمة يقودها انتحاري في نقطة تفتيش بمنطقة أبوهْديمة في بنغازي شرقي ليبيا، في وقت قتل 30 شخصاً في اشتباكات بين مجلس شورى ثوار بنغازي (تكتل لكتائب إسلامية) والقوات الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر.
وقالت مصادر محلية إن النقطة التي حدث عندها الانفجار أقامها عدد من المسلحين المناهضين لمجلس شورى ثوار بنغازي والقوات الموالية لحفتر.
وأوضح احد شهود العيان طالبا عدم ذكر اسمه أن «سيارة مسرعة جاءت عبر طريق سريع وانفجرت بعد ان اقتربت من النقطة الأمنية رغم أن المسلحين في النقطة تعاملوا معها لكن دون جدوى».
وعقب الهجوم، أغلق سكان منطقة بوهديمة والمناطق المجاورة لها الطريق الدائري الثالث السريع، وهو من أكبر الطرق الحيوية في المدينة وأكثرها ازدحاما كون العملية وقعت أسفل الجسر المؤدي منه إلى منطقة بوهديمة.
في الأثناء، تجددت الاشتباكات بين مجلس شورى ثوار بنغازي والكتيبتين21 صاعقة و204 دبابات المحسوبتين على اللواء حفتر، مخلفة 30 قتيلاً على الأقل. ودارت الاشتباكات تحت غطاء جوي من مروحية وطائرة حربيتين تابعتين لحفتر استهدفتا مقار وتجمعات ثوار بنغازي.
حرب شوارع
وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، بدأت الاشتباكات منذ ساعات الصباح الأولى في منطقة الماجوري، حيث يسكن القيادي في جماعة أنصار الشريعة محمد الزهاوي وعدد كبير من مؤيديه، مع مسلحين يؤيدون الجيش وقوات حفتر.
ووفقا لشهود عيان، استخدمت أنواع مختلفة من الأسلحة في الاشتباكات ودارت حرب شوارع كانت هي الأعنف في هذه المنطقة.
وقالت مصادر إن الجيش الليبي سيطر على معسكر الدفاع الجوي المعروف بـ«معسكر الدشم»، وصادر كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر والآليات. كما طارد مسلحين احتموا بمباني جامعة بنغازي.
وقال ناطق باسم الجيش الليبي إن الاشتباكات مع الجماعات المسلحة تدور في عدد من الأحياء في بنغازي. وأضاف أن قوات الجيش كبدت المسلحين خسائر فادحة لدى محاولتهم الدخول إلى كتيبة الصواريخ.
وأكد آمر غرفة عمليات الجيش الليبي في المنطقة الغربية العقيد إدريس مادي أنه تم طرد ما يعرف بـ«قوات فجر ليبيا» من أغلب المناطق غربي البلاد. وأضاف أنه تمت استعادة أسلحة ومعدات، وإطلاق سراح عدد ممن كانوا معتقلين لدى هذه القوات.
غارات وانفجارات
وشنت مروحيات غارات جوية على مناطق الليثي والمساكن وبوعطني في جنوبي شرقي المدينة على الطريق المؤدية لمطار بنينا بنغازي، حيث يتمركز الجيش. وسمع دوي انفجارات عدة في مناطق متفرقة من المدينة وإطلاق نار.
وجاءت الاشتباكات التي تجددت الخميس وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، بالتزامن مع دعوات لمظاهرات مسلحة في بنغازي أطلق عليها «انتفاضة 15 أكتوبر»، التي أعلنت حكومة عبد الله الثني دعمها لها.
ومساء الجمعة لقي حمزة صالح العقوري وهو أحد أفراد مديرية أمن بنغازي السابقين حتفه على أيدي مسلحين مجهولين في منطقة الماجوري بعد ان تم استيقافه في نقطة تفتيش وهمية، بحسب المصدر الطبي.
من جهتها، توعدت جماعة أنصار الشريعة في ليبيا بالانتقام من مساندي حفتر. وقالت في بيان: «والله لنثأرن ولو بعد حين وسترون من التنكيل بكم ما الله به عليم»، حسبما ذكرت «بوابة الوسط» الليبية أمس.
نداء
ووجه الهلال الأحمر الليبي نداء إنسانيا لكافة الأطراف المتناحرة في بنغازي للاتفاق على هدنة ولو لساعة واحدة فقط تسمح بإسعاف الجرحى وإجلاء الأسر المحاصرة، بعدما تحولت شوارع المدينة إلى ساحات حرب مفتوحة.
وأفاد المصدر بأن سيارات الإسعاف لا يمكنها الوصول إلى مناطق الاشتباك العديدة، مرجحا أن تتزايد أعداد الإصابات جراء تصاعد حدة القتال.
معارك طرابلس
في طرابلس، أفادت مصادر مطلعة بأن الجيش الوطني الليبي بدأ اقتحام ورشفانة. وقال مصدر عسكري بالجيش النظامي إنه تم دحر ميليشيات «فجر ليبيا» إلى مسافة 40 كيلومتراً غربي العاصمة طرابلس.
وأفاد أن قوات الجيش في طريقها للسيطرة على كامل منطقة ورشفانة بعد إحكام سيطرتها على مناطق الناصرية ورأس اللفع جنوب غرب العاصمة، وهي الآن على مشارف العزيزية أول الأحياء الجنوبية للعاصمة.
وعن وجود ضحايا، قال المصدر إن أربعة قتلى سقطوا جراء معارك الجمعة في مناطق بوشيبة والناصرية، وأضاف أن تطهير العاصمة من ميليشيات المتشددين بات مسألة وقت.
وأفاد شهود عيان بأن ميليشيات «فجر ليبيا» تقهقرت إلى مشارف العاصمة متمركزة على كوبري الزهراء وسط ورشفانة.
ورغم استمرار القتال حول مدن ككلة ويفرن والقلعة، فإن ذات المصدر العسكري أكد بسط الجيش الوطني سيطرته على المنافذ الحيوية للمنطقة.
وأعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن مبادرة لوقف فوري للعمليات العسكرية في كل من مناطق ككلة والقلعة غرب ليبيا ابتداء من منتصف الليلة قبل الماضية.
وتدعو البعثة في مبادرتها كافة الأطراف المتنازعة في المنطقة للوقف الفوري للعمليات العسكرية وإنهاء أي حصار مفروض على الأرض ووقف تحركات العناصر والعتاد العسكري والسلاح والذخائر.
إدانة أميركية للعنف
أدانت السفيرة الأميركية لدى ليبيا ديبورا جونز أعمال العنف المتواصلة في عدة مناطق من ليبيا.
وقالت السفيرة في تغريدة لها عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «إننا ندين العنف المتواصل في ليبيا»، داعية إلى الوقف الفوري لأعمال العنف، وباستمرار الحوار الوطني التي تقوده الأمم المتحدة.
