الجيش الليبي نحو الكويفية والمتطرفون يحشدون
تواصل قوات الجيش الليبي تقدمها في مدينة بنغازي شرق البلاد، لاسيما تجاه منطقة الكويفية، وسط اشتباكات عنيفة سقط خلالها قتلى، فيما أعلن المتطرفون حشد قواتهم لصد الهزيمة الكبيرة التي ألحقها بهم الجيش الوطني، تزامنا مع تأجيل الدائرة الدستورية في المحكمة العليا حكما بشأن شرعية اجتماع البرلمان في طبرق إلى 5 نوفمبر.
وأعلن الناطق باسم الجيش الوطني أحمد المسماري تقدم قوات الجيش الوطني إلى منطقة الكويفية في ضواحي بنغازي بعد سيطرتها على منطقة سيدي منصور.
وأكد المسماري أن «شباب بنغازي يدعمون الجيش في معركته ضد التنظيمات الإرهابية»، مضيفا أن معظم مناطق المدينة باتت تحت سيطرة الأهالي وقوات الجيش، باستثناء بعض الأحياء.
ويعمل الجيش على طرد المسلحين من بعض الجيوب في بنغازي، حسب المسماري، الذي لفت إلى تفادي قوات الجيش اقتحام الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية، حرصا على أرواح المدنيين.
حرب قذرة
وكشف المسماري أنَّ المجموعات المتشددة عمدت بعد أن أدركت حتمية هزيمتها إلى اللجوء لـ «الحرب القذرة»، وذلك باستهداف بعض المواقع عبر هجمات انتحارية وتفجير سيارات مفخخة، ومن بين تلك العمليات، وفقا للناطق باسم الجيش، استهداف منزل قائد عملية الكرامة اللواء المتقاعد خليفة حفتر في بنغازي، في هجوم لم يسفر عن سقوط ضحايا كون البيت كان خاليا.
المتطرفون يحشدون
بالمقابل، دعت غرفة عمليات «ثوار ليبيا» كافة القوات والكتائب المسلحة التابعة لها، التواصل مع أمراء وحداتهم بصورة عاجلة، لمواجهة من أسمتهم بالتابعين لقوات حفتر.
وذكرت الغرفة، في بيان مقتضب أمس، أن «قوات درع ليبيا تدعو منتسبيها في المنطقة الشرقية، وجميع ثوار الكتائب المقاتلة للمرابطة ورفع درجة التأهب والتواصل مع أمراء وحداتهم بصورة عاجلة».
تجدد اشتباكات
وتتواصل الاشتباكات في بنغازي بين قوات مجلس شورى ثوار المدينة ومقاتلين موالين للواء المتقاعد خليفة حفتر، لاسيما في قاريونس بالأسلحة المتوسطة والخفيفة،
وقتل ثمانية أشخاص على الأقل في أعمال عنف متفرقة في المدينة. وقال مصدر في مركز بنغازي الطبي إن المركز «استقبل منذ ساعات الصباح الأولى ليوم الإثنين ثماني جثث لأشخاص قتلوا في أعمال عنف متفرقة واغتيالات شهدتها مدينة بنغازي».
وتجاوزت حصيلة القتلى خلال الأيام القليلة الماضية أكثر من مئة شخص.
فيما أفادت مصادر بأن الجيش الوطني سيطر على جامعة بنغازي وطرد المسلحين منها.
وأكد الناطق باسم مجلس النواب فرج بوهاشم أنّ الطائرات التي تنفّذ عمليات قتالية في كامل ربوع ليبيا تابعة لرئاسة أركان الجيش الليبي.
تأجيل حكم
في غضون ذلك، أعلن أحد القضاة المشاركين في جلسة الدائرة الدستورية في المحكمة العليا تأجيل حكم بشأن شرعية اجتماع البرلمان في طبرق إلى جلسة 5 نوفمبر المقبل.
وأفاد المصدر بأن قرار التأجيل أتى لضم ملفات الطعون، مشيرا إلى وجود طعون جديدة جاءت في الجلسة الماضية وطلب من قبل نيابة النقض.
وأوضح أنَّ هذه الطعون من شأنها إرجاء صدور القرار، لاسيما وأنَّ ضمها يحتاج إلى جلسة أخرى.
وقال شهود عيان إنهم رأوا بعض السيارات المسلحة التي كانت تقل عددًا من الشباب الذين توجَّهوا إلى ساحة المحكمة بهتافات تطالب القضاة بسرعة إصدار الحكم، وأخرى تصف النواب بالخيانة والعمالة.
اعتراف تركي
جددت أنقرة أمس اعترافها بشرعية مجلس النواب الليبي والحكومة برئاسة عبدالله الثني، وذلك خلال مباحثات للمبعوث الشخصي للرئيس التركي في مدينة طبرق الليبية. وقالت النائب في البرلمان الليبي سهام سرقيوة، بعد اجتماع المبعوث التركي أمرالله إيشلرج، إن الأخير أبلغ النواب أن أنقرة «لا تعترف إلا بشرعية مجلس النواب والحكومة المنبثقة عنه».
وأكد إيشلرج خلال لقائه أعضاء في لجنة التواصل بمجلس النواب الليبي أنه «جاء لإبلاغ الطرف الخارج عن الشرعية بضرورة الالتحاق بهذه الشرعية والتخلي عن خيار القوة لفرض شروطه».
وكان إيشلرج استبق عقد المباحثات مع لجنة التواصل، بلقاء رئيس مجلس النواب عقيلة صالح عيسى، في طبرق، حيث يعقد البرلمان جلساته بعد سيطرة ميليشيات متشددة على طرابلس وبنغازي. الوكالات
موقف إخواني
ادعى المراقب العام للإخوان في ليبيا بشير الكبتي أن جماعته لا تنحاز إلا للشرعية، حسب تعبيره. وانتقد تصريحات رئيس الحكومة الليبية المدعومة من مجلس النواب عبدالله الثني التي قال فيها إن قوات فجر ليبيا هي الذراع العسكرية لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، زاعما أنه ليس لجماعته أي ذراع عسكرية. د.ب.أ
