اليمن: الدستور الجديد في نوفمبر واللقاء المشترك يهدد بمقاطعة الحكومة..]
أنصار الحراك الجنوبي في حضرموت يبدأون اعتصاما مفتوحا –
صنعاء- عمان – (د ب أ)- أكدت لجنة صياغة الدستور اليمنية أنها أوشكت على الانتهاء من إعداد وصياغة مشروع الدستور اليمني الجديد.
وأوضح مصدر مسؤول في اللجنة أنه من المقرّر الانتهاء من صياغة الدستور الجديد في شهر نوفمبر المقبل ليتسنى بعد ذلك التصويت عليه ومن ثم إجراء الاستفتاء الشعبي.
وأكد أن نسبة الإنجاز التي حققتها اللجنة مذ بداية عملها في مارس الماضي والمجموعات المصغّرة المنبثقة من اللجنة تجاوزت 80% من صياغة المواد والنصوص التي تلبي تطلّعات الشعب اليمني وتؤسس لدولة مدنية حديثة تحقق المطالب الحقوقية والحريات وتعزّز من الشفافية والعدالة والحكم الرشيد.
وأشار المصدر إلى أن اللجنة اطّلعت على العديد من التجارب الدولية بخصوص نظام الفيدرالية والأقاليم.
ومن المتوقّع أن تقوم اللجنة بزيارة مرتقبة لدولة الإمارات العربية المتحدة للاطّلاع على تجربتها في الحكم باعتبارها من أنجح الأنظمة الفيدرالية على مستوى العالم.
الى ذلك، هدّد تكتّل أحزاب اللقاء المشترك، بعدم المشاركة في الحكومة اليمنية الجديدة، إذا لم يتم توزيع الحقائب الوزارية بالتساوي على القوى السياسية الموقّعة على «اتفاق السلم والشراكة الوطنية».وقال رئيس المجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك محمد الرباعي في رسالة إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي بشأن تشكيل الحكومة- اطّلعت عليها «عمان»، «إننا نؤكد تمسكنا والتزامنا بالمساواة بين الأحزاب والمكوّنات الموقّعة على اتفاق السلم والشراكة الوطنية في التمثيل بالحكومة، وما لم يتم ذلك فلدينا الاستعداد لدعم الحكومة التي ستشكّل بدون مشاركة أحزاب اللقاء المشترك وسندعمها لضمان نجاحها في أداء مهامها الوطنية الجسيمة على قاعدة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة الوطنية وملحقه الأمني والعسكري».وقال مراقبون إن هناك واقعاً جديداً على الأرض فرضه الحوثيون الذين اجتاحوا العاصمة صنعاء في الـ 21 من سبتمبر الماضي ومحافظات شمالية أخرى، دفع بالحوثيين إلى المطالبة بحصة كبيرة في تشكيل الحكومة على حساب حزب «التجمع اليمني للإصلاح» ذي التوجّه الإسلامي، وبحيث يعكس قوتهم العسكرية والقبلية المتنامية.
وأشار الرباعي في رسالته إلى الحرص على سرعة تشكيل الحكومة.
معتبراً أن «تجاهل الشراكة الوطنية بالإصرار على التفاضل بين الأحزاب الموقّعة على اتفاق السلم والشراكة الوطنية يؤذن بفشلها سلفاً».وكان حزب «المؤتمر الشعبي العام» الذي يرأسه الرئيس السابق علي عبد الله صالح والذي يتّهم بالتحالف مع الحوثيين ودعمهم في الإطاحة بحكومة الوفاق الوطني التي تترأّسها أحزاب اللقاء المشترك، قد طالب هو الآخر بنصف عدد الحقائب الوزارية وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمّنة، في مسعى واضح لمنح حقائب وزارية للحوثيين والحراك الجنوبي السلمي على حساب حزب الإصلاح.
ويرى المؤتمر أن حقائب الحوثيين والحراك ينبغي أن تخصم من حصة الإصلاح وليس من حصته، استناداً إلى فقدان الإصلاح الكثير من نفوذه وقوته بعد خسائره المتتالية في الحرب التي شنّها الحوثيون ضده في محافظة عمران «شمال صنعاء» والعاصمة.
في غضون ذلك، شارك عشرات اليمنيين أمس في وقفة احتجاجية أمام مقر محافظة إب جنوب العاصمة صنعاء، للمطالبة بخروج جميع المليشيات المسلحة منها.
وقال مصدر إعلامي إن المتظاهرين طالبوا برفع جميع المظاهر المسلحة من المدينة ورفعوا شعارات تدين جماعة أنصار الله الحوثية التي استحدثت عدة نقاط تفتيشية في المحافظة، إلى جانب عناصر القاعدة التي قامت بذلك هي الأخرى في عدة مناطق في مديرية العدين.
وأضاف المصدر أن الأوضاع الأمنية في محافظة إب متوترة جداً، مشيراً إلى أن الطيران الحربي يحلق على علو منخفض في سماء المحافظة.
وأوضح أن الحوثيين يشترطون أن ترفع القاعدة نقاطها كي يبادروا هم بذلك وهو ما يطالب به عناصر القاعدة أيضا، وحتى اليوم لم تصل جميع الأطراف لأي حلول. وأكدت مصادر محلية أن هناك اشتباكات متقطعة بين الحوثيين وعناصر القاعدة في طريق «مشوره»، وهي الطريق المؤدية إلى مديرية العدين التي تتمركز بداخلها عناصر القاعدة.
فيما بدأ أنصار الحراك الجنوبي في محافظة حضرموت جنوب شرق اليمن أمس التوافد إلى ساحة اعتصام في مدينة المكلا عاصمة المحافظة.
وكان الحراك الجنوبي في محافظة حضرموت دشن أمس الأول مخيمات اعتصام مفتوح للمطالبة باستقلال الجنوب، وبدأوا بنصب خيمتين في الساحة التي تقع في منطقة الديس والتي أطلقوا عليها ساحة «القرار قرارنا».وقال مدير تحرير صحيفة «30 نوفمبر» في محافظة حضرموت صلاح العماري لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن أنصار الحراك بدأوا بالتجمع في الساحة وأعلنوا أنهم سيطلقون خطة بالخطوات التصعيدية التي سيقومون بها لاحقا.
واعتبر العماري أن هذه الخطوة جاءت محاكاة لما قام به الحراك الجنوبي في محافظة عدن حيث تم نصب الخيام في ساحة العروض في الرابع عشر من الشهر الجاري وأعلنوا اعتصامهم في الساحة للمطالبة باستقلال الجنوب.
وقالت مصادر من الحراك الجنوبي إن من بين الخطوات التصعيدية التي سيعلن عنها المجلس التنسيقي لقوى التحرير والاستقلال بمحافظة حضرموت الدعوة إلى عصيان مدني بالإضافة إلى التهديد بإغلاق المنافذ البرية التي تربط المحافظات الجنوبية بالشمالية.
وقال الصحفي في مدينة المكلا نيازي أنور إن أنصار الحراك الجنوبي يمثلون الغالبية من سكان المكلا، كما أن الفعالية التي قاموا بها يوم أمس الأول شهدت تجمعاً كبيراً لأنصار الحراك.
