عذّبيني بكلّ شيء سوى الصدّ @@@@
عذّبيني بكلّ شيء سوى الصدّ فما ذقت كالصّدود عذاباً وقد قادت فؤادي في هواها وطاع لها الفؤاد وما عصاها خضعت لها في الحبّ من بعد عزّتي وكلّ محبٍّ للأحبّة خاضع ولقد عهدت النّار شيمتها الهدى و بنار خدّيك كل قلبٍ حائر عذّبي ما شئت قلبي، عذّبي فعذاب الحبّ أسمى مطلبي بعضي بنار الهجر مات حريقاً والبعض أضحى بالدّموع غريقاً قتل الورد نفسه حسداً منك وألقى دماه في وجنتيك اعتيادي على غيابك صعب واعتيادي على حضورك أصعب قد تسرّبت في مسامات جلدي مثلما قطرة النّدى تتسرّب لك عندي وإن تناسيت عهد في صميم القلب غير نكيت أغرّك منّي أن حبّك قاتلي وأنّك مهما تأمري القلب يفعل يهواك ما عشت القلب فإن أمت يتبع صداي صداك في الأقبر أنت النّعيم لقلبي والعذاب له فما أمرّك في قلبي وأحلاك وما عجبي موت المحبّين في الهوى ولكنّ بقاء العاشقين عجيب لقد دبّ الهوى لك في فؤادي دبيب دم الحياة إلى عروقي خَليلَيَ فيما عشتما هل رأيتما قتيلاً بكى من حبّ قاتله قبلي لو كان قلبي معي ما اخترت غيركم ولا رضيت سواكم في الهوى بدلا ً فيا ليت هذا الحبّ يعشق مرّةً فيعلم ما يلقى المحبّ من الهجر عيناكِ نازلتا القلوب فكلّها إمّا جريحٌ أو مصاب المقتلِ وإنّي لأهوى النّوم في غير حينه لعلّ لقاءً في المنام يكون ولولا الهوى ما ذلّ في الأرض عاشقٌ ولكن عزيز العاشقين ذليل نقّل فؤادك حيث شئت من الهوى ما الحبّ إلّا للحبيب الأوّل