http://up.ta7a.com/t7/UdA32858.png
http://up.ta7a.com/t7/EC832858.png
http://up.ta7a.com/t7/ryu32877.png
http://up.ta7a.com/t7/KE032858.png
http://up.ta7a.com/t7/CIh32858.png
http://up.ta7a.com/t7/0qF32858.png
العرب يعودون إليها بعد ألف عام
في أقصى الجنوب الشرقي من القارة السمراء وبين أحضان المحيط الهادي
تسكن الجزيرة العذراء "موريشيوس" التي وصفها الرحالة بأنها "درة المحيط"
واختارها عشاق السفر كأفضل مكان للحالمين بالهدوء والخصوصية ،
ولذا فإنها دائماً ما ينصح بها للمتزوجين حديثاً لقضاء شهر العسل .
وخلال السنوات القليلة الماضية بدأ العرب يفدون إلى الجزيرة البكر بأعداد ليست قليلة
ولكنها من فئة الأثرياء الذين يبحثون عن التغيير ،
والطبيعة والاستجمام تستغرق الرحلة 7 ساعات من أقرب عاصمة عربية
ولعل هذا هو السبب في عدم وجودها على قائمة مناطق الجذب للسائحين العرب
رغم كل ما فيها من جمال وجاذبية بدء من طيبة شعبها وترحابه بالضيوف
وصولاً إلى الطبيعة التي يندر تكرارها في أي مكان في العالم .
العرب أول من اكتشفوها
والمثير للدهشة أن العرب الذين كانوا أول من اكتشف هذه الجزيرة الساحرة
عام 975 ميلادية ولم يبق لهم فيها وجود الآن وتركوها للإنجليز
الذين اعتبروها مفتاح المحيط الهندي ومحطة للتزود بالماء العذب والطعام
خلال الرحلات البحرية بين بريطانيا ومستعمراتها في الشرق .
وتمكن الإنجليز من تحويلها إلى مزرعة لقصب السكر
وبالاستعانة بالعمال الأفارقة أقاموا بنية تحتية ضخمة من الطرق والبيوت والموانئ
إلى أن جاء الضيوف فأضافوا للحياة في الجزيرة طعماً آخر بامتهانهم التجارة
والإبداع فيها فأصبحت موريشيوس خليطاً مثيراً بين ثقافات أوروبا وآسيا وأفريقيا
تحتضنه طبيعة عذراء ليثمر معاً بيئة فريدة على مستوى العالم .
وطقس موريشيوس شبه الاستوائي يجعلها من أفضل أماكن السياحة الشتوية
في العالم حيث تجمع بين شعب مضياف وطبيعة خلابة وبنية تحتية متطورة
من شوارع وأماكن عامة منظمة بشكل حضاري ولا ننسى أن الشعب مضياف
وعزيز النفس مما يبعث لدى الزائر نوعاً من التجول في الأسواق أو التنقل بوسائل النقل العام
هذا بالإضافة إلى الطقس شبه الاستوائي ليجعل موريشيوس واحة الاستجمام والراحة .
فمياه الأمطار المنهمرة حولت حقول قصب السكر الممتدة على آلاف الهكتارات
بالقرب من المطار إلى جواهر تتلألأ كلما شق غصن البرق الغيوم المتلاصقة
كانت تلك اللوحة الطبيعية الحية كافية لأن تثير في داخلي رغبة ملحة باستكشاف
هذا البلد الجميل كانت البداية في العاصمة للتعرف على الجانب الحضاري للبلاد
قبل البدء في جولة حول الجزيرة .
تحمل بورت لويس بين شوارعها المنظمة وبناياتها الحجرية الطابع المعماري
البريطاني من أناقة وحسن تصميم وتقع على الميناء الرئيسي للبلاد وباقي الجزيرة
طوق بحلقة من الشعب المرجانية وهذه الميزة بالتحديد جعلت من موريشيوس
واحدة من أكثر الدول جذباً لمحبي الحياة البحرية والتعرف على الكنوز التي تكتنفها
مياه المحيط الهندي تضم بورت لويس جميع الدوائر الحكومية والسفارات الأجنبية
وتكون في العادة مزدحمة خلال النهار لكنها تخلد للنوم باكرا فعند الساعة الخامسة
مساء لا يبقى في بورت لويس سوى بعض أصحاب المحال التجارية
وربما القليل من الموظفين بعد أن يكون الجميع غادروا إلى منازلهم في البلدات المجاورة
ولكن ذلك لا يعني أن الحياة تموت أو تهدأ في بورت لويس عند انتهاء العمل الرسمي
فالعديد من الشباب وزوار البلاد يتوجهون لمنطقة كودون عند حافة الميناء
للاستمتاع بفنجان من القهوة على وقع موسيقى "السيغا"
بينما يتأمل العشاق بمياه المحيط الشاسعة .
من الأمور المثيرة هو الشعب في موريشيوس وقدرته على التحدث بالفرنسية
والانجليزية بطلاقة كما أن عددا من السكان من الأصول الهندية يتحدثون الهندي
والأوردو بالإضافة إلى اللغة الشعبية المتداولة "كريول" المستنبطة من الفرنسية
لذا لا أعتقد أن أي سائح سيجد صعوبة في التواصل مع الناس هناك وعند التوجه
إلى جنوب البلاد المشتهرة بجمال طبيعتها من غابات كثيفة وأنهر وشلالات
لا تكف عن صفع الصخور عند حافة الجبال إلى بورت لويس جنوباً بواسطة الطريق
السريع نحو بلدة فاكوا المعروف عنها كثرة أمطارها لارتفاعها عن سطح البحر
من فاكوا كانت الطريق جميلة نحو الغابات فمزارع قصب السكر في كل مكان
ولم تترك الطبيعة شبراً واحداً إلا وأنبتت فيه زهرة أو شجرة .
توجد الغابات في منطقة شاماريل وبالعادة يتوجه سكان موريشيوس في أبريل
(نيسان) من كل عام لالتقاط الجوافة الصينية حيث تنمو في البراري تشرب من مياه
الأمطار الغزيرة وتتغذى من الشمس الدافئة حدثني بعض السكان المحليين
أنهم ينتظرون ذلك الوقت من العام بفارغ الصبر تجد الآلاف من الناس يتنافسون
في جو ودي للحصول على تلك الثمرة اللذيذة تجول في غابة الجوافة قليلا
واستمتع بالهدوء النقي بعد جولة ممتعة في أحضان الطبيعة واصل السفر جنوباً
مروراً ببعض القرى التي يسكنها صيادون من أصول افريقية إلى أن تصل إلى منطقة
سوياك التي تعرف بـ (عروس الجنوب) ما يفرق سوياك عن باقي مناطق موريشيوس
خلوها من الفنادق والمنتجعات السياحية الكبيرة على عكس مدن الشمال مثل لو موند باي
على الرغم من جمال الطبيعة الخلابة فيها فبالإضافة إلى الشواطئ الرملية الناعمة
والجزر الصغيرة القريبة من اليابسة تنفرد سوياك بإطلالتها المرتفعة على مياه المحيط الهندي
التي تضرب الصخور الملاصقة بقوة هائلة ترتفع فيها الأمواج عشرات الأمتار
عن اليابسة بعد أن تحدث صوتاً لا يقل قوة عن هدير الرعد في مشهد يجسد عظم قوة المحيط .
أين تأكل ؟
لتناول وجبة عشاء من مطبخ موريشيوس يمكنك الاختيار من مطعم في منطقة بلو بي
يقدم تشكيلة من الطعام المحلي اللذيذ تنفرد موريشيوس بمطبخ يجمع بين النكهة الهندية
المعتمد على خلطات سحرية من البهارات زكية الرائحة والمطبخ الأفريقي
المعتمد على تجفيف اللحوم والأسماك وأيضاً الأوروبي وحتى الصيني والطعام
بكل تأكيد يرضي جميع الأذواق كما هو الحال بالنسبة للجزيرة بمعالمها الجغرافية
والحضارية كيف لا وقد جمعت الدولة الصغيرة في حجمها الكبير جمالها وطموحها
بين ثقافات شعوب العالم على سطح جزيرة عذراء وسط المحيط الهندي .
