ارتباك «داعش» يخلّف هدوءاً مؤقتاً في عين العرب
هدأت المعارك بين المقاتلين الأكراد وتنظيم داعش في مدينة عين العرب بعد إخفاق متكرر للتنظيم في السيطرة على المدينة الكردية السورية، حيث عاد مجدداً إلى القصف المدفعي من خارج المدينة وسط أنباء عن يأس وارتباك التنظيم من جدوى المعركة التي كلفته خسائر باهظة، فيما باتت الشكوك تحوم حول انضمام البيشمركة إلى المعركة حيث لم تمنح تركيا الإذن بمرورهم رغم التصريحات الإعلامية التركية التي رحبت بذلك.
وأطلق إرهابيو «داعش» النار باتجاه الحدود التركية شمال عين العرب أو كوباني السورية الكردية التي يدافع عنها الأكراد بشراسة بانتظار وصول تعزيزات من كردستان العراق.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ان مقاتلي داعش متمركزون بالقرب من الحدود التركية و«اطلقوا نيران المدفعية الثقيلة باتجاه الحدود».
وأضاف المرصد الذي يتخذ من لندن مقراً له ويؤكد انه يعتمد على شبكة واسعة من الناشطين والشهود أن «اربع قذائف سقطت في منطقة مركز الحدود».
وقال ناشطون أكراد إن حدة حرب الشوارع تراجعت أمس مع يأس التنظيم من تحقيق تقدم حيث تكبد خسائر فادحة في القتال وجهاً لوجه كما ان غارات التحالف الدقيقة باتت تستهدفه في المباني التي يتحصن بها داخل المدينة. وقال ناشطون إن التنظيم بدأ يبحث عن مخرج غير مهين للانسحاب من المعركة، حيث ان عناصره اعتقدوا أن وصولهم إلى المدينة سيجنبهم القصف الجوي، وهو ما ثبت عدم صحته، إذ تشن طائرات التحالف غارات دقيقة تلاحق أي تحرك للتنظيم الإرهابي في أزقة المدينة.
حرق المنازل
في الأثناء، ذكرت تقارير كردية مدعمة بالصور أن تنظيم داعش يقوم بحرق المنازل في الأحياء التي يسيطر عليها في عين العرب.
وبحسب شهادات لأكراد في المدينة وآخرين على الحدود فإن التنظيم الإرهابي أقدم على حرق كافة المنازل في حي مكتلة وكانيا عربان وانتقل إلى الأحياء الأخرى القريبة من وسط المدينة.
وأضاف الناشطون ان داعش أقدم على هذه السلوك بسبب عدم قدرته على نقل المسروقات، حيث سبق ان قام بتحميل شاحنات كبيرة اثاث المنازل من القرى التي هجرها أهلها في ريف كوباني. وقال ناشطون سوريون إن الأثاث المنزلي تم بيعه في أسواق الرقة والمدن القريبة منها بوصفه غنائم للمقاتلين ومن يعاونهم.
ملف البيشمركة
ويفترض ان يتلقى المقاتلون الأكراد الأقل عدداً وعدة من المتطرفين، مساعدة عشرات من عناصر البيشمركة من كردستان العراق. ويفترض ان يمر هؤلاء وعددهم نحو مئتين كما قال ناطق باسم الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي، عبر تركيا التي وافقت على ذلك الاثنين.
إلا أن الشكوك باتت تحوم حول إمكانية مشاركة البيشمركة في المعارك بعدما تبين أن الجانب التركي لم يعط الإذن لمرور المقاتلين على أراضيها.
وأعلن الناطق باسم وزارة البيشمركة العراقية جبار ياور، ان القوات التي ستتوجه إلى كوباني من أجل مساعدة الأكراد في غربي كردستان هي قوات تابعة لوزارة البيشمركة في حكومة اقليم كردستان وأن تركيا لم تمنح الإذن لمرورهم.
وقال ياور في تصريح صحفي إن وقت تحرك قوة من البيشمركة إلى كوباني لم يحدد لحد الآن، مؤكداً ان «وزارة البيشمركة اجرت جميع الاستعدادات مع تركيا والحلفاء لارسال قوة من البيشمركة إلى كوباني».
وبين انه «يجب أن نعلم جميعاً أن ارسال قوة تحمل انواعاً مختلفة من الأسلحة إلى داخل اراضي دولة اخرى أمر صعب ويحتاج إلى وقت»، مشيراً إلى ان «الأسلحة التي سترسل مع قوة من البيشمركة إلى كوباني هي اسلحة وزارة البيشمركة، وأن القوة التي تستعد للتوجه إلى كوباني هي قوة تابعة لوزارة البيشمركة»، مؤكداً ان «وزارة البيشمركة لم يصلها اي شيء رسمي من تركيا حول عبور قوات البيشمركة إلى كوباني».
