هي مقولة شائعة يعيها الجميع .. ولكن معظمنا يظن أن الإحترام سلوك يجب أن نتبناه اتجاه الآخرين .. من دين و مؤسسات وأفراد .. لكن الحقيقة أن صفة الإحترام هي أكثر شمولية من ذلك بكثير.. لكن الإحترام سلوك يجب أن يصدر من الذات اتجاه الذات في المقام الأول .. فقبل كل شيء أجسادنا هي الأجدر بالاحترام، لأن الجسد هو أول كيان يكافئنا على احترامنا له، وهو أول كيان يكون له رد فعل سريع وقوي اتجاه سلوكنا حياله .. الجسد المدلل بالأكل المتوازن الصحي الناتج عن شعور حقيقي بالجوع، يكون ردة فعله اتجاه صاحبه أن يعطيه الإحساس بالراحة والخفة والانتعاش وتبعاً لذلك سيعطيه في القرب القوام الجميل أو "المعقول" والبشرة الصحية والشعر اللدن والجلد المتناسق جميل اللون .. بينما الجسد الذي يؤذيه صاحبه ويرمي له بكل ما يشتهي من أكل، فإن الجسد ينتقم منه مصدراً له القلق شعوراً بالقلق و عدم الراحة وقد يعرضه للحرج وبما لا يحسد عليه أمام الناس .. فليس هناك أجمل من نصيحة رب العزة عزوجل حين قال ناصحاً إيانا وهو الأعلم بنا وبما يصلح لنا: بسم الله الرحمن الرحيم " يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ " صدق الله العظيم، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ما ملأ آدمي وعاء شرًّا من بطنه، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه)) وفي التجربة المعاصرة حدث وأن قرأت يوماً أن حرباً نشأت إبان القرن العشرين جعلت مخزون الطعام يقل في البلاد، فلجأ الناس مجبرين إلى الإكتفاء بما يقيم الأود من طعامهم .. وكانوا يظنون أن ذلك التقتير في تناول الأكل سيجعلهم يمرضون ويقل نشاطهم، لكنهم تفاجأوا بالعكس تماماً فصحتهم قويت و الكثير منهم شفوا من الأمراض التي عانوا منها، لذا فإن كانت هناك نصيحة يمكن أن أقدمها لشخص عزيز: لتكون محترماً حقيقياً احترم جسدك قبل أن تفكر باحترام أياً من الناس!
بقلمي
