صدّام .. والمشروع العظيم

صدّام .. والمشروع العظيم

عبدالله الشيدي

16-10-2014

فخامة الرئيس:

صحيح بأن الكلاب بدأت تنبح بعد موتك، لكن هيبة الأسم الذي تحمله لم تغب، وما أن نذكر أسم فخامتك حتى تخرس تلك الكلاب وترتعد فرائصها وتولي هاربةً، لأنها وإن تكالبت عليك يوماً غير أن الخوف منك بقي مغروساً فيها، ستبقى فخامتك رمزاً عالقاً في أذهاننا بأنك الصنديد الذي ما فتأ العالم العربي ينهار بعدك.

كأني بك كنت السد الكبير الذي حجب عن الدولة المزعومة لأبناء إسرائيل رؤيتها، كأني بك الجبل العتيد الذي وارانا بني الخليج عن المخططات التوسعية لدول الجوار، كأننا بك المشروع العظيم الذي ما أكتمل.

ما الذي يجري في بلاد العراق؟ ما الذي أجج ذلك الشقاق؟ ما الذي أوصلكم لهذا السياق؟ جوابٌ هو الوحيد على كل ذلك عذراً فقد مات صدام.

وأنتشر الوباء... اليمن، تونس، ليبيا، مصر، سوريا، لبنان، السعودية، الإمارات، قطر، ما هذا وكأنني ألمح خارطة دولة الصهاينة الجديدة، كأن هناك من يدبّر كل تلك السقطات لا لتحرير الشعوب، ولكن لعبوديةٍ من نوعٍ آخر أشدّ وطأةً وليست بأقوم قيلاً، هل بدأت إسرائيل لعبة المونوبولي للإستحواذ على أراضينا العربية لضمها إلى الداخل من جدار الفصل العنصري؟ أم أنها ستحوّل ذلك الجدار إلى الخارج العربي لنصبح مواطنين بها من الدرجة المجهولة؟!

فخامة الرئيس:

بدأنا رحلة الإنهيار وأنت لست هنا، لأن الله سبحانه وتعالى أختار لك بأن تكون لديه شهيداً ونحسبك عنده كذلك، رحمك الله يا صدام ورحم معك الكبرياء العربي، لا أدري أين نسوق نعاجنا والمشروع العظيم بدأ علينا لا لنا، وبدأت النعاج تفهم أكثر مما نفهم، والخوف كل الخوف من أن نصبح النعاج بعد أن كنا الرعاة!!

(من شاطرني الرأي شكراً على دعمك، ومن أختلف معي فأرجو أن لا يفسد ذلك ما بيننا من ود)