الهولندي .. هل يكسب التحدي ؟
لمسات أخيرة على «روشتة» النجاح الآسيوي
يبدأ مدرب المنتخب الوطني الأول بيم فيربيك خلال هذا الشهر وضع اللمسات الأخيرة على خطته وتشكيلته التي ستخوض نهائيات أمم آسيا لكرة القدم التي ستنطلق الشهر المقبل بمشاركة قياسية تتجاوز كل عدد المنتخبات التي شاركت في البطولات الماضية.
جرب فيربيك عددا كبيرا من اللاعبين خلال فترة التحضيرات والتجارب الودية ومنح الفرصة لجميع اللاعبين الذين وقع عليه اختيارهم للمشاركة في رحلة الإعداد لنهائيات آسيا لتبدو الصورة واضحة أمامه لاختيار الأفضل في القائمة النهائية التي ستعلن قريبا.
يحمل بيم فيربيك تطلعات وطموحات الجماهير العمانية التي تتنظر أن يكسب مدربها الهولندي التحدي الصعب ويؤسس لمرحلة جديدة في مسيرة الأحمر في النهائيات الآسيوية قياسا بالمشاركات السابقة.
سيحاول المدرب بيم فيربيك والبالغ من العمر 62 عاما، قيادة المنتخب الوطني إلى الأدوار الإقصائية، تدعمه خبرته الجيدة وطموحه الكبير للقيام بذلك خاصة بعد وصوله إلى مستويات عالية في وقت سابق، بما في ذلك قيادة منتخب كوريا الجنوبية لاحتلال المركز الثالث في كأس آسيا 2007.
التحدي الذي ينتظر الهولندي يبدو مختلفا هذه المرة بعد أن نجح في الميدان الخليجي وقاد الأحمر للصعود لمنصة التتويج بجدارة واستحقاق بالرغم من إنه كان خارج دائرة الترشيحات لكنه بدأ مقنعا من أول ظهور له ولفت الأنظار وكسب الاحترام.
التحدي الآسيوي سيكون صعبا لوجود منتخبات قوية وصاحبة قدرات فنية طيبة في مقدمتها منتخب اليابان الذي يعتبر المرشح الأول في مجموعة المنتخب الوطني بجانب أوزباكستان وتركمنستان والتي سيكون التنافس قويا فيها من أجل كسب النقاط التي تخول الحصول على بطاقتي الصعود للأدوار الإقصائية.
يمتاز عمل المدرب الهولندي بالهدوء وهو ما يمثل ورقته الرابحة التي تدعم إمكانية نجاحه وكسب التحدي الآسيوي بقيادة المنتخب الوطني لتحقيق نتائج إيجابية تختلف كليا عن كل نتائجه السابقة في البطولة ذاتها.
استهل فيربيك تحضيراته لنهائيات أمم آسيا بسلسلة من التجمعات الداخلية والخارجية وخاض عددا من التجارب كان آخرها أمام المنتخب البحريني والذي سجل فيه الأحمر أول فوز له في الاختبارات الفنية للمشاركة الآسيوية منحه الثقة وضاعف المعنويات بعد الإحباطات التي سجلت عقب التعادلات في جميع التجارب الماضية.
على صعيد المدرب الهولندي لم يكن للإحباط أي وجود في قاموسه أو تفكيره ولم يبدُ متأثرا بعدم تحقيق النتائج الإيجابية أو تسجيل عدد جيد من الأهداف في إشارة إلى أنه استفاد فنيا وبدنيا من التجارب وهذا أقصى ما يبحث عنه في المباريات الودية الدولية.
جاءت تصريحات المدرب البرتغالي في كثير من المناسبات تحمل في طياتها الكثير من التفاؤل والثقة والرغبة في إظهار بصمته على الكرة العمانية من خلال تطوير قدرات المنتخب وتحسن نتائجه في المشاركة الآسيوية معتمدا على خبراته وقدراته والدعم الذي يحصل عليه من اتحاد الكرة وجهازه الفني والجماهير والإعلام.
يجيد مدرب المنتخب الوطني التعامل مع ظروف المباريات وقبل ذلك يعرف كيف يقدم تشكيلة مناسبة مستفيدا من قدراته في الاختيار السليم واستثمار القدرات الفردية والجماعية بصورة تخدم مصلحة الفريق وتعزز من فرص نجاحه في تقديم مستويات طيبة تجعله قويا في مواجهة التحديات الكبيرة.
خــــبرة في التكوين
لا يختلف الجمهور العماني كثيرا على قدرات المدرب بعد أن قدم ما أقنعهم وبرهن على جدارته في تحمل المسؤولية وتحقق ذلك بفضل السيرة التدريبية التي تتحدث عنه بأنه يتمتع بقدر جيد من الخبرات التي يحتاجها في عملية البناء التي سعى لها من أجل تكوين فريق جديد بمواصفات فنية مطابقة لشروط النجاح والتطور عبر فترة عمله.
يدرك فيربيك أن الوضع الحالي للمنتخب الوطني الأول يتطلب منه قبل الدخول لملعب التنافس الآسيوي إعادة ترتيب أوراقه وعناصره بالصورة التي تلبي المعادلة المطلوبة بقدرة الأحمر على تحقيق النتائج الإيجابية في المباريات القوية التي تنتظره وفي الوقت ذاته يقدم مؤشرات تكشف عن نمو في قدراته الفنية وتصاعد في المستويات والأداء.
نجاح بيم في الوصول إلى فك شفرة هذه المعادلة يساعده بشكل كبير في كسب تحدي اليابان أوزبكستان وتركمنستان ثم كسب المزيد من ثقة الجماهير ليصبح واحدا من المدربين المتفق عليهم.
الكرة لن تكون في ملعب المدرب وحده بشأن تحقيق الطموحات في البطولة الآسيوية والمسؤولية جماعية بين كل الأطراف المعنية والتي يهمها الأمر وهو ما يتطلب إيجاد وسيلة تعاون وتواصل يقود لتكامل الأدوار وبلورة الجهود بما ينعكس خيرا وإيجابا على مسيرة الكرة العمانية وحضور مشرف آسيويا.
الرغبة والطموح
أظهر المدرب الهولندي بيم فيربيك طوال مسيرته مع الأحمر رغبة جادة وطموحا كبيرا في تحقيق النجاحات وهو ما كشفه منذ الأيام الأولى ومواجهته بثبات وعدم انزعاج للانتقادات التي طاردته في فترة التصفيات المؤهلة لنهائيات أمم آسيا عندما ظهر المنتخب الوطني حينها يقدم مستويات غير مقنعة أمام منتخبات مغمورة.
تشكل الرغبة والطموح سلاح فيربيك في مواجهة التحدي الآسيوي وحسبما ذكر في تصريحات سابقة فإنه سيكون واقعيا في النظرة لفرص العبور للدور المقبل من البطولة وسيكون تركيزه الكبير على مباراتي أوزباكستان وتركمنستان مانحا المنتخب الياباني الأفضلية في المجموعة وذلك قياسا على فارق القدرات والإمكانات ووجود عدد كبير من المحترفين في الدوريات الأوروبية في قائمة (السامواري).
المنافسون الثلاثة
ينافس المدرب الهولندي في مجموعته ثلاثة من المدربين الكبار يتقدمهم هاجيمي مورياسو هو الرجل الذي تحولت إليه اليابان بعد أن أنهت مشوارها في نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2018 في روسيا من دور الـ 16، كما أن اللاعب الدولي السابق ظل يقود منتخب الساموراي الأزرق باقتدار ولم يخسر معه في خمس مباريات منذ توليه المسؤولية.
ويأمل المشجعون اليابانيون أن يستمر منتخب بلادهم في تعزيز رقمه القياسي من خلال تحقيقه لقب كأس آسيا للمرة الخامسة في تاريخه.
أما المنتخب الأوزبكي، وبعد فشله في التأهل لنهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، فقد أعطى المدرب هيكتور كوبر البالغ من العمر 63 عاماً، التفويض لقيادته خلال السنوات الأربع القادمة.
وكان الأرجنتيني هو المدير الفني للمنتخب المصري على مدار السنوات الثلاث الماضية، وغادره بعد مونديال روسيا 2018.
الثالث هو المدرب يازجولي هوجاجليديو، 41 عاماً، من فريق التين عسير الذي أحرز المركز الثاني في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي 2018، ويسعى هوجاجليديو إلى قيادة منتخب تركمانستان إلى بلوغ الأدوار الإقصائية من بطولة كأس آسيا 2019 في ثاني ظهور له في النهائيات.
القائمة النهائية
ضمت قائمة المدرب الهولندي الكلية للنهائيات الآسيوية 50 لاعبا سيختار منهم القائمة النهائية والتي بدأت ملامحها واضحة بالنسبة له ولن تخرج بأي حال من الأحوال من القائمة التي تشارك حاليا في المعسكر الإعدادي الداخلي بغياب بعض العناصر في مقدمتهم قائد المنتخب والحارس الأمين على الحبسي.
يشارك حاليا في التدريبات 30 لاعبا وهم: محمد بن صالح المسلمي وعلي بن سليمان البوسعيدي وصلاح بن سعيد اليحيائي وعلي بن سالم بيت النحار وحارب بن جميل السعدي والمنذر بن ربيع العلوي ومعتز بن صالح عبد ربه وحاتم بن سلطان الروشدي وعبدالله بن فواز بيت عبد الغفور، وبلال بن جلال البلوشي (ظفار) ومحمود بن مبروك المشيفري وخالد بن ناصر البريكي وخالد بن خليفه الهاجري وأحمد بن فرج الرواحي (النصر) ومحمد بن عبدالله البلوشي وعلي بن هلال الجابري وناصر بن علي الشملي وأحمد بن خليفة الكعبي ومحمد بن خصيب الحوسني (النهضة) وياسين بن خليل الشيادي ومحسن بن صالح الغساني وعمار بن رامس الرشيدي (السويق) ومحمد بن صالح الغساني (صحم) ومحسن بن جوهر الخالدي (صحار) وعيد بن محمد الفارسي وسمير بن صالح العلوي (العروبة) بالإضافة إلى المحترفين سعد بن سهيل المخيني (النصر السعودي) وجميل اليحمدي ومحمد بن فرج الرواحي (الوكرة القطري) وأحمد مبارك كانو (مسيمير القطري).
يتوقع ظهور أسماء جديدة في قائمة الأحمر التي شاركت في بطولة كأس الخليج مع مقارنة أن فترة الإعداد للنهائيات الآسيوية تبدو الأفضل وتتيح للمدرب وجهازه الفني ترتيب الأوراق بهدوء حتى تكتمل الصورة وتعكس الجمال والقوة في البطولة الآسيوية.
* منقول
