وردتي..ليتك تعلمين كم عانيت بعد فراقك...
كم تجرعت لوعة الحنين إلى همساتك...
كم عانقت الشوق في غيابك وزرعت أمل لقائك بعد رحيلك لم أعد أشعر بما حولي....
جعلت الصمت مجدافي...ذكريات الماضي تعصرني وتجعلني أتعثر في مسافاتي...
ترتمي أفراحي حزينة في أحضان الشوق.. تنطفىء أنوار آمالي في ظلام اليأس...
وتغرق عِباراتي في دموع الآهات فتنمو جذور الألم وتنبت في طرقاتي..
وردتي يا من أودعت قلبي في أحضانها..
دعيني أحفر أسمك في عروقي وأجعلك جزءاً من أنفاسي وأرسم فوق دموعي حبك. ثقلت أقلامُنا بالكلمات التي لا تنطق..
فالهموم تخنقنا..والألم يعصف بنا...والمجهول يخيفنا..والحنين يقتلنا.
أفتقد نفسي.. أبحث عنها فلا أجدها..أمِدُ لنفسي يداي فلا تلمسني..
أُنادي عليها فلا تسمعني..أقول لها متى تأتيني وتُسعدني..
نعم أنتي نفسي يا أيتها البعيده عني..فيا موجي ولم يبقى سوانا..أليس الحزن في عيني تراه.
.فكُوني لي خير سند وبلغي عني الأحبة سلامي واشتياقي. ظننتُ أن المكان يتسع لكلانا..
كان مُهيء لشخص واحد لذلك توحدنا..أنا وأنتي والقمر.
رحلت.. تركتني وحيداً في صحراء الهجران بين جبال الأحزان وعلى سهول الحرمان..ل
ا أسمع إلّا صدى صوتي وصفير آذاني..حبك تسلل إلى قلبي فأحببتك..
رحلت وثارت براكين الشوق بداخلي واهتزت أركان فوادي..
رحلت فأمطرت سحابة دمعتي وتكثف ضباب حيرتي..
رحلت ومازال طيفك يزورني فيلهب مشاعري ويؤجج نيران اشتياقي لك ويثير أمواج هيامي..
رحلت إلى أين؟ ليتني أعلم. أحببتك أكثر من نفسي، إياكي أن تسألنيني عن دليلي فهل رأيتي وشهدت قبلاً أن رصاصة تسأل القتيل قبل قتله.
رُبما يأتي على الإنسان وقتاً يبيع فيه شيئاً قد شراه في يوم من الأيام، ولكن لا يمكن للإنسان أن يبيع أو يُفرط في قلب قد هواه.
