ندوة «الأمن العربي» تسعى لإعداد استراتيجية تواجه التحديات
دشّنت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أمس في القاهرة، أعمال ندوة الأمن القومي العربي التي ينظمها البرلمان العربي على مدى ثلاثة أيام، بهدف إعداد استراتيجية عربية للحفاظ على الأمن القومي العربي، ومواجهة التحديات الطارئة على المنطقة العربية.
وشارك وفد الشعبة البرلمانية للمجلس الوطني الاتحادي أعضاء البرلمان العربي في أعمال الندوة بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وبمشاركة رئيس البرلمان العربي أحمد محمد الجروان، ولفيف من المسؤولين العرب والمعنيين بالأمن القومي العربي.
ويضم وفد الشعبة البرلمانية أعضاء المجلس الوطني الاتحادي كل من «مصبح بالعجيد الكتبي عضو لجنة الشؤون التشريعية والقانونية وحقوق الإنسان، وسالم بن محمد بن هويدن عضو لجنة الشؤون الاقتصادية والمالي، والدكتورة شيخة عيسى العري عضو لجنة الشؤون الاجتماعية والثقافية والمرأة والشباب».
مرحلة صعبة
وأكّد رئيس البرلمان العربي، أنّ «المنطقة العربية تعيش حاليًا مرحلة صعبة»، محذرًا من خطورة ما تواجهه من تحدّيات خطيرة، سواء من أطماع خارجية تريد الانقضاض على ثرواتها ومقدراتها أو صراعات وفتن داخلية ما فتئت تنخر في جسم الأمة العربية قد ينتج عنها من نتائج يصعب السيطرة عليها.
وأوضح الجروان في كلمته أمام أعمال الندوة، أنّ «التحدّيات الخارجية المستمرة على الشعب الفلسطيني والمستمرة على مدى عقود طويلة، فضلًا عن الأطماع الاستعمارية لتفتيت البلدان العربية والتي امتدت لتشمل تفاعلات داخلية في العالم العربي هي في غالبيتها مدعومة من الخارج وموظّفة للفكر الديني المتطرّف الرامي إلى استهداف أمن واستقرار المجتمعات العربية والنيل من المبادئ السمحة للأديان السماوية».
مخاطر تقسيم
وحذَّر الجروان من مخاطر محاولات التقسيم والتفتيت من المشرق إلى المغرب العربي والتي يجب مواجهتها من خلال تعزيز القدرات الدفاعية والاقتصادية ومواكبة المفاهيم الفكرية والثقافية والمجتمعية المعتدلة التي تناسب مع المجتمعات العربية والتي تعزّز من وضع المواطن العربي وقدرته على مواجهة تلك المتغيرات، مشدّداً على ضرورة الاهتمام ببناء مجتمعات متعلّمة وذات وعي وثقافة حقيقية، باعتبارها الحصن الحصين للأمن القومي العربي.
وأشار إلى أنّ «مكافحة ظاهرة الإرهاب والقتل التي بدأت تدخل في كثير من المجتمعات لابد من معالجتها عن طريق التربية والتعليم السويين ونشر الفكر الثقافي الساعي إلى التنمية والإعمار وليس التخريب والهدم»، مؤكّداً أنّ مسؤولية التربية والثقافة المجتمعية تقع على عاتق كل فرد كما أنّ الجزء الأكبر من المسؤولية عن كل من قطاعي التعليم والإعلام.
تعميق مفاهيم
من جهته، أكّد رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب، أهمية هذه الندوة لتبادل الخبرات في مجال حماية الأمن القومي وتعميق المفاهيم الديمقراطية، موضحًا أنّها «تنعقد في ظل ظروف إقليمية أصبح الإرهاب فيها مخلبًا ينهش في جسد الأمة».
ودعا محلب في كلمته التي ألقاها نيابة عنه وزير العدالة الانتقالية ومجلس النواب المستشار إبراهيم الهنيدي إلى إصدار توصيات للتصدّي للمخاطر التي تواجه الأمن القومي وترقى لتطلعات وآمال الشعوب التي تنشد الأمن والاستقرار.
نقطة فارقة
وحذّر محلب من تنامي ظاهرة الإرهاب عربيًا ودوليًا بهدف التأثير على سياسات الدول من خلال محاولات التخويف والترويع، موضحًا أنّ «ثورات الربيع العربي التي شكّلت نقطة فارقة في دول المنطقة انتهز خلالها الإرهابيون الفوضى التي نتجت خلال هذه الثورات لبث الخوف والترويع من أجل تحقيق أهداف سياسية».
«سايكس بيكو» جديدة
بدوره، حذّر الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى، من مخطط لـ «سايكس بيكو» جديدة تستهدف تقسيم المنطقة إلى دويلات ونظام إقليمي جديد يخدم مصالح خارجية، مؤكدًا أنّ «ما شهدته الدول العربية يكشف رفض الشعوب العربية للعيش في العصور الظلامية، وأنّها عازمة على العيش في الدولة المدنية الديمقراطية»، منوهًا أن ما «حدث في تونس هو نتيجة للتطورات التي شهدتها مصر، وتأكيدًا للرأي العام برفض خلط الدين بالسياسة، وأن ما يشهده العالم العربي ستكون له نتائجه على المسار الديمقراطي».
محاور ندوة
تناقش ندوة الأمن القومي العربي على مدى ثلاثة أيام عدداً من المحاور منها المحور السياسي والاقتصادي والأمني والعسكري والإعلامي والثقافي والمحور التربوي والاجتماعي. ويتحدث فيها نخبة من المتخصصين في هذه المجالات من بينهم د.مصطفى الفقي الكاتب والمفكّر السياسي المصري، ود. محمد حسين أبو صالح الأستاذ بالأكاديمية العسكرية العليا بالسودان، واللواء خالد البوعينين المزروعي رئيس معهد الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري بدولة الإمارات العربية المتحدة.
