اتحاد الكرة يدرس قرار البديل بهدوء.. وتسريبات عن مرشح هولندي
فيربيك .. جدل البداية والنهاية
استقبل الجمهور الرياضي نبأ مغادرة الهولندي بيم فيربيك عن تدريب المنتخب الوطني الأول لكرة القدم بتباين في وجهات النظر بين حزين وآخر راض لحد ما وغير منزعج من القرار الذي اتخذه المدرب واعتمده مجلس إدارة اتحاد الكرة. الغالبية تبدو حزينة على رحيل الهولندي على ضوء ردود الأفعال التي ضجت بها وسائل التواصل الإعلامي وتستند في موقفها على أن المدرب رغم البدايات المتعثرة لكنه أثبت وجوده وبرهن على قدرات كبيرة وأن الإيجابيات التي شهدتها فترته أكثر عن السلبيات التي لا يخلو منها أي عمل خاصة إذا ما تعلق بكرة القدم التي يعتمد النجاح فيها لأمور عديدة وبعضها ليس بيد المدرب.
الأصوات التي استقبلت القرار بالرضا ترى أن فيربيك قدم كل ما عنده في الفترة التي قاد فيها الأحمر وتجاوزت العامين ورغم جهده الكبير إلا أن الحصاد الذي تحقق في عهده كان يمكن أن يكون أفضل مما كان.
على صعيد المسؤولين في اتحاد الكرة هناك إجماع كبير على أن رحيل المدرب الهولندي يمثل خسارة كبيرة للكرة العمانية وذلك بناء على معطيات فترة عمله والتي شهدت تطورا فنيا واضحا على أداء المنتخب الوطني بداية من كأس الخليج التي نال لقبها ونهائيات أمم آسيا التي تأهل فيها للدور الثاني وكان قريبا من تحقيق نقلة كبيرة ونوعية والوصول لدور الثمانية لولا الخسارة أمام إيران.
لسان حال رئيس الاتحاد وجميع الأعضاء يقول إن المدرب الهولندي ترك بصمة واضحة على الكرة العمانية وحقق نجاحات من الصعب التشكيك فيها أو الاختلاف عليها ويجدون أنفسهم اليوم في موقف صعب يفرض عليهم التعاقد مع مدرب كفء لا يقل قدرات وخبرات عن فيربيك وينجح في إكمال مسيرة التطور التي بدأها.
شهدت مسيرة المدرب الهولندي الكثير من المحطات التي تبرز ما قدمه من جهد خلال فترته ونقف عند بعضها في السرد التالي:
غياب يثير الشائعات
تعاقد اتحاد الكرة مع المدرب الهولندي خلفا للإسباني لوبيز الذي قاد المنتخب في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم الماضي في روسيا ونهائيات أمم آسيا معا ولم يحقق النتائج المرجوة وكان على المنتخب أن يخوض ملحق التصفيات الآسيوية ليضمن وجوده في نهائيات أمم آسيا 2019 وهذا ما شكل هدف واستراتيجية عمل المدرب الهولندي وحل منتخبنا الوطني في المستوى الأول ضمن القرعة التي أجريت للتصفيات التكميلية المؤهلة إلى كأس آسيا 2019.
خاض المنتخب أول مبارياته في ملحق التصفيات في يوم 28 مارس 2017 في غياب المدرب لظروف أسرية اضطرته السفر لبلاده ليشرف مساعداه مهنا ووليد على المباراة أمام بوتان، حيث تمكن المنتخب من فك عقدة التسجيل ويسجل 14 هدفا في أول لقاء في مشوار التصفيات التكميلية لأمم آسيا.
رغم غياب المدرب إلا أنه شارك في تجهيز الفريق ووضع التشكيلة وتابع المباراة ولذلك لم تكن بصمته غائبة.
رغم الفوز التاريخي للأحمر إلا أن غياب المدرب ترك الكثير من علامات الاستفهام وظهرت بعض الشائعات حول إمكانية عدم عودته وهو ما سارع اتحاد الكرة لنفيه ليعود المدرب ويواصل عمله بالفعل.
قاد المدرب المنتخب في يوم 2 من يونيو 2017 في مباراة ودية أمام سوريا وانتهت بالتعادل 1 -1، على أرضية ملعب السلطان قابوس ببوشر.
خاض بيم فيربيك أول لقاء رسمي غير ودي مع المنتخب، يوم 14 مع منتخب فلسطين ضمن التصفيات وخسره الأحمر بنتيجة 1 / 2، ليدخل بعدها المنتخب في فترة راحة طويلة وعاد في أغسطس لاستكمال المشوار الآسيوي.
التركيز على الإعداد
اعتمد المدرب الهولندي على الإعداد المثالي في تجهيز اللاعبين وإقامة التجمعات الداخلية والمعسكرات الخارجية للتعرف أكثر على اللاعبين وفي أغسطس 2017 خاص المنتخب الوطني معسكرا في النمسا، بدأ في الثاني من أغسطس، وفي 23 من الشهر ذاته أنهى المنتخب معسكر النمسا بنجاح من خلال الفوز في أولى التجارب على نادي فولسفبورج النمساوي بخماسية نظيفة، قبل أن يخسر تجربته الثانية أمام نادي أودينيزي الإيطالي بهدف نظيف، ثم عاد وخسر التجربة الثالثة أمام نادي الوحدة الإماراتي بهدفين مقابل هدف، ليختتم تجربته الودية بتفوق على نادي جوريكا السلوفيني بـ 3 أهداف نظيفة. وبعد العودة من النمسا خاض المنتخب الوطني وفي 30 من أغسطس لقاء وديا مع منتخب أفغانستان، حيث تمكن من الفوز بنتيجة 2 – 0.
قاد فيربيك الأحمر في المواجهة الرسمية الثالثة في يوم 5 من سبتمبر 2017 وتمكن المنتخب الوطني من عبور المالديف والوصول إلى النقطة السادسة في مجموعته، بعد فوزه على منتخب المالديف بخماسية نظيفة وفي 14 من الشهر ذاته قفز تصنيف المنتخب إلى المركز 112، بعد أن تمكن من تسجيل انتصارين، الأول كان وديا والثاني رسميا حافظ فيها منتخبنا الوطني على حظوظ التأهل التي نالها منذ قرعة التصفيات.
التأهل للنهائيات
أعلن المنتخب الوطني يوم 10 أكتوبر 2017 تأهله رسميا إلى نهائيات أمم آسيا بعد أن بلغ النقطة التاسعة في مجموعته، حيث تمكن من أن يفوز خلال هذه الجولة على منتخب المالديف في جولة الإياب.
وخاض المنتخب الوطني لقاء الإياب في بوتان وانتهى لمصلحة الأحمر برباعية مقابل هدفين للفريق صاحب الأرض واكتمل مشوار المنتخب في التصفيات بالفوز على منتخب فلسطين بهدف وحيد ليتصدر مجموعته بجدارة.
رغم التأهل بجدارة إلا أن المستويات الفنية للأحمر لم تحظ بالقبول وحاصرت المدرب بعض الشكوك والتي وصلت حد المطالبة بإقالته.
تغيير الصورة
استبق التوجه للمشاركة في بطولة كأس الخليج التي أقيمت في الفترة من 20 ديسمبر 2018 إلى الخامس من يناير 2019 تقييما بعيدا عن اليقين بالنجاح عند الغالبية من جماهير وإعلاميين ومراقبين وحتى بعض أعضاء مجلس إدارة الاتحاد.
لم تغب هذه الآراء ووجهات النظر عن بال المدرب الهولندي وهو يغادر مع فريقه إلى الكويت ويعلم أن المشاركة في بطولة كأس الخليج تمثل الفرصة الأخيرة له وأي إخفاق فيها كان يعني رحيله من الكويت مباشرة إلى بلاده.
تبدل المشهد في الكويت تماما وتحول المدرب الهولندي لبطل ويحصل على شبه الإجماع بأنه المدرب المناسب لتحقيق الأحلام الكبيرة.
نجح فيربيك بدرجة كبيرة في بطولة كأس الخليج الثالثة والعشرين بالكويت واكتسب الشهرة والإشادة من خلال العروض القوية التي قدمها المنتخب الوطني ونتائجه الباهرة والتي بدأت بالخسارة أمام منتخب الإمارات بهدف ورغم ذلك تصدر المنتخب الوطني المجموعة الأولى متقدما على المنتخب الإماراتي بفارق نقطة وبرصيد 6 نقاط من انتصارين على الكويت بهدف نظيف، والسعودية بهدفين.
وبلغ المنتخب الوطني النهائي بفوزه على البحرين 1-صفر في نصف النهائي، بينما تأهلت الإمارات على حساب العراق بركلات الترجيح (4-2)، بعد تعادل المنتخبين سلبا في الوقتين الأصلي والإضافي.
خلال المباراة الأخيرة على اللقب نجح الأحمر في تحقيق البطولة عبر ضربات الترجيح بعد أن انتهى اللقاء بالتعادل السلبي.
قبول ودعم
منح لقب بطولة كأس الخليج فيربيك ثقة ودعما كبيرين من الجماهير واتحاد الكرة ليذهب إلى نهائيات أمم آسيا والكل يعيش حالة من التفاؤل بأن يواصل المدرب نجاحاته ويحقق قفزة كبيرة في مشاركات المنتخب الوطني في النهائيات القارية.
بدأ المنتخب مسيرته في نهائيات أمم آسيا 2019 التي أقيمت مؤخرا في الإمارات بلقاء أمام منتخب أوزبكستان يوم 9 يناير وخسر بهدفين مقبل هدف ليلعب المباراة الثانية أمام اليابان وخسرها أيضا بهدف وفي المباراة الثالثة نجح في تحقيق الفوز على تركمنستان بنتيجة 3 مقابل واحد ليصعد لدور الـ16 ضمن أفضل الثوالث في البطولة.
لعب المنتخب الوطني أمام منتخب إيران في دور الـ16 وخسر بهدفين نظيفين ليودع البطولة بتحقيق نقلة كبيرة ووصول إلى الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخ مشاركاته الثلاث الماضية التي كان يودع فيها من الدور الأول.
المفاجأة
عقب نهاية مشاركة المنتخب الوطني في نهائيات أمم آسيا ورغم أن الفرحة كانت ناقصة وما صاحبها من تداعيات بشأن تصريحات صدرت من المدرب إلا أنه لا أحد توقع ظهور أي مؤشرات بشأن نهاية رحلة فيربيك مع الكرة العمانية.
سافر المدرب عقب نهاية المشوار الآسيوي لبلاده وكان المقرر أن يعود في الثاني من الشهر الجاري ويبدأ التخطيط للمرحلة المقبلة لتظهر المفاجأة ويتسرب حديث سري عن رحيل المدرب وهو ما أعلن رسميا في اجتماع مجلس إدارة اتحاد الكرة الأسبوع الماضي.
البديل
كانت هناك أخبار سبقت اجتماع مجلس إدارة اتحاد الكرة تتحدث عن أن الموافقة على رحيل فيربيك سيقترن بقرار آخر بتعين خليفته وأن مجلس الإدارة لديه عدد من الخيارات ومن بينها مدرب هولندي معروف رشحه فيربيك نفسه.
لم يصدر اتحاد الكرة أي قرار بشأن البديل وقرر التمهل وإخضاع القرار لمزيد من الدراسة وكلف مهنا سعيد بتولي المهمة وسيساعده وليد السعدي.
ستكشف الأيام المقبلة الجديد في ملف المدرب الجديد والذي سيواجه بكل تأكيد تحديا كبيرا وتحاصره طموحات كبيرة للجماهير باستمرار النقلة والتطور.
* منقول
