أنباء عن خطة لإزالة “مسجد تاريخي”.. والأهالي يرفضون ويطالبون بالتدخل
عبّر أهالي قرية سرور التابعة لولاية سمائل عن رفضهم لهدم أحد المساجد الأثرية والتاريخية في قريتهم، بعد ورود أنباء عن خطة لبلدية سمائل للقيام بذلك؛ وفقًا لقرار صادر من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، داعين البلدية إلى العدول عن هذه الخطوة، ومطالبين في الوقت نفسه وزارة التراث والثقافة بسرعة التدخل لحماية المسجد الذي قالوا بأنه تاريخي.
وقال الشيخ عبدالله بن ناصر الندابي – شيخ المنطقة- بأن الأنباء المتداولة تفيد باستعداد بلدية سمائل وبتوجيهات من وزارة الأوقاف والشوؤن الدينية لإزالة مسجد “الفج” الأثري الذي يُعد من أقدم المساجد في القرية، موضحًا بأن مصادر مطلعة ذكرت لهم بأن الخطوة تهدف إلى الحد من ممارسات يقوم بها البعض في المسجد كأعمال النذر وغيرها.
وذكر الندابي بأن الأهالي يؤكدون انحسار مثل هذه الممارسات نتيجة الوعي المتزايد، وعليه فإن إزالة المسجد بما يمثله من قيمة تاريخية يُعد تعديًا على القرية، وعلى رموزها التاريخية والأثرية، حيث يُعدّ المسجد أحد الشواهد التاريخية والثقافية والدينية، ومنارة ثقافية ودينية منذ عشرات السنين.
وأشار الندابي إلى أن أهالي القرية دعوا الجهات المعنية بما فيها وزارة التراث والثقافة إلى التدخل السريع، مطالبين في الوقت نفسه الوزارة بترميم المسجد بعد الأضرار الكبيرة التي لحقت جدرانه. بالإضافة إلى وضع لوحات إرشادية وتوعوية في موقع المسجد للحد من الممارسات الخاطئة.
وأكد الندابي بأن الأهالي لا مانع لديهم بأن يتم إغلاق المسجد – إن تطلب الأمر- مع فتحه في أوقات محددة وفي مختلف المناسبات. قائلا بأن الحجج التي يُتحجج بها لإزالة المسجد يُمكن التغلب عليها عبر تعاون الجهات المعنية مع أهالي القرية.
من جهة أخرى حظي موضوع إزالة مسجد الفج في قرية سرور باهتمام بعدما قام بعض سكان القرية بالنشر عنه في وسائل التواصل الاجتماعي، ومن ذلك تغريدة رصدتها “أثير” للدكتور سيف الرمضاني ذكر فيها: أي عصر نعيـــش ؟! بتوجيه من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بلدية سمائل تستعد لهدم مسجد الفج الأثري ؛ أقدم مسجد في سرور .. سجل تاريخها وذكريات أهلها والمسافرين عبرها ، ومكان إقامة صلاة العيدين فيها منذ مئات السنين وحتى اليوم ؛ بدعوى أنه تقام فيه النذور !”
وغرّد سعادة سالم المحروقي وكيل التراث بوزارة التراث والثقافة ردًا على الموضوع قائلا “جاري التدخل والمتابعة لمعرفة الحيثيات، للوزارة صلاحية الإيقاف متى كان ذلك موجبا”.
وأضاف سعادة الوكيل في تغريدة أخرى عن الموضوع” مثل هذه الواقعة نادرة واستثنائية لوجود توجيهات وقرارات نافذة وتنسيق أكثر كفاءة من السابق وتعاون وحرص مشترك من كل الجهات المعنية مثل الإسكان والبلديات مثلا وبلدية مسقط .. كل التقدير إلى الجميع لما فيه الصالح العام”.
وعلّق أحمد بن محمد التميمي مدير دائرة التراث والثقافة بمحافظة الداخلية حول الموضوع عبر تغريدة قال فيها ” اذا هناك خلل، وعلى وزارة الأوقاف معالجته في عقول الناس عن طريق الوعظ والإرشاد وفي خطب الجمعة وليس في هدم المساجد، هناك حلول أولية قبل اللجوء إلى الحل الأخير بالهدم. جاري متابعة حيثيات الموضوع والتصريح بهدم المباني التاريخية من اختصاص وزارة التراث والثقافة”.
يُذكر أن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية وبلدية سمائل لم تردان على الموضوع ولم تنشران عنه شيئًا حتى كتابة هذا الخبر.
