قصة الهاجري .. مـن يحــمل سلاح هدم النجوم ؟

أجرى الحوار: ياســــــر المنـــــا –
جاء تخطي قائمة المنتخب الوطني الأول للاعب خالد الهاجري ليلفت الأنظار للأسباب التي دفعت الجهاز الفني لعدم اختيار أحد أبرز اللاعبين الذين ظلوا يمثلون الخيار الأفضل في التشكيلة ونادرا ما يغيب عنها طوال المشاركات الأخيرة للأحمر.
برز اللاعب خالد الهاجري بصورة رائعة في عهد المدرب الهولندي بيم فيربيك وبات عنصرا أساسيا في تشكيلته بعد أن قدم مستويات فنية رائعة وقوية في كل المباريات بداية خاصة في بطولة كأس الخليج الماضية التي ساهم مع زملائه في حصول المنتخب الوطني على لقبها بجدارة.
لماذا غاب الهاجري عن قائمة الأحمر التي ستشارك في دورة ماليزيا الودية والتي تعتبر المحطة الأولى في عهد المدرب الهولندي الجديد اروين كومان الذي تم التعاقد معه بديلا لمواطنه بيم فيربيك الذي تقدم باستقالته عقب عودة المنتخب الوطني من المشاركة في نهائيات أمم آسيا 2019؟؟.
الواقع يقول: إن أسباب الاستبعاد قياسا بما يقدمه اللاعب من عطاء جعله النجم المفضل للهولندي فيربيك رغم بعض الأصوات التي تنتقد مردود اللاعب تبدو بعيدة عن أي رأي فني في قدرات اللاعب أو مستواه الفني أو أي أسباب أخرى لهذا حرص « عمان الرياضي» على معرفة الأسباب والاتصال مباشرة باللاعب الهاجري.
كشف اللاعب عن مفاجأة قوية في حديثه أزاحت الإرهاصات التي كانت تشير إلى أن سبب خروجه للمرة الأولى عن القائمة يعود لسبب غيابه عن مباريات النادي في الفترة الماضية وتحديدا في الجولات التي أعقبت المشاركة في نهائيات أمم آسيا.
الحقيقة التي يمكن معرفتها من حديث اللاعب الهاجري تثير أمرا في غاية الخطورة وتدل على أن الأصوات سواء كانت في المدرجات أو وسائل التواصل الاجتماعي أو وسائط الإعلام يمكنها أن تؤثر في إيجاد رأي سلبي تجاه اللاعب وتتــــــغلب على الرؤية الفنية إذا ما وضعنا في الاعتبار أن اللاعب خالد الهاجري قدم مستويات فنية طيبة في مسيرته مع الأحمر وتوج هدافًا للتصفيات الآســــــــــيوية الماضية برصيد 8 أهداف كان آخرها هدفه في شباك منتخب فلسطين والذي كفل للمنتخب الوطني الفوز ومنحه صدارة المجموعة.
يعتبر خالد الهاجري من اللاعبين الشباب وعمره لا يتجاوز الـ24 سنة وأمامه متسع من الوقت لكسب الخبرة وتجاوز بعض الأخطاء وصقل قدراته وموهبته ليتصاعد مستواه الفني إلى الأفضل مع كثرة اللعب وتوجيهات الجهاز الفني.
صحيح واجه الهاجري انتقادات في بعض المباريات باعتباره مهاجما غير قناص ولا يسجل الأهداف ولكن سبق للمدرب الهولندي فيربيك أن دعم لاعبه بقوله إنه راضٍ عمّا يقدمه لاعبه والذي وصفه بأنه يقوم بدوره كاملا في الملعب حسب الخطة وليس مطلوبا منه دائما تسجيل الأهداف فهو يقوم بواجبات ربما لا تراها الجماهير ولا تشعر بقيمتها في دعم الفريق وخط الهجوم على وجه التحديد.
رحل فيربيك وخرج مباشرة الهاجري من أول قائمة أعلنت في الفترة الانتقالية ما بين نهاية مسيرة فيربيك وبداية عهد مواطنه كومان.
يشرح اللاعب خالد الهاجري القصة كاملة في نقاط وضع فيها حروف الشفافية والصراحة وهو يرد على كل الأسئلة.
■ لماذا تم استبعادك من قائمة المنتخب الوطني الحالية؟
– تلقيت اتصالا قبل إعلان القائمة من مساعد مدرب المنتخب وليد السعدي والذي يعد من المدربين أصحاب الفضل في ظهوري وذكر لي أنني لن أكون ضمن القائمة ويجب أن أعمل على تجاوز الضغوط ثم العودة بقوة بجانب أن المدرب يريد الوقوف على مستويات مهاجمين جدد سيتم اختيارهم في القائمة.
■ هل كانت الأسباب مقنعة من وجهة نظرك؟.
– بكل صراحة لم تكن مقنعة أبدا ولكن ماذا يمكن أن أفعل غير أن أقبل بهذا القرار وإن كنت أرجعه إلى تأثر واضح ببعض الآراء التي تصدر من الجماهير أو الإعلاميين بشأن مردودي مع المنتخب وحديثهم عن كوني لا أسجل الأهداف دائما وطالما أنني مهاجم يجب أن أسجل في كل مباراة هدفا وهدفين وهذا أمر بالطبع غريب وعجيب وهنا أريد أن أوضح أن أصحاب الانتقادات للأسف لا يقيّمون الأداء والأدوار التي أقوم فيها داخل الملعب والتزامي بخطة المدرب ودائما ما كنت أجد الدعم والثناء من الهولندي فيربيك حتى عندما لا أسجل أو أهدر بعض الفرص ولكن مع رحيل فيربيك تبدلت الصورة.
■ هل تعتقد أن غيابك عن المشاركة مع ناديك في بعض المباريات الماضية من ضمن أسباب عدم الاختيار؟.
– لا أعتقد ذلك ودعني أوضح لك أن غيابي كان لسبب طبي وحرصا مني على أن أكون في قمة الجاهزية حفاظا على مستواي الفني والأمر يعود لشعوري بألم في الركبة ونصحني الطبيب بضرورة العلاج الطبيعي وتدريبات خاصة وبعد العودة من المشاركة في نهائيات أمم آسيا ارتحت ليوم واحد فقط وفي اليوم التالي بدأت أنفذ في برنامج طبي وتأهيلي لذلك غبت عن فريقي النصر في عدد من المباريات من بينها مباراتي كأس الاتحاد الآسيوي وبعد أن شعرت بالتعافي عدت وشاركت وكنت متواجدا في الجولات الأخيرة الماضية.
■ لكن هذا لا ينفي ما يتردد عن أن ثمة خلافا بينك وبين نادي النصر حول مستحقاتك المالية؟.
– لا أنكــــــــر أن هناك خلافات مالية وسبق أن طالبت الإدارة بحل الموضوع وتلقيت وعدا ولكن لم يطرأ أي جديد حتى اليوم ورغم ذلك أنا مستمر في التدريبات والمباريات ولن أرهن مشاركتي بوفاء الإدارة بالتزامها وذلك حرصا مني على نجاح تجربتي مع فريق النصر.
■ ألم تتأثر نفسيا بعدم اختيارك للمنتخب بعد أن كنت أساسيا طوال السنوات الأخيرة الماضية؟.
– بالطبع من ناحية حرصي على أداء الواجب الوطني عبر مشاركتي مع المنتخب ولكن من زاوية أخرى تعاملت مع الأمر بروح رياضية واعتبرته فرصة لمراجعة نفسي وتقييم مستواي في الفترة الماضية والاجتهاد لتقديم الأفضل والسعي للعودة من جديد للقائمة في المرات القادمة إن شاء الله.
■ هل يزعجك انتقاد بعض الجمهور والنقاد لمستواك الفني وإلى أي مدى ترى أنهم أثروا على القرار الفني؟.
– صراحة لم يؤثر فيني الأمر سلبا بل أعده من الحوافز والدوافع لتجويد الأداء وتقديم الأفضل وأجد العذر للبعض لأنهم لا يعرفون ما يريده مني المدرب في الملعب والذي لا يقلل من دوري كمهاجم وعن نفسي أشعر بالرضا الكامل عما قــــــــدمته في كل المباريات التي شاركت فيها وصحيح في بعض الأحيان لا تكون في يومك ولا تقدم المستوى الذي يرضيك أولا قبل الجماهير، ولا يمكن استبعاد تأثر القرار الفني بتلك الأصوات التي ترى في خالد الهاجري مهاجما غير قناص واحترم هذا وذاك.
■ مــــاذا تريـــــــــــد أن تقــــــــــول فـــــي خــــــتام حـديثك؟.
– أشكر الجميع وكل الذين قدموا لي الدعم ومن انتقدوني بغرض دعمي وتطور مستواي الفني وأقول للجميع إن أي لاعب يحتاج للدعم والمساندة ليطور من قدراته ولا للأصوات التي تنشر الإحباط وتقلل من قيمة أي لاعب فهذا لا يساعده في التحسن بل يدمره نفسيا ويفقد الكرة العمانية المواهب في الوقت الذي تبحث فيه عن اللاعبين الذين يستطيعون تحقيق الطموحات المرجوة.
ولكم الشكر في «» على الاهتمام والبحث عن الحقيقة بغرض دعم اللاعبين الذين يمثلون الكرة العمانية وأجدد تأكـــــــــيدي بأنني لا أشعر بالغضب تجاه القرار الفني أو الأصوات التي ترى في خالد الهاجري مهاجما غير مفيد، وأعد الجميع بأن استمر في جهدي ومضاعفة العمل مع فريقي النصر حتى أقدم النموذج الأفضل للاعب الكرة الذي يجب أن تزيده المواقف الصعبة قوة ورغبة في التطور وتقديم الأداء الأفضل في مسيرته الكروية.