طلائع قوات البيشمركة في عين العرب...]
عبرت طليعة مقاتلي البيشمركة العراقيين الحدود التركية إلى عين العرب السورية لتنسيق عملية دخول العشرات من رفاقهم المدججين بالسلاح إلى المدينة الكردية لمساندتها في معركتها ضد تنظيم داعش بعد يوم من دخول مجموعة مشابهة من الجيش الحر، في وقت أبدى رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني استعداداه لإرسال المزيد من قواته، فيما تواجه هيئة الأركان التركية حرجاً إعلامياً بالغاً بعد نشر وسائل إعلام مقطع فيديو يظهر حواراً بين جنود أتراك ومقاتلين من داعش وجهاً لوجه على الشريط الشائك بين سوريا وتركيا، ونفت هيئة الأركان بشدة أن يكون الأمر تنسيقاً مع التنظيم الإرهابي.
ودخلت أول مجموعة من مقاتلي البيشمركة الأكراد مدينة عين العرب (كوباني) السورية المحاصرة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مجموعة أولى مؤلفة من نحو عشرة من مقاتلي البيشمركة عبرت إلى كوباني من تركيا. وقال مسؤولون أكراد وأتراك إن من المتوقع وصول مجموعة أكبر خلال ساعات.
وضع الخطط
وقالت القيادية بوحدات حماية الشعب وهي الجماعة المسلحة الكردية الرئيسية التي تدافع عن المدينة، مريم كوباني: «تم إبلاغي بأن هذه المجموعة الأولية جاءت لتضع خططاً لاستراتيجيتنا للتقدم». وأضافت: «ينبغي أن يعدوا العدة حتى يتم توزيع البيشمركة في مواقع بحسب احتياجاتنا».
بدوره، كتب المسؤول الكبير في الحزب الديمقراطي الكردستاني في العراق هيمين هورامي على حسابه على «تويتر» إن البيشمركة دخلوا فعلا إلى كوباني وهم يقيمون الوضع لمعرفة أين يمكن نشر الأسلحة الثقيلة.
ووصل نحو 100 مقاتل من البيشمركة بالطائرة في جنوب شرق تركيا أول من أمس وانضمت لهم في وقت لاحق قافلة برية من مركبات تحمل أسلحة ثقيلة بينها مدفع وأسلحة آلية ثقيلة مثبتة على شاحنات.
وفي مجمع تحميه قوات الأمن التركية قرب بلدة سروج الحدودية، قال مراسل لـ«رويترز» إن المقاتلين كانوا يرتدون الزي المموه ويعدون أسلحتهم.
وذكر أحد قادة المقاتلين السوريين عبد الجبار العكيدي ومسؤول ثان في الحكومة التركية أن نحو 200 مقاتل من الجيش السوري الحر دخلوا كوباني عبر تركيا لدعم المقاتلين هناك.
دعم بارزاني
كما قال رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني إن الإقليم على استعداد لإرسال مزيد من القوات إلى كوباني إذا طلب منه ذلك.
وذكر في بيان انه سيرسل قوات إضافية: «إن اقتضت الظروف الميدانية ذلك وطلب منا هذا وفسح الطريق أمامه من أجل حماية كوباني ودحر الإرهابيين في غربي كردستان».
وقال مدير مكتب رئاسة كردستان فؤاد حسين: «إذا هزمت داعش الأكراد في كوباني فسيكون هناك رد فعل من الأكراد في جميع أنحاء العالم بما في ذلك تركيا». وتابع: «هناك تفاعل واسع.. ما يحدث هنا.. ما يحدث في كوباني وما يحدث في تركيا.. هذه أحداث تؤثر على بعضها البعض لذا ينبغي علينا السيطرة عليها».
قتلى وغارات
ميدانياً، ذكر المرصد ان 11 مقاتلاً من وحدات حماية الشعب قتلوا في الاشتباكات. كما افاد عن مقتل عدد كبير من عناصر تنظيم داعش ونقل عن «مقاتلين وشهود رؤيتهم العديد من جثث هؤلاء ملقاة في الشوارع لساعات من دون ان ينتشلها أحد».
من جهة أخرى، أفادت القيادة المركزية الأميركية أن القوات الأميركية وجهت عشر ضربات جوية لأهداف تابعة لتنظيم داعش قرب عين العرب.
وكانت الغارات في محيط كوباني ضمن 12 غارة شنتها مقاتلات وقاذفات أميركية في سوريا. وقالت القيادة إن الضربات في محيط كوباني أصابت وحدتين صغيرتين ودمرت سبعة مواقع قتالية وخمسة مبان. كما ألحقت الضربات أضراراً بمقر بالقرب من دير الزور ومبنى أمني قرب الرقة.
علاقة بـ«داعش»
في الأثناء، نفت رئاسة الأركان التركية، ما ذكرته بعض وسائل الإعلام التركية، حول وجود علاقة بين تركيا وتنظيم داعش.
وقالت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء إن توجيه الاتهام إلى رئاسة الأركان جاء استنادا إلى مقطع فيديو، يظهر جنوداً أتراكاً يحاورون شخصين على الجانب السوري من الحدود، تردد أنهما من مقاتلي التنظيم.
وأوضحت هيئة الأركان في بيان لها؛ أن ما تداولته بعض الصحف التركية تحت عناوين: «بالفيديو: إليكم الدليل على علاقة أنقرة بداعش»، و«هذه الصور تودي إلى المحكمة الجنائية الدولية»، هو «عار عن الصحة تماماً، والهدف من ورائه تشويه سمعة القوات المسلحة التركية».
وجاء في البيان: «لاحظت دورية للجيش التركي على خط الحدود التركية السورية، عند بلدة سوروج، بولاية شانلي أورفة، اقتراب شخصين من الجانب السوري إلى المنطقة المزروعة بالألغام، عندها حذرهم الجنود من الاقتراب أكثر، وإلا سيتعرضون لإطلاق النار، فأجاب الشخصان بأن الحدود تمتد حتى الشريط الشائك، وعادا بعد ذلك أدراجهما نحو الأراضي السورية».
موقف النظام
اعتبرت دمشق ان سماح تركيا بدخول «قوات أجنبية» إلى عين العرب (كوباني بالكردية) «انتهاك سافر» للسيادة السورية، بحسب بيان لوزارة الخارجية.
واتهم بيان صادر عن الخارجية نشرته وكالة الأنباء الرسمية (سانا) تركيا بـ«التدخل السافر في الشأن السوري من خلال خرق الحدود السورية في منطقة عين العرب بالسماح لقوات اجنبية وعناصر ارهابية تقيم على اراضيها بدخول الأراضي السورية ما يشكل انتهاكاً سافراً للسيادة السورية».
