النقاد والمحللون: برانكو رجل المرحلة القادمة
بعد اختيار المدرب الجديد للمنتخب الوطني الأول
بعد طول الانتظار .. ثبتت الرؤيا وظهر المدرب الجديد الذي طال انتظاره وكثر عنه الحديث وهو المدرب الكرواتي برانكو ايفانوفيتش من المدرسة الكرواتية الذي أبرم اتحاد الكرة تعاقده معه لقيادة الأحمر في الاستحقاقات القادمة لمدة موسمين ليكتب السطر الأخير في حكاية المدرب القادم للمنتخب الوطني الأول وتبدأ مرحلة جديدة للكرة العمانية مع المدربين وحلم عماني كبير يتمنى عشاق كرة القدم العمانية أن يتحقق على يد برانكو، فكيف يرى الوسط الرياضي مستقبل كرتنا العمانية بعد هذا التعاقد؟ وما هي الأولويات للمرحلة القادمة؟ وما هي أحلام جماهيرنا الوفية معه؟ وهل بالفعل برانكو هو رجل المرحلة القادمة ؟
«عمان الرياضي» ناقش هذه الأسئلة وغيرها مع مسؤولي اتحاد الكرة والأندية والمدربين.
محسن المسروري: برانكو رجل المرحلة القادمة لعدم توفر خيارات كثيرة!
قال محسن المسروري النائب الأول لرئيس اتحاد الكرة: تم التعاقد مع المدرب الكرواتي برانكو وفي اعتقادي الشخصي أنه رجل المرحلة القادمة لعدة اعتبارات أولا نحن في منتصف الموسم ولا تتوفر خيارات كثيرة أو نوعية من المدربين ويبقى برانكو هو أفضل الخيارات التي وصلتنا والسير الذاتية التي تلقاها اتحاد الكرة في المرحلة الماضية.
وأضاف: ما يميز برانكو وشجعنا على الاختيار أنه على دراية ومعرفة كافية بالمنطقة والكرة العربية واللاعبين العرب والخليجيين على وجه الخصوص بحكم تجربته الثرية مع الأندية والمنتخبات في القارة الآسيوية وأيضا لضيق الوقت وإننا بحاجة إلى أن يكون المدرب القادم على دراية بمستوى المنتخبات المنافسة لنا في التصفيات الآسيوية المشتركة والتي يتواجد فيها المنتخب حاليا سواء لنهائيات أمم آسيا أو تصفيات كأس العالم القادمة بدولة قطر 2022 بالإضافة إلى أن برانكو من المدربين المعروفين بشخصية قوية ويحمل سيرة ذاتية حافلة وله تكتيكه الخاص بالإضافة إلى اتجاه اتحاد الكرة في المرحلة الحالية إلى المدرسة الأوروبية الشرقية على كل المستويات.
وحول مستقبل الكرة العمانية مع برانكو قال المسروري: بطبيعتنا متفائلون دائما وأن نحصد نتائج إيجابية بإذن الله ولا بد أن تواجه بعض الصعوبات والتحديات في الطريق لتحقيق النجاحات ويبقى أهمها طبيعة العمل في الأندية ولا قصور من إدارات الأندية ولكن كلنا يعلم الوضع المالي لأنديتنا في الفترة الحالية لا تساعد في تشكيل وتكوين لاعب بمستوى كبير وجيد ولكن يبقى أن نتفاءل بمستقبل يكون للأفضل.
وحول أهمية أن يكون الجهاز الفني هو من يختار معاونيه، قال: أنا مع أن يقوم الجهاز الفني بتحديد معاونيه باختياره وفق رؤيته المستقبلية للعمل من أجل أن تكون هناك رؤية واحدة واضحة وانسجاما بينها ولا غنى عن المدرب العماني في كل الأحيان ولكن عليه أن يجتهد وفي اعتقادي الشخصي توجد هناك أسماء تبشر بالخير والفرصة لن تكون معدومة وسيظل المدرب الوطني متواجدا في الأجهزة الفنية المساعدة للمنتخبات السنية وغيرها وعلى أمل أن تظهر مستقبلا أسماء بارزة. وختم النائب الأول لرئيس الاتحاد العماني لكرة القدم حديثه عن دور الإعلام في المرحلة القادمة قائلا: يبقى الإعلام هو شريك أساسي والمطلوب منه أن يقف مع المنتخب ولا نقول له أن يقف مع الاتحاد ومتفائلون خيرا متى ما كان هناك قصور منا ونستحق النقد فنحن نتقبله طالما أنه نقد بنّاء فعلا وليس مشخصا أو هجوميا.
قرار في محله
أما المدرب الوطني محسن بن درويش البلوشي فأشاد بقرار اتحاد الكرة في تعاقده الأخير مع المدرب الكرواتي برانكو واصفا إياه بقرار في محله.
وأضاف: اعتقد أن القرار في التعاقد مع المدرب برانكو قرار في محله وقرار جيد بحكم أن المدرب على دراية تامة بالكرة الآسيوية وقريب من المنطقة ولديه معرفة بظروف اللاعب الخليجي وعقليات اللاعبين ويبقى من الأولويات في المرحلة القادمة للمنتخب الأول لأنه أمام تحديات كبيرة من خلال التصفيات المزدوجة ويجب أن يكون التركيز على تأهيل المنتخب للمرحلة القادمة.
وقال مدرب نادي النهضة: من الضروري أن نتفاءل ويكون لدينا أمل وطموح لمستقبل الكرة العمانية خاصة أن وضع المنتخب الأول جيد من خلال التصفيات والنتائج إيجابية حتى الآن.
وعن الصعوبات التي تواجه المدرب قال: اعتقد أن استمرار الدوري والمسابقات سوف تكون عائقًا للمدرب في فرض أفكاره وأسلوبه وفكره التدريبي للاعبين قبل عودة التصفيات ولن يكون لديه الوقت الكافي في ذلك وأنا مع اختيار المدرب للجهاز الفني المعاون له وهذا شيء طبيعي وحق مشروع له وموجود في كل مكان ولكن كنت أتمنى أن يكون المدرب الوطني موجودا مع الجهاز الفني لأنه قريب من اللاعبين وبعض الأمور تحتاج المدرب الوطني.
دراية بالكرة الخليجية
المدرب الوطني سالم سلطان هو الآخر قال: أعتقد أن الاتحاد العماني أصاب في اختيار المدرب برانكو في هذا التوقيت لما يملكه من سيرة ذاتية ودرايته بالكرة الخليجية بشكل خاصة من خلال تجاربه السابقة في منطقة الخليج حاليا الوقت سيكون هاجس المدرب يجب عليه إعداد الفريق بشكل جيد للمباريات المتبقية من التصفيات المزدوجة.
وأضاف: مستقبل الكرة العمانية ليس في يد المدرب برانكو وإنما يجب علينا البدء من المراحل الأولى للمنتخبات وعمل آلية واضحة لنجني قطافها بعد فترة أما بالنسبة للمدرب في هذه الفترة فيجب عليه التركيز على الفريق وهناك صعوبات سيواجهها وتكمن في اختيار اللاعبين أو بعض التغييرات يحتاج لبعض الوقت للتعرف على اللاعبين.
وعن الطاقم المساعد قال المدرب سالم سلطان: أنا مع المدرب يجب عليه إحضار طاقمه كاملا ولكن أتمنى أن يكون هناك مدرب مساعد ثانٍ من المدربين المواطنين وذلك لاكتساب الخبرة وأيضا لتوضيح بعض المعلومات عن اللاعبين لأنه سيكون على دراية أكثر من المدرب خاصة في بداية المشوار.
ويختم سالم سلطان مشاركته بقوله الإعلام دائما داعم لرياضتنا أو المنتخبات ويجب على الجميع الوقوف مع المنتخب ولا نستعجل على النتائج ويجب بعد فترة تقييم المدرب من قبل المختصين حسب الخطط الموضوعة من الاتحاد.
تأخير التعاقد
محلل قناة عمان الرياضية والناقد الرياضي سيف بن سلطان الغافري تحدث أولا عن تأخر الاتحاد في التعاقد مع المدرب قائلا: اتحاد الكرة تأخر في التعاقد مع الجهاز الفني للمنتخب وقد تكون الخيارات المطروحة وقد تكون هناك أسباب أخرى، وبالنسبة هل هو مدرب المرحلة القادمة؟ هذا بطبيعة الحال يرجع للاتحاد، وما هي خططهم والاستراتيجية الموضوعة لديهم؟ وأنا في الحقيقة ليست لدي معلومات مع من كانت المفاوضات من المدربين الأهم لدينا بأن المدرب له سيرة ذاتية معروفة كونه كان متواجدا في الخليج ودرب منتخبات وفرقا معروفة ونرجو له التوفيق مع منتخب الوطن بشرط أن يكون العمل واقعيا ويتعامل بشكل احترافي بعيدا عن العاطفة إن كان في مسألة إعداده للمنتخب واختياراته للاعبين.
وعن مستقبل كرتنا العمانية قال الغافري: مستقبل الكرة العمانية ليست مع الجهاز الفني الجديد والذي نرجو له التوفيق بل في المنظومة الرياضية والرؤية الواقعية لما عليها كرتنا واتحاداتنا وكيفية تصحيح الكثير من المعوقات التي حالت دون أن يكون الطريق واضحًا للوصول لطموحاتنا.
أما بالنسبة للصعوبات فاعتقد أن الاتحاد وعمله للمنتخبات الوطنية والمسابقات هي أبرز الصعوبات التي سيواجهها خصوصا بعد تجميد نشاط منتخب الشباب والأولمبي وتسريح أجهزتها الفنية والتي في واقع الحال برانكو بحاجة ماسة للكثير من الخيارات خصوصا الجاهزة لتمثيل المنتخب الأول في الاستحقاقات القادمة، ويبقى من حق المدرب أن يحدد جهازه المعاون مع وجود مدرب عماني في الجهاز ليكون قريبا ويساعدهم لأنهم في الحقيقة والواقع بحاجة لمدرب عماني.
خيار ممتاز
من جانبه قال المحلل بقناة عمان الرياضية والناقد الرياضي ولاعب نادي صحم السابق محمد الزعابي: بالنسبة للأسماء التي تم طرحها لتولي مهام تدريب المنتخب يبقى اسم المدرب برانكو خيارا ممتازا في الفترة القادمة خاصة أن برانكو يتمتع بسيرة ذاتية جيدة وسبق له تدريب منتخبات وأندية على مستوى عالٍ ويبقى الصعود للمرحلة الثانية من التصفيات المشتركة لها صعوبتها وإن كان قريبا ولكن يبقى الهدف الأسمى هو التواجد في نهائيات كأس العالم القادمة وهذا يحتاج لعمل كبير من الجهاز الفني.
وأضاف: بالنسبة للمدرب المعاون بهذه الخطوة في أن يكون الجهاز الفني كاملا باختيار المدرب الجديد وهذا ليس تقليلا من المدرب الوطني لمنع القيل والقال لأننا شاهدنا في المرحلة الماضية أن المدرب الوطني يتعرض لضغط كبير وصل لمرحلة أن يكون هو من يتحمل مسؤولية كل إخفاق للنتائج الأخيرة وعلى المدرب عمل كبير في الفترة القادمة وكذلك إيجاد عناصر جديدة من اللاعبين وعملية الإحلال في بعض المراكز ويحاول إيجاد البديل المناسب في الوجوه الشابة وهي ليست مهمة سهلة ولا بد من تعاون الجميع معه وعلى الاتحاد العماني لكرة القدم إيضاح الصورة الكاملة عن وضع الكرة العمانية والأندية والدوري حتى لا يأتينا بعد ذلك المدرب بأعذار أن الدوري ضعيف ولا يساعد على تطوير اللاعبين وغيرها من الأعذار التي سمعناها سابقا ويختم المحلل الرياضي محمد الزعابي حديثه بدور الإعلام في المرحلة القادمة قائلا: على الإعلام دعم المدرب والمنتخب وإعطاء المدرب فرصة ومشاهدة عمل المدرب ومن ثم تأتي عملية التقييم بعد مشاهدة النتائج وأن يكون النقد في الوقت المناسب.
اختيار موفق
الإعلامي الرياضي خالد الشكيلي هو الآخر قال: الاتحاد العماني لكرة القدم توفق في اختيار المدرب لأن لديه خبرة جيدة حقق نجاحات مع الكرة الإيرانية، ويملك خبرة تراكمية جيدة وعادة يبقى مدربو أوروبا الشرقية لديهم القوة الشخصية ونحن بحاجة لهذه النوعية من المدربين ويرفض أي تدخل في عمله ويبقى من أولويات المدرب الجديد حسم الأمور للتأهل لنهائيات أمم آسيا والمرحلة الثانية من تصفيات كأس العالم القادمة قطر 2022، والمنتخب وضعه جيد ويبقى مستقبل الكرة والصعوبات التي سيواجهها المدرب الجديد مع المنتخب تكمن في التشكيلة الأساسية للمنتخب التي وصل عدد كبير منهم تصل ما نسبته 80 بالمائة إلى سن فوق 30 وهذه مشكلة كبيرة والمنتخب بحاجة إلى تجديد ويحتاج إلى وقت وصبر.
ويوجه خالد الشكيلي سؤالا هل بالفعل نحن نملك مواهب أم هي كلمة رنانة يتغنى بها الكثير منا وإذا كان بالفعل هناك وجود لهذه المواهب أين هم؟ فعلى سبيل المثال في مركز الظهير الأيسر إلى الآن لم نستطع إيجاد بديل له بعد اعتزال اللاعب حسن مظفر ونضطر إلى تواجد علي البوسعيدي وفي مركز الظهير الأيمن لا نملك سوى اللاعب سعد سهيل بغض النظر إن كان اللاعب يلعب في نادٍ أو لا يلعب وفي قلب الدفاع لا نملك سوى اللاعب محمد المسلمي في هذا المركز تحديدا وهذه مشكلة كبيرة. ويختم الشكيلي حديثه بقوله: أنا مع وجود طاقم فني متكامل وحسب علمنا أن مساعد المدرب سيكون شقيق برانكو وسبق لهم العمل معًا قرابة 20 عاما وفي قمة الانسجام ويكفينا من جهاز معاون وطني والمشاكل والابتعاد عن الاتهامات ويبقى الإعلام داعمًا ولا يستبق الأحداث قبل صدور الحكم ولا نحكم على المدرب إلا بعد مشاهدة عمله ويجب أن نعلم ما هي أهداف الاتحاد للمرحلة القادمة.
تحقيق حلم الصعود
خميس الهنداسي من جمعية جماهير نادي السويق والمتواجد دائما في تشجيع منتخباتنا الوطنية قال: الجماهير العمانية دائما متفائلة بمنتخبها الوطني وتبارك هذه الخطوة في التعاقد مع المدرب القادم ويبقى أملها كبيرا بصعود المنتخب وتحقيق حلم الصعود لكأس العالم لأول مرة في تاريخ كرة القدم العمانية وشخصيا أرى أن اختيار الجهاز الفني للطاقم المعاون له هي خطوة إيجابية اتخذها اتحاد الكرة في هذا التوقيت بالذات حتى يعطى المدرب الجديد كل الحرية في اختيار من يراه مناسبا لتنفيذ خطته الفنية وفق رؤيته ونظرته التي يراها مناسبة. ويختم الهنداسي مشاركته بقوله كل الأمنيات لمنتخبنا بالتوفيق وعلى إعلامنا الذي كان ولا يزال لسان حال الجماهير في الحضور الإعلامي بدعم المنتخب في المرحلة القادمة بشكل كبير وهو بلا أدنى شك شريك حقيقي لتطوير كرة القدم العمانية بشكل خاص والرياضية العمانية بشكل عام.
* منقول
