دوري الإقالات .. المطلوب مـدرب «سوبر» يسـجـل الأهـداف ويحمـي الشباك !
رفضت الجولة الـ 20 في الدوري أن توسع فارق النقاط بين السيب المتصدر وظفار الثاني في الترتيب ليحافظ صراع الصدارة على قوته ويظل العنوان البارز في المنافسة الحالية من بطولة دوري «عمانتل» ولا يزال السباق في غياب واضح لفريق ثالث أو رابع يمكنه أن يسبب إزعاجا وقلقا بتوسيع دائرة المنافسة على لقب النسخة الحالية.
رغم تعثر السيب في ملعب النهضة لكنه استمر في قمة الدوري قابضا على الصدارة بقوة، مما يؤكد طموحات الفريق الأصفر الكبيرة وحرصه على أن يعوض غياب السنوات الماضية عن الأضواء بلقب هذا العام واستعادة نغمة السيب (سكر وحليب من جديد).
بالتعادل في الجولة الماضية أصبح الفارق بينه وبين الثاني أربع نقاط وتفصله عن فريق صحم الثالث 13 نقطة لتبدو المنافسة في المنظور القريب ثنائية في انتظار ما سيحدث خلال الجولتين المقبلتين لتحديد مصير المطاردة الثنائية بين المتصدر والوصيف.
يشكل فارق النقاط القليل سببا مباشرا في رفع معدلات الإثارة والأداء القوي في مقبل الجولات ويحيطها بالإثارة والترقب ويجعل كل الخيارات متاحة وممكنة بشأن حصول أي جديد في السباق على لقب بطولة الدوري وفي انتظار ما يمكن حدوثه في الجولات المتبقية والتي تمنح الفريقين الفرصة للاقتراب من تحقيق الحلم الكروي الجميل.
تقارب الحسابات في صراع الصدارة وفرص الفوز باللقب تجعلان الصورة غير واضحة لإصدار مقاييس حقيقية وعادلة عن الفريق الذي يمكن أن يكون الحصان الأسود للنسخة الحالية ويسجل اسمه في السجل الذهبي.
وكما أشرنا فإن المنافسة وتقريبا ستظل محصورة بين السيب والشباب وتحتاج الفرق الأخرى التي تملك حسابيا فرصة الفوز باللقب إلى عمل كبير وأن تخدمها الظروف بحدوث معادلة صعبة ولكنها تظل غير مستحيلة في دنيا المستديرة.
بات الدوري يبرهن بين جولة وأخرى عن تصاعد التنافس بين جميع الفرق ورفضه أن يتوقف وأن يدخل في هدنة لحرص كل فريق على كسب النقاط مع اقتراب الدوري من نهايته وحاجة معظم الفرق للفوز وتحسين موقفها في الترتيب وهو ما يرشح الجولات المقبلة لتشهد قمة الجدية والأداء القوي والندية.
المنافسة في الصدارة لا تختلف في قوتها عما يحدث بين الفرق الباحثة عن الابتعاد عن دائرة الخطر نسبة لتقاربها في النقاط وتتنافس أكثر من خمسة فرق في مقدمتها النصر وصحار وبهلا ومسقط والنهضة والرستاق وفنجاء بتواجدها قريبة من بعضها البعض ووجود فوارق قليلة بينها يتيح لها أن تمارس لعبة الكراسي وتمثل المباريات المقبلة فرصة شبه أخيرة لبعض منها في تحديد إذا ما كانت ستحافظ على فرصتها في المنافسة على مركز متقدم والتواجد قريبا من المقدمة أو الاكتفاء بالتواجد بعيدا عن المنطقة الخطرة.
وحسب الوقائع الحالية تكثر الاحتمالات وتبدو كل الخيارات مفتوحة وممكنة بشأن المستجدات التي يمكن أن تحدث في المنافسة على صعيد كل الجوانب في ظل مؤشرات تقارب المستوى الفني بين جميع الفرق وما يمكن أن يسفر عن نتيجة الصدامات التي ستحدث في الجولات المقبلة بين السيب وظفار المتصارعين على الصدارة وبين الفرق الباحثة عن حزام الأمان وتأمل في الخروج من حسبة الهبوط.
برهنت بعض الفرق على قدرتها في تقديم الأفضل وأن تتجاوز تذبذب المستوى وهو ما يؤثر إيجابا على الدوري ويمنحه الكثير من الإيجابيات ويضفي عليه الإثارة ويجذب لمدرجاته الجماهير في نقلة نوعية مقارنة بالمواسم الماضية التي كانت المدرجات فيها تبدو شبه خالية من الجماهير.
صعود فرق منطقة الوسط ونجاح بعضها في تحقيق النتائج الإيجابية أشعل المنافسة ومنح الدوري ملامح جيدة جاذبة للمتابعين والمراقبين للمنافسة الأولى في هرم مسابقات الكرة العمانية.
وتبدو فرص الفرق التي تتواجد في منطقة الوسط كبيرة جدا في أن تتقدم في الترتيب نحو المقدمة وهو ما يتوقع أن يحدث انقلابا في الجدول إلا أن هذا يحتاج لجهد كبير من فرق المنطقة الوسطى وفي نفس الوقت هذا يحتاج منها الاستفادة من الأخطاء ومعالجة السلبيات التي تؤثر على نتائجها.
هناك العديد من النقاط الفنية التي ربما تشهد معالجات عند الفرق خاصة التي خسرت نقاطا بسبب الأخطاء وكانت قريبة من الفوز أو تفادي الخسارة لذلك فإن المباريات المقبلة ستتخذ طابع الندية وربما تفرض نتائج التعادلات نفسها ويستمر التقدم في الترتيب بطيئا وهو ما سيعطل تحديد هوية الشكل النهائي للترتيب.
بورصة الأهداف : تراجع مؤشر التسجيل في الشباك –
تراجعت نسبة تسجيل الفرق لأهداف في الجولة الماضية نتيجة بعض التعادلات والفوز بفارق هدف أو هدفين على الأكثر في جميع المباريات ليبلغ عدد الأهداف المسجلة 13 هدفا وتصدرت مباراة الرستاق وظفار البورصة بعد أن شهدت خمسة أهداف، ثلاثة للأول صاحب الأرض وثنائية للثاني.
انتهت ثلاث مباريات بنتيجة الفوز بهدف وحيد وهي التي جمعت النصر ومرباط ومسقط والسويق وعمان وصحار وهو يدل على أن المنافسة قوية ومحتدمة والكل يبحث عن الشباك وتحقيق الانتصار الذي يؤمن له الثلاث نقاط.
تحقق التعادل في مباراتين، حيث انتهى لقاء النهضة والسيب بالتعادل الإيجابي بهدف لكليهما وانتهى لقاء بهلا وصحم بالتعادل السلبي وهذه مثلت صورة أخرى لقوة المنافسة والتركيز الكبير من جانب كل فريق على تأمين مرماه وتفادي الأهداف.
وعلى صعيد صدارة الهدافين لا يزال الوضع كما هو عليه في الترتيب في ظل وجود فرص لحدوث تغييرات في الجولات المقبلة في ظل تقارب رصيد اللاعبين الأبرز حاليا في قائمة الهدافين.
الركن الفني: تغييرات فنية تتجاوز حدود المعقول –
تجاوزت مسألة إقالة المدربين وتغييرهم كل الحدود في الدوري لدرجة تجعل من الصعب على أي مراقب أو متابع أن يتعرف على عدد المدربين الذين تمت إقالتهم خلال الموسم والمسألة ظلت تشكل عنوانا ثابتا في المسابقة وتتكرر بشكل غريب وعجيب.
لم يشهد تقريبا أي ناد استقرارا فنيا وكل استخدم حقه في الإقالة ليصبح أي مدرب يعمل في الدوري يعيش التهديد ويخشى من الإعفاء متى ما ساءت النتائج.
الواضح أن الأندية التي تشارك في الدوري أو الإدارات تحديدا تبحث عن مدرب «سوبر» يقوم بمهام اللاعبين داخل الملعب يسجل الأهداف ويحمي شباك فريقه ويؤدي واجب الفريق داخل الملعب.
تتجاهل إدارات الأندية الكثير من الأسباب التي تقود فرقها للخسارة وعدم تقديم المستويات الفنية القوية وتركز فقط على المدرب باعتبار أن قرار تبديله هو الأمر السهل والذي يعد في عرف البعض فرصة لحدوث تغيير في الأجواء. مثل هذه القرارات المتكررة بحق المدربين وخاصة الوطنيين تضعف الثقة في قدراتهم وفرص نجاحهم وتؤثر سلبا على الاستمرارية وكسب المزيد من الخبرات.
دائرة الضوء: ظـفـار صاحـب أكـثـر مـن بال –
يلعب فريق ظفار في هذا الموسم منافسا على ثلاث بطولات الدوري والكأس محليا والبحث عن تحطيم أرقام مشاركات الأندية العمانية في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي من بينها مشاركاته هو نفسه والتي لم تتجاوز دور المجموعات في المرات السابقة.
اللعب في الميادين الثلاثة يتسبب في إرهاق كبير لنادي ظفار ويضعه تحت ضغوط كبيرة وهو ما ظهر جليا في بعض النتائج الأخيرة وخسارته في الجولة الماضية والتي كادت أن توسع الفارق بينه وفريق السيب لولا تعثره في ملعب النهضة.
يملك فريق ظفار نخبة طيبة من اللاعبين أصحاب الخبرات واحتياطيا جيدا ولكن رغم ذلك يعاني من مشكلة التحديات الصعبة وهواجس النتائج الإيجابية في أي بطولة يشارك فيها من دون وضوح أولوية ظاهرة ولكن يبدو البحث عن لقب الكأس الغالية يمثل هدفا استراتيجيا للنادي ومجلس إدارته وفي نفس الوقت يمني ظفار نفسه بالدفاع عن لقبه والتقدم هذه المرة خطوة بعيدة في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي.
المخاوف كبيرة من أن يتسبب التفكير الثلاثي للفريق آسيويا ومحليا في خسارة الرهان، إلا إن لم يتم التعامل مع الأمر بعقلية احترافية وتضافر الجهود لتجاوز العقبات وسلبيات اللعب في ثلاث بطولات قوية.
شروق –
■ كسب فريق مسقط احترام جماهيره والمراقبين لمسار بطولة الدوري وهو ينجح في مواصلة حصد النقاط وتحقيق النتائج الإيجابية وتحقيق فوز ثمين ومهم على حساب فريق السويق بهدف وحيد في مباراة قوية عرف فريق مسقط حسمها لصالحه.
■ عودة فريق مسقط لتحقيق النتائج الإيجابية دليل على أنه يملك قدرات جيدة ولم يكسب النقاط نتيجة صدفة أو نتيجة الاستفادة من نتائج الفرق الأخرى بل نتاج جهده وحرصه على كسب النقاط عبر تقديم المستويات الفنية القوية.
■ حصد فريق النهضة ثمار تصاعد مستوياته الفنية الجيدة لينجح في تحسين صورته التي بدأت باهتة في بداية الدوري وحرمته من التواجد بين فرق المقدمة وبدأت المخاوف تظهر عند جماهيره من أن يتراجع الفريق ويخسر تاريخه المشرف في الدوري وتصيبه لعنة التراجع ليصبح بين الفرق المهددة بالهبوط.
■ قدم فريق النهضة مباراة قوية في مواجهة السيب المتصدر واكتفى بالتعادل بعد أن كان حريصا على تحقيق النتيجة الإيجابية وكسب الثلاث نقاط.
فرصة النهضة تبدو كبيرة في حال استمر تصاعد المستوى الفني للفريق وحرص اللاعبون على تقديم الأفضل وزيادة الرصيد عبر النتائج الإيجابية في الجولات المقبلة.
■ عاد فريق النصر لتذوق طعم الانتصارات بعد أن حقق فوزا ثمينا على مرباط ليمضي الفريق بثقة ومعنويات عالية لحجز مقعد في المقدمة وكسب المعنويات لتقديم المزيد من المستويات الفنية الجيدة ويحصد النقاط حتى يحتل مركزا يتناسب مع طموحاته.
■ تجاوز النصر عقبة مهمة ليحقق الفوز وكسب الثلاث نقاط ومن ثم التواجد في المركز الرابع وهو ما يعد حافزا له ليستمر في سكة النتائج الإيجابية ليؤمن لنفسه تطورا إيجابيا مطلوبا في البطولة التي تقترب من جولاتها الختامية.
■ سيكون النصر أمام اختبار صعب في الجولة المقبلة لمعرفة قدرته في الدفاع عن صحوته والاستمرار في حصد النقاط حتى يتقدم للأمام ويقترب من فرق المقدمة.
■ واصلت رابطة جماهير السيب حضورها القوي خلف فريقها لتقدم نموذجا جيدا وهي تشجع فريقها وتسانده بقوة وبحضور كبير وتواجد خلف الفريق باستمرار في انتظار حسم اللقب وساهمت في الانتفاضة التي يشهدها النادي عبر نتائجه الإيجابية في المد الجماهيري الكبير.
■ شكلت جماهير السيب حضورا جيدا وظلت تشجع بحماس وحرارة سعيا لتحقيق الفريق للنتائج الإيجابية ويحسب لها دورها الكبير في تصاعد مستوى فريقها.
■ حقق فريق نادي عمان فوزا مثيرا على فريق صحار ليستعيد بعضا من توازنه ويفتح طاقة الهروب من عنق الزجاجة وليتقدم خطوة للأمام بعد أن توقف عن الزحف للمقدمة بسبب بعض النتائج التي جعلته يفقد النقاط ويمثل هذا الفوز نفضا لغبار الجولات الماضية وعودة للفريق العريق لحصد النقاط بعد أن كان قد بدا الموسم بتذبذب كبير في المستوى الفني.
غروب –
■ واصل فريق السويق التراجع وفقدان صورته الزاهية وتعرض من جديد لخسارة صادمة لجماهيره في مباراة فريقه أمام نادي مسقط في تباين واضح يدل على الدعم الذي يحصل عليه لتجاوز كبوة هذا الموسم .
■ لم تستمر الصحوة التي بدأت في بعض الأحيان لتعود المعاناة وتضطر الإدارة للبحث عن تعديل في الجهاز الفني عسى ولعل يتعدل الوضع في المباريات المقبلة والمتبقية من عمر المسابقة.
■ تأثر السويق في مواجهته الأخيرة بعدم قدرة فريقه على استغلال الفرص ومن ثم الوصول إلى شباك مسقط لتكون الخسارة موجعة وتقرع جرس الإنذار للفريق الذي بات اليوم يتواجد ضمن قائمة الفرق المهددة بالهبوط.
■ استسلم مرباط فيما يبدو لمصير الهبوط لدوري الدرجة الأولى باستمراره في المركز الأخير وتلقى الخسارة تلو الأخرى ليتجمد رصيده عند 12نقطة ويخسر فرصة التقدم نحو المنطقة الدافئة ومنح نفسه بعض الأمل في البحث عن طوق النجاة.
■ فريق مرباط الذي تميز بالأداء القوي والجاد في الموسم الماضي لكنه تعرض لمشكلة تذبذب الأداء وهو ما جعله يخسر بعض النقاط التي كانت في متناول يده وأقرب له من منافسيه الذين حصلوا عليها سواء بادراك التعادل أو ترجيح الكفة.
■ جاءت صحوة فريق العروبة متأخرة وهو يحقق الفوز على فنجاء بهدفين مقابل هدف بعد أن ظل في الفترة الماضية أشبه بالجسر الذي يقود منافسيه لكسب النقاط دون أي مقاومة وكأنه بدأ مستسلما لمصيره الصعب في هذا الموسم ورغم فوزه إلا أن الثلاث نقاط لم تحسن من وضعيته ووجوده في المركز قبل الأخير برصيد 14 نقطة ويحتاج لمعجزة حتى يجد لنفسه مخرجا ويتقدم للأمام.
■ عانى فريق العروبة في هذا الموسم من تراجع الأداء وسوء النتائج ليجد نفسه في وضعية فنية متواضعة في غالبية مبارياته ليخسر بعض النقاط المهمة وهو ما وضعه في مأزق الهبوط ويتطلب الأمر كثيرا من الجهد في المباريات المقبلة وان يتجاوز مشكلة نزيف النقاط سواء بالخسارة أو التعادل.
■ ولم تنجح محاولات ضخ دماء جديدة في الفريق مع بداية الدور الثاني وهو ما يدل على أن الإضافات لم تكن ذات تأثير إيجابي لتبحث الإدارة عن خيار آخر عبر إقالة المدرب ومنح القيادة لمدرب آخر تنتظره مهمة صعبة..
■ يسجل المهاجمون في الفرق غيابا كبيرا ومتواصلا في الدوري ولم تظهر أي من المواهب الجديدة ولا تزال معظم الفرق تعتمد على المهاجم الأجنبي، وكشفت الجولة الماضية غياب اللمسة الأخيرة القاتلة خاصة في المباريات التي انتهت بالتعادل ومما يدل على ذلك تقدم لاعب الوسط الدولي محسن جوهر في المقدمة.
■ تقدمت بعض الأندية بالشكوى من مشاركة بعض نجومها في التجمعات القصيرة التي اصر عليها المدير الفني للمنتخب الوطني الأول الكرواتي برانكو وذلك بين كل جولة وأخرى وترى الأندية أن ذلك يضاعف الإرهاق على اللاعبين وفي ذات الوقت لا يمنح مدربي الأندية الفرصة للعمل على معالجة الأخطاء والسلبيات.
* منقول
