رئيس نادي مسقط لـ”عمان الرياضي”: جائحة كورونا قصمت ظهر الفريق الأول .. والقطاع الخاص تنصل عن دعمنا
لو كان الأمر بأيدينا لقمنا بإلغاء الموسم الكروي لأنه يصب في مصلحتنا
مديونية النادي قرابة نصف مليون ريال والسبب تراكم مستحقات اللاعبين!
العودة لمنصات التتويج ترتبط ببناء قاعدة استثمارية مبنية على أسس راسخة
كنا قاب قوسين أو أدنى من حسم ملف الحصول على الرخصة الآسيوية!
هنالك خطة لإنشاء محلات تجارية تابعة للنادي وتقييم الوضع الاستثماري
مسقط يشكل رافدًا حيويًا للمنتخبات الوطنية وبالأخص لمنتخبات المراحل السنية
حاوره – فيصل السعيدي
“جائحة كورونا قصمت ظهر فريقنا الأول” بهذه الكلمات أعرب نصر بن حمود الوهيبي رئيس مجلس إدارة نادي مسقط عن أسفه وانزعاجه وامتعاضه من تأثيرات الجائحة الجاثمة على النادي، وقال الوهيبي في حديث مع “عمان الرياضي”: إن جائحة كورونا حالت دون تقليص مديونية النادي خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وقال: كنا نعلق آمالا كبيرة خلال الأشهر الثلاثة المنصرمة على تقليص ما نسبته 60٪ من مديونية النادي ولكن فاشية كورونا وقفت حائلا دون تحقيق أهدافنا وغاياتنا المنشودة في تقليص حجم المديونية المتراكمة على النادي والبالغة قرابة نصف مليون ريال عماني. وأضاف: لقد تركز محور اجتماع مجلس الإدارة الأخير والذي عقد الأسبوع الفائت على مناقشة الحد من تأثيرات جائحة وباء كورونا على الملفات المادية بالنادي ومدى الضرر الناجم الذي نتج عنه نظير توقف أنشطة النادي على مدى ثلاثة أشهر آنفة كلفته أعباء مادية جسيمة أثرت سلبًا في عرقلة خطط وبرامج وأهداف النادي خلال المرحلة الماضية.
وتابع الوهيبي قائلا: ناقشنا خلال الاجتماع الأخير لمجلس إدارة النادي سبل التغلب على الصعوبات المالية المريرة التي نكابدها جراء جائحة كورونا حيث كان من المفترض أن نقطع شوطا حاسما في تقليص حجم المديونية المتراكمة على النادي خلال الأشهر الثلاثة الماضية ولست بخاف عليكم أن هذا الوباء أثر كثيرا على خطط النادي وأسهم في تأخير العمل الإداري وإبطاء المشروعات التنموية والاستثمارية بالنادي.
إرجاء الرخصة الآسيوية
وتطرق الوهيبي إلى الحديث عن ملف تراخيص الأندية وفي هذا الصدد ذكر قائلا: في حقيقة الأمر كنا قاب قوسين أو أدنى من حسم ملف الحصول على الرخصة الآسيوية لولا أزمة كورونا التي وقفت حجر عثرة في حصول النادي عليها خلال الفترة السابقة مما نتج عنها تأخير في استخراج بعض الأوراق المتعلقة بتخليص إجراءات الرخصة ولحد الآن نادي مسقط لم يحصل على الرخصة الآسيوية رغم اتخاذه حزمة التدابير والترتيبات وقد خاطب الاتحاد العماني لكرة القدم في هذا الشأن. وقلل الوهيبي من خطورة تبعات وتداعيات ملف التراخيص لافتًا إلى أن النادي لم تصدر في حقه أي عقوبات مالية أو انضباطية نتيجة تأخيره في الحصول على الرخصة نظرًا لعدم تورطه قي قضايا تراكمية تخص مستحقات اللاعبين المحليين والأجانب على حد سواء.
خيار إلغاء الموسم الكروي
وحول موقف نادي مسقط من تأييد استئناف مسابقة الدوري في شهر سبتمبر المقبل أو إلغاء النشاط الكروي ككل هذا الموسم كشف الوهيبي قائلا: لو كان الأمر بأيدينا للجأنا إلى تفعيل خيار إلغاء الموسم الكروي وشطب نتائج الفرق المشاركة بالدوري لأنه وببساطة يصب في مصلحتنا ولا ينهك موازنتنا بمصاريف وأعباء مادية طائلة ناهيك عن عامل عدم امتلاكنا لأي أمل في المنافسة على اللقب كوننا نحتل مركزا بعيدا في جدول الترتيب. وفي السياق ذاته استدرك الوهيبي قائلا: المنطق يقول إن تفعيل خيار إكمال الدوري هو الحل الأنسب ولا ريب في ذلك بحيث يأخذ كل نادٍ حقه في المنافسة وفي المجمل العام نحن نحترم توجهات الاتحاد في كل ما يمليه على الأندية من قرارات جوهرية ومفصلية ونقف معه صفًا واحدًا تحت غطاء الحشد والتأييد وتغليب يد وروح الجماعة مقدرين ومثمّنين في الوقت ذاته جهود المسؤولين والقائمين عليه في كل ما يخدم ويلبي رؤى وأهداف وطموحات وتطلعات الكرة العمانية ككل.
وأردف قائلا: مسألة إلغاء الدوري أو إكماله حق أصيل لاتحاد كرة القدم ولا يمكننا التدخل في خصوصياتهم ولكن في الوقت عينه لا نقبل بهضم حقوقنا وبالمناسبة لقد طلبنا في وقت سابق عقد اجتماع تنسيقي مع اتحاد الكرة لمناقشة ملف إكمال الدوري أو إلغائه مما يدل على حرص نادي مسقط على المساهمة والمشاركة بصنع القرارات.
كشف الحسابات المالية
وعرج الوهيبي إلى الخوض في التفاصيل المالية بنادي مسقط حيث أشار إلى أن مديونية النادي تبلغ قرابة نصف مليون ريال عماني منذ استلامه دفة النادي وتعزى المديونية إلى تراكم مستحقات اللاعبين وما خلّفته من إرهاصات وتبعات قائمة لحد الآن، وأوضح أن الدخل الشهري للنادي في حدود 10 آلاف ريال عماني بينما الدخل السنوي للنادي فيعتمد جملة وتفصيلا على دعم وزارة الشؤون الرياضية على حد قوله مبينا أن إيرادات ومصادر دخل النادي تنبثق من الإيجارات الداخلية للنادي بما في ذلك إيجارات بعض العقارات ومدخول الملاعب الداخلية وملاعب النجيل الصناعي.
المشروعات الاستثمارية
وتعقيبا على المشروعات الاستثمارية بالنادي لفت الوهيبي قائلا: هنالك خطة مدروسة لإنشاء محلات تجارية تابعة للنادي وفي هذا الصدد شكلنا لجنة داخلية مستقلة بالنادي تعنى بمراجعة ومعاينة وتقييم الوضع الاستثماري الداخلي بالنادي ووضع حجر الأساس للمعايير والضوابط المطلوبة للأخذ بهذا الملف الحيوي ودراسته دراسة وافية وشاملة من كافة الأوجه والمضامين سعيا نحو تحقيق المفاهيم العميقة التي تعزز أواصر التكامل والترابط في هذا الملف وتمد مسيريه بجسور التواصل لتمتين وتمكين وتنمية الاستثمار الداخلي بالنادي والدفع بعجلته نحو المزيد من الرقي والنماء والازدهار.
إرهاصات الجمعية العمومية
وحول مدى فاعلية أعضاء الجمعية العمومية لنادي مسقط ومساهمتهم في صنع قرارات النادي بناء على الشراكة الأصيلة مع مجلس الإدارة أوضح الوهيبي قائلا: سعينا منذ اليوم الأول الذي تقلدنا فيه زمام الأمور بتسيير شؤون النادي إلى إشراك الجمعية العمومية في كل قراراتنا وقد تنوعت اجتماعاتنا معهم ما بين ودية ورسمية بتنسيق مع الوزارة ونسعى جاهدين لأن نجتمع بهم بصفة دورية (مرة كل شهرين) ولدينا خطة تهدف إلى جعل الجمعية العمومية شريكة في بناء وصنع القرارات المصيرية بالنادي.
ولفت الوهيبي إلى أن عدد أعضاء الجمعية العمومية بنادي مسقط المسجلين في كشوفات النادي يبلغ عددهم زهاء 500 عضو ولكن الأعضاء النشطين والفاعلين لا يتعدون 50 عضوًا للأسف وفي الواقع نجهل الأسباب ونبحث عن الحلول السحرية الناجعة لمعالجة هذه الظاهرة المقيتة والمتمثلة في القضاء على آفة عزوف أعضاء الجمعية العمومية وقطع شريانها المتخثر في الآونة الأخيرة والتي باتت بمثابة صداع مزمن وهاجس يؤرقنا آملين أن تتلاشى وتندحر هذه المعضلة قريبا قبل أن تتفاقم وتستفحل وتخرج عن نطاق السيطرة.
واستطرد الوهيبي قائلا: نحن متسامحون ومنفتحون للغاية مع أعضاء الجمعية العمومية للنادي وقد سهّلنا إجراءات حصولهم على رسوم تجديد الاشتراك بعضوية النادي ووجهنا إليهم دعوات المشاركة في الجمعيات العمومية السابقة حتى لتلك الفئة التي لا تملك بطاقات العضوية أساسا من باب الدعم والتحفيز وتسهيل المشاركة بعيدا عن فرض التعقيدات الفضفاضة فنحن شعارنا دائما الوئام والتسامح وإنكار الذات بل والتصالح مع الذات قبل التصالح مع أعضاء الجمعية العمومية مما أوجد مناخًا صحيًا ملائمًا للعمل في أوساط نادي مسقط أسهم في الحد من بؤرة الفجوة ما بين مجلس الإدارة والجمعية العمومية بالنادي.
وتابع قائلا: إن رسوم تجديد الاشتراك بعضوية النادي تبلغ 12 ريالا عمانيا ولا نمانع البتة في إعادة النظر بتخفيض رسوم تجديد العضوية إلى ما هو أدنى من ذلك السقف سعيًا إلى استعادة كسب ثقة أعضاء الجمعية العمومية مجددًا وجذب أكبر عدد ممكن من الأعضاء ولهذا ندرس جديًا تخفيض رسوم تجديد اشتراك العضوية بالنادي إلى 5 ريالات عمانية فقط لحصر أكبر شريحة ممكنة من الأعضاء لعلها تكون بمثابة ضربة استباقية محسوبة تمنحنا دافعا معنويا كبيرا في طريق استعادة ثقة الجمعية العمومية ومد جسور التواصل معها من جديد وإرشادها نحو استلهام فكرها البراق في الاستنارة بالرأي والاضطلاع بمسؤوليات العمل بكل ما من شأنه الانصهار في بوتقة تطوير وتجويد النادي على كافة الصعد.
أنشطة وتكاملية الأدوار
وأكد الوهيبي أن نادي مسقط يتمتع بشمولية وتكاملية أنشطته المتبلورة والمتوزعة حول أروقته فهو على حد وصفه وتعبيره نادٍ رياضي اجتماعي ثقافي فمنذ اليوم الأول الذي تحملنا فيه مسؤولية إدارة شؤون النادي قمنا بتفعيل الجوانب الثقافية والاجتماعية بالنادي وشكلنا لجنة كبيرة متكاملة في هذا الشأن يرأسها عضو مجلس الإدارة ماجد بن إبراهيم الوهيبي وذلك بتكليف من مجلس الإدارة وتتولى هذه اللجنة حصر مشاركة النادي في جميع الأنشطة الاجتماعية والثقافية المتنوعة ولا يفوتنا المقام بأن نعرب عن طموحنا الجليل بأن نكون ضمن أحد الفائزين بجائزة كأس جلالة السلطان للشباب خلال المرحلة القادمة.
سر التألق
وحول سر تألق وتوهج نادي مسقط في لعبة كرة اليد بالذات واحتكاره تقريبًا لمنصات التتويج فيها أشار الوهيبي إلى أنه في الواقع لا يوجد سر معين أو خلطة سرية معينة أدت إلى تفوق نادي مسقط وحضوره القوي في لعبة كرة اليد واعتلائه لمنصات التتويج فيها بشكل دائم سوى أن اللاعبين يشكلون أسرة مترابطة ومتحدة ذات طابع فريد من نوعه ومزيج منسجم ومتناغم ومتجانس إلى أبعد الحدود.
رافد حيوي للمنتخبات
وشدد الوهيبي على الحقيقة الماثلة للعيان بأن نادي مسقط لا يزال يشكل رافدًا حيويًا ملهمًا للمنتخبات الوطنية يتردد صداه في كل محفل ومناسبة وبالأخص فيما يتعلق بمنتخبات المراحل السنية على غرار فئات الأولمبي والشباب والناشئين حيث يغذي هذه المنتخبات ويطعمها بثلة من اللاعبين المجيدين والموهوبين والمهاريين مشيدا في الوقت ذاته بمستويات لاعبي نادي مسقط هذا الموسم ومعبرا عن رضاه التام بما قدموه من مستويات فنية رفيعة تليق بسمعة النادي وتعكس حجمه ومكانته الطبيعية المرموقة خاصا بالذكر جاويد البلوشي وعبس الهشامي والمدافع المُجيد ماجد البلوشي عطفًا على القائد القوي البأس وحامل مشعل الفريق يعقوب بن سويد السيابي فهؤلاء كانوا بحق وحقيقي رموز وإيقونات الفريق هذا الموسم وتمتعوا برباطة جأش يشار إليها بالبنان بكل ما تحمله الكلمة من معنى وهم يستحقون بأن تغدق عليهم عبارات الشكر والتقدير والثناء نظير مجهوداتهم المخلصة وكفاحهم المضني في الموسم الحالي.
خطة واضحة المعالم
وكشف الوهيبي عن خطة عمل النادي في الموسم المقبل بقوله: سنعكف في نهاية الموسم الكروي الحالي على رسم خطة واضحة المعالم تتلخص في تجديد دماء الفريق وتصعيد عدد لا بأس من نتاجات فرق المراحل السنية إلى الفريق الكروي الأول بالنادي إيمانا منا بأهمية تطوير القاعدة وإيجاد أرضية صلبة لرفد قطاع الفريق الأول بأجود العناصر المنتقاة من المراحل السنية بحثا عن تحقيق التكامل في المنظومة الفنية التي تهدف إلى إيجاد مزيد من الاستقرار الفني الممنهج والمؤطر والمدروس على أسس علمية متينة وراسخة وهذا ما يعكس توجهنا بالضبط كمجلس إدارة خلال المرحلة المقبلة مع الحفاظ على بعض العناصر المجيدة التي برعت خلال هذا الموسم للإبقاء على عنصر الخبرة مع الحرص التام على تزويده بالوقود وتحصينه بالزاد البشري المسكين عبر مزجه وتطعيمه بكوادر بشرية فنية ومهارية من نتاجات قطاع المراحل السنية بالنادي كما أسلفنا الذكر كنوع من التوأمة التوافقية وإضفاء عنصر القوة وتجديد الدماء باعتبارها قيمة فنية مضافة تعزز عوامل ومفاهيم مزج الخبرة بالشباب في ميادين وساحات كرة القدم.
وأضاف: نعم المرحلة القادمة قد تشهد إحلالًا وإبدالًا في العناصر نظرًا لرغبتنا الجارفة في التجديد َوتطعيم النادي بعناصر جديدة متخمة تبدل جلد الفريق وتسهم في عملية بناء وتفعيل قاعدة صلبة تنبثق نواة تكوينها من المراحل السنية التي نؤمن تماما بأهميتها وديمومتها كرافد سخي ومعطاء يضخ الفريق الأول بالعديد من العناصر المتشربة لكرة القدم فنيًا وبدنيًا ومهاريًا ممن تتمتع بأبجديات وأسس الصقل والنضج الكروي المهيب.
صالة رياضية
وردا على تساؤل “عمان الرياضي” حول أوجه الصرف التي استغلها نادي مسقط في الأوامر السامية بإعطاء كل نادٍ مبلغ مليون ريال عماني، أجاب الوهيبي قائلا: في الواقع استثمرنا هذا المبلغ في صيانة مرافق ومنشآت النادي ولدينا خطة مستقبلية لإنشاء قاعة رياضية متكاملة تتفرع عنها قاعات أخرى مخصصة للعبة البولينج.
العودة لمنصات التتويج
وحول الشروط المرهونة بعودة نادي مسقط إلى منصات التتويج علل الوهيبي الأمر بأن تحقيق هذه المعادلة يرتبط ارتباطًا وثيقًا في المقام الأول ببناء قاعدة استثمارية صلبة مبنية على أسس متينة وراسخة يستطيع من خلالها النادي الاستمرار ككيان قوي له شأنه وسمعته ويتمكن مستقبلا بأن يصبح رقما صعبا في الساحة يبز من خلالها بقية أقرانه من الأندية ويعلن نفسه طرفا قويا بل وينصب نفسه منافسا قويا على الألقاب، ولا بد من وجود رافد استثماري حقيقي يغطي نفقات وتكاليف ومصاريف أمر في غاية الضرورة والحتمية إذا ما أردنا أن نضمن لأنفسنا الاستمرارية في التواجد ضمن مقدمة ركب المنافسة لا سيما وأن شركات القطاع الخاص قد تنصلت عن دعمنا رغم مخاطباتنا السابقة لها ولا يوجد حاليا مدخول قوي يرفد خزينة النادي ويضخه بالمبالغ الطائلة ومن هذا المنطلق تكمن أهمية الاستناد على قاعدة استثمارية قوية تعين النادي على تلبية جميع طموحاته وتطلعاته وأهدافه المستقبلية.
