استشهاد فلسطيني في عملية دهس أسفرت عن مقتل إسرائيليين...]
جنود الاحتلال يقتحمون الأقصى –
رام الله – عمان – نظير فالح: استشهد شاب فلسطيني وقتل إسرائيليين اثنين في عملية دهس وقعت أمس، في شارع «شمعون» قرب حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة. وقالت مصادر إعلامية، إن شاباً فلسطينياً يقود مركبة تجارية، أقدم متعمداً على دهس عدد من المستوطنين اليهود خلال توقفهم على جانب الطريق، ممّا أدى لإصابة ما بين 8 إلى 10 منهم بجراح وُصف بعضها بالخطيرة.
وبحسب المصادر، فإن منفذ العملية هو شاب مقدسي يسكن في مخيم شعفاط بالقرب من القدس، وهو أسير محرر ينتمي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» ويدعى إبراهيم العكاري.
وقد باركت حركة «حماس»، عملية الدهس، وقال فوزي برهوم الناطق باسم حركة «حماس» في تصريح صحفي له، وصل «عمان» نسخة منه: «نبارك عملية القدس البطولية والشجاعة التي نفذها أحد أبطال القدس الميامين والتي استهدفت جنود ورجال أمن صهاينة ومتطرفين، وتأتي هذه العملية النوعية كرد فعل طبيعي ونتيجة للجرائم والانتهاكات والاقتحامات الصهيونية المتواصلة للأقصى والمقدسات الفلسطينية والاعتداء على المصلين وتهجير المقدسيين».
وطالب برهوم أهالي القدس والضفة الغربية وكل أبناء الشعب الفلسطيني بالمزيد من هذه العمليات المقاومة والتصدي لجنود الاحتلال والمستوطنين وبكل قوة دفاعاً عن الأقصى وحقوق الشعب الفلسطيني مهما بلغت التضحيات».
ولم يتأخر وزير خارجية إسرائيل «ليبرمان» في رده فبعث برسالة لنظرائه حول العالم اتهم فيها الرئيس الفلسطيني بالمسؤولية عن العملية.
في السياق اقتحمت قوات من شرطة وجيش الاحتلال والوحدات الخاصة صباح أمس، المسجد الأقصى المبارك، وهاجموا المصلين بالقنابل الصوتية والقنابل المسيلة للدموع والأعيرة المطاطية بكثافة، بالتزامن مع دعوات متطرفة من «اتحاد منظمات الهيكل المزعوم» لتنفيذ اقتحام مركزي للأقصى تحت عنوان «صعود الآلاف – لن نسمح بانتصار الإرهاب».
وأفادت «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث» في بيان صحفي وصل «عمان» نسخة منه، أن عملية اقتحام المسجد بدأت في حوالي الساعة السابعة والنصف صباحا عبر باب المغاربة والسلسلة، حيث ألقت قوات الاحتلال القنابل الصوتية والأعيرة المطاطية بصورة عشوائية في الساحات لإخلائها من المرابطين الذين تمكنوا من الدخول إلى الأقصى، ومعظمهم من كبار السن وفرضت حصارا مشددا على المداخل الرئيسية للمسجد.
وأضافت المؤسسة: «إن جنود الاحتلال وفي خطوة غير مسبوقة ترفع درجة الخطر الذي يتهدد المسجد الأقصى، أقدموا على اقتحام المسجد القبلي بأسلحتهم وأحذيتهم ووصلوا إلى منبر المسجد، وهي خطوة لم يقم بها الاحتلال من قبل، وهذا يؤكد أن الأقصى دخل مرحلة معقدة ومفصلية وخطيرة جدا».
وأكدت مؤسسة الأقصى، أن الهدف من الاقتحام اعتقال المعتكفين داخل المسجد وإخراج كل من بداخله، بحجة أن هؤلاء معتكفين بهدف التصدي للاقتحامات الكبيرة التي ينوي المستوطنون تنفيذها للمسجد الأقصى بحسب دعوات أطلقوها خلال اليومين الماضيين بمناسبة مرور أسبوع على محاولة اغتيال الحاخام اليهودي المتطرف «يهودا غليك» الذي يعتبر من أبرز المقتحمين اليهود للمسجد الأقصى والداعين لهدمه وبناء ما يسمى الهيكل اليهودي على أنقاضه.
وأشارت مؤسسة الأقصى إلى وجود عدة إصابات في صفوف المصلين بينها اثنتان على الأقل خطيرة، بعد إصابتها في الرأس والعين.
ونبهت إلى أن قوات الاحتلال حاصرت غرفة الآذان في المسجد وحاولت خلع باب الغرفة بعد أن لجأ إليها المعتكفون للاحتماء من اعتداءات قوات الاحتلال ومنع إخراجهم.
وتوقعت المؤسسة أن تقوم قوات الاحتلال باعتقال المعتكفين وربما تفرض عليهم أحكاما طويلة بالسجن قد تصل إلى عشرين عاما بحجة الاعتداء على قوات شرطة الاحتلال بحسب قانون العقوبات الجديد الذي صادقت عليه حكومة الاحتلال مؤخرا.
وأشارت مؤسسة الأقصى،إلى أن قوات الاحتلال أجبرت المصلين في باحات الأقصى على التجمع واحتجزتهم في صحن قبة الصخرة، فيما أعلنت منطقة المسجد الأقصى وساحاته منطقة عسكرية مغلقة، وذكرت المؤسسة أن مئات المصلين من أهالي القدس وعرب الداخل وطلاب المدارس ومصاطب العلم تجمعوا على أبواب المسجد الأقصى، وسط صيحات التكبير والهتافات «بالروح بالدم نفديك يا أقصى».
