يتصور البعض خطأً بأن القَيْلُولَة هي عبارة عن فترة من النوم من اختراع الكُسالى الذين يميلون إلى قضاء أوقاتهم بالنوم ،
ويفضلون الخلود إلى الراحة بدلاً من العمل والنشاط والحيوية ، وهذا التصور الخاطىء إنما هو ناتج عن عدم معرفتهم بالقيلولة ونابع عن جهلهم بها.
فالكثير من أطباء العرب والعجم يجمعون على فوائد نوم القيلولة ويرجعون إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم :" قيلوا فإن الشياطين لا تقيل " ، كما إن العديد من الأبحاث العلمية ، تحدثت جميعها عن أهمية نوم القيلولة للجسم والعقل معا ، وان القيلولة لمدة 40 دقيقة تكسب الجسم راحة كافية ، وتخفف من هرمونات التوتر المرتفعة في الدم نتيجة النشاط البدني والذهني الذي يبذله الإنسان ، هذا بالإضافة إلى إنها تريح ذهن الإنسان وعضلاته وتعيد شحن قدراته على التفكير والتركيز.
وأكدت دراسة أمريكية حديثة لباحثون بجامعة "كولورادو" ان الأطفال دون سن الثالثة الذين يحرمون من النوم في فترة القيلولة ، التي تلي الظهيرة تتأثر حالتهم المزاجية فيما بعد ويعانون من نوبات الغضب والتصرف بعدوانية على المدى البعيد.
وقال الباحثون :" ان الأطفال الصغار يشعرون بالتعب والتعاسة ويتعرضون لمشاكل نفسية ، ويصبحون أكثر عرضة للقلق والتوتر العصبي في مرحلة البلوغ بسبب حرمانهم من النوم في فترة قيلولة النهار ، التي لها الكثير من الفوائد الصحية التي تنعكس عليهم في المستقبل في فترة البلوغ".
وأضافوا :" ان الحرمان من النوم لفترات كافية يؤثر سلبا في صحة الأطفال والكبار على حد سواء ، لافتين إلى أن الأطفال في مرحلة النمو يحتاجون لفترات نوم كافية وطويلة وحرمانهم منها يجعلهم حانقين ، ويغير من حالتهم المزاجية بصورة واضحة ، فإذا تعرضوا لأقل إجهاد ويصبحون أقل حماسة للأحداث السعيدة والمثيرة التي تدور حولهم".
وأجريت الدراسة على مجموعة من الأطفال ، التي تراوحت أعمارهم مابين (2 ـ 3 أعوام) ، وتم قياس فترات نومهم من خلال بعض الأجهزة الخاصة ، وتمت ملاحظة التغييرات التي تظهر على ملامح الأطفال الذين أخذوا الغفوة النهارية المعتادة والأطفال الذين حرموا منها ، وأظهرت الدراسة ان الأطفال الذين حرموا من غفوة النهار سجلوا تجاوبا مع الآخرين بنسبة أقل من الأطفال الذين حظوا بقسط وافر من النوم في النهار بمقدار الثلث أو ما يعادل 34%.
