موازنة التقشّر!
عبدالله الشيدي
04/11/2020م
خلق اللهُ سبحانه وتعالى كل شيء بقدر، وأردفَ لكُل حي خلقه رزقه، وحياته، وموته، وذلك القدَر، لكنّ العجيب أن يُعطي الله سبحانه وتعالى لمعظم خلقه غطاءً، يسمُكُ في بعضها وفي الآخر يصغُر، بحسب البيئة التي يعيشُ فيها، وربما جعل من خلقٍ غطاءً لخلقٍ آخر، والغريبُ أيضاً أنّ مدة حياة بعض هذه الأجناس تعتمد على نوع أغطيتها ومدة صلاحيتها لذلك تضطر لتبديلها بين الفينة والأخرى ولله من قبل ومن بعد الأمر.
وما أستوقفني حقيقةً لهذا المقال هي حقيقةُ مُدة عيشنا خارج أغطيتنا معاشر البشر؟ وما أشبهنا بالفواكه على اختلاف منابتنا، ومشاربنا، وحتى ألواننا، ما غاَر منها بدواخلنا، وما ظهر، فلونُ الفاكهة الخارجي قليلاً ما شابه القشر، غير أن الحقيقة الدامغة تقضي بأن الفاكهة بقشرها متى ما أزلته عنها تسارعت إلى مثاويها الأُخُر!؟
وهكذا جاءت سياسة التقشف لتُعرّي آخر ما كان يُغطينا ويستر، "الدخل" وما أدراك عن ما طار منه؟ وما جرى له؟ وما ضربتهُ الصواعقُ فخَرّ؟ أوَلا تعلمونَ أنّ غطائنا لا يكفينا من الشهر إلى الشهر؟ أوَلا تعلمون أن دخلنا الفقير لنا القشر؟ وأنّنا نعرى ولا نجدُ غيره لنا ستر؟ أويصبحُ دخلنا هو الوزر؟
أنا المواطنُ لستُ معارضاً، ولا ثائراً، ولا مُتأففاً، وقد سدنتُ في محرابِ الطاعةِ عاكفاً دهر، لكنني بربَّ الجلالِ فقيرٌ يحتمي داخل ذلك القشر، يا عُمانُ حناناً بطفلكِ، فما للمكسورِ غير الجبر.
