منحة للباحثين عن عمل.. لتهدئة الأمور

بقلم:علي المطاعني
في ظل الظروف الاقتصادية والصحية الصعبة التي تشهدها السلطنة وكل العالم على السواء، وانعكاسات ذلك على العديد من الأصعدة الاجتماعية، بات التفكير في إيجاد حلول لمعضلة الباحثين عن عمل. فالحلول المطروحة تحتاج زمنا طويلا ومرونة اقتصادية غير متوفرة الآن بحكم ما يعاني منه الاقتصاد الوطني والعالمي، الأمر الذي يفرض علينا البحث عن حلول أكثر واقعية من شأنها أن تعمل على تهدئة الأمور واستيعاب المتغيرات الراهنة في طلب العمل من جانب الشباب، وإيجاد متنفس من الوقت والسعي في تحريك الاقتصاد من خلال التحفيز الاقتصادي.

لذا أصبح من الضروري جدا أن نفكر في إيجاد حلول عملية آنية وأبرزها تخصيص منحة للباحثين عن العمل. فمن شأن ذلك أن يحقق العديد من الأهداف، ومن أهمها عكس اهتمام الدولة بهذه الفئة من الشباب المتحمس للعمل، وإيلائهم عنايتها الكاملة، كما أنها تمتص حالة الاستياء السائدة وسط الشباب والشابات لعدم وجود عمل، فضلا عن أنها تفتح أمامهم مجالات العمل الحر إلى أن تنفرج الأزمة الاقتصادية والصحية التي تحتاج إلى خمس سنوات على الأقل حتى تزول. الأمر الذي يتطلب من الدولة بكافة أجهزتها المدنية والعسكرية ومجلس عمان التفكير في هذا المقترح كمخرج يعالج كل الأزمات ويستوعب المتغيرات بشيء من الحكمة التي يتطلبها العمل الوطني في هذه المرحلة.

ولاشك أن الجهود التي تبذلها الحكومة بتوفير الوظائف في القطاعين العام والخاص كبيرة ومقدرة وفقا للمعطيات والأوضاع الاقتصادية والصحية الراهنة، وإشكاليات العمل في القطاعين العام والخاص والتوفيق بين أطراف وأصحاب العلاقة في القطاع الخاص وأوضاع الشركات الاقتصادية والمالية، إلا أن كل هذه الجهود وفق تقديرنا لن تحل جزءا من الإشكالية التي تواجهها الدولة في حل معضلة الباحثين عن عمل ما لم يصاحبها مقترح بمنح علاوة باحثين عن عمل كجزء من الحلول الآنية إلى أن يجد الباحث وظيفة أو عملا حرا من خلال منظومة العمل والتشغيل الذاتي، والتي يجب أيضا أن تعمل بفكر أفضل وبحلول جذرية يمكن أن تستوعب بعد سنوات الباحثين عن عمل.

إن تقديرات الباحثين عن عمل متباينة، ولا يعرف عددهم على وجه الدقة رغم أن الجهات المختصة أعلنت أن هناك 65 ألف باحث عن عمل من النشطين، هذا بخلاف غير النشطين بتجديد بياناتهم لأسباب عديدة، منها عدم وجود فرص عمل كافية أو الإصابة بالإحباط، أو أنهم لم يروا فائدة من العمل إلى غير ذلك من الأسباب، لكن لا يعني ذلك إغفالهم أو تجاهلهم لو رغبنا في معالجة جذرية لهذه المعضلة.

إن ما يجدد طرح علاوة للباحثين عن عمل هي الأوضاع الاقتصادية والمالية التي تشهدها البلاد، وصعوبة استيعاب الباحثين عن عمل في وظائف القطاعين العام والخاص أو تكلفة التوظيف العالية التي لم يعد بمقدور القطاعين تحملها لذات الأسباب التحديات والصعوبات الاقتصادية آنفة الذكر فضلا عن إشكالية المسرحين عن عمل والتي تلقي بظلالها على الأوساط المحلية بما تحمله من أعباء إضافية.
فاليوم نقر بأن أوضاع الدولة المالية غير مواتية بشكل جيد، إلا أن الإشكالية الأكبر هي بقاء المشكلة بدون حل مرض لكافة المعنيين، فالكلفة المالية والاقتصادية لمنح علاوة للباحثين عن عمل لا تزيد عن 200 ريال وربما تكون أقل عن تكلفة التوظيف ومدى إمكانيته أصلا، وتداعياته في ظل هذه الظروف، فضلا عن انعكاسات عدم إيجاد مخرج للأزمة على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والأمني وغيره.
إن الحكومة ربما بلورت الكثير من الإجراءات في الفترة الفائتة سواء بخروج الموظفين ممن أكملوا 30 عاما للتقاعد أو من خلال بعض الرسوم والضرائب وغيرها من وفورات مالية بإمكانها تغطية منحة الباحثين عن عمل على الأقل، فهذا أفضل من الضغوط على القطاعين العام والخاص في ظل الظروف الراهنة.
إن هذا الطرح لا يعني أبدا وقف التعيين والتشغيل في كلا القطاعين عبر الإحلال وحظر عمل الوافدين في المهن، لكن لابد من إعطاء متنفسا ومجالا لكلا القطاعين لإعداد خطط إحلال تسهم في إيجاد حلول لمشكلة الباحثين عن عمل بشكل ممنهج وعملي بدون أي تأثيرات أو أعباء.
بالطبع نحن نقدر ما تقوم به الحكومة من جهود رغم الأوضاع الاقتصادية والمالية، لكن كبعد وطني وأمني يجب الشروع في إيجاد حلول عملية بمنح علاوة للباحثين عن عمل تخفف عليهم وعلى أهاليهم وطأة الانتظار وتفتح آفاقا جديدة أمام الجهات المختصة لإيجاد حلول عملية ناجعة.
نأمل أن تتدارس الجهات المختصة هذه الفكرة عسى أن تهدأ عبرها الخواطر وتجبر النفوس المحبطة، وتخفف من وطأة المعاناة التي يعانيها الباحث عن عمل في البلاد. وإيجاد حلول أكثر عملية وأكثر إحكاما للوظائف والأعمال الذاتية في البلاد.

الحمد لله على كل حال

شكرآ جزيلا لك

إن بعد العسر يسرا

عسى خير

الاباء احيلوا للتقاعد برغم الظروف التي يمرون بها من مسؤليات وديون
والابناء جالسين في البيوت لا شغل ولا مشغله مما زاد الطين بله.

تحياتي لكم

عسى خير إن شاء الله
شكرا لك أخي ملك الوسامة