" مُحاورات في الاصوليات والقيم الانسانية المشتركة "
قالت :
تسامح/ كلمة ذات بعد شمولي اخاذ بمنحها امكانية الهيمنة على كل ما عداها من كلمات / كلمة جميلة تمتلك جمال السماء /
هو امر رائع ان يطوي الزمن الحرب ويواري كل اعمال المجازر في غياهب النسيان الابدي / ان تتكاتف ايادي الاخوين الموت
والليل مرة اخرى والى الابد من اجل
غسل هذا العالم الذي استحوذت عليه قذارات الانسان وأوزاره!
تلك كانت ترجمة لأبيات تخص الشاعر الاميركي ( والت ويتمان )
وانا اقرأ موضوعك تذكرت كلام الراحل والت ويتمان / نعم التسامح هو اكثر ما نحتاج اليه بعيدآ
عن الاصولية والتطرف
فنحن نحتاج الى الأخرين / نحتاج ان نتعلم ونتطور وننغمس في عالم الحداثه
حتى لو رغمآ عنا
ومتى ما تحقق عنصر التسامح سيوجد الخير والحب والرحمة ووو وسنتحد مع الاخر بغض النظر
عن ديانته ومذهبه لأننا نعلم اننا سنحتاجه في يومآ ما
وهو ايضآ بحاجة الينا .
قلت :
يبقى ذاك الإنفصام والتباين والبون بين :
الكلمات والأقوال وبين الأفعال والتطبيق !
وما نقول في هذا إنّ :
الصّدق
النّزاهة
الاستقامة
الرّحمة
السّماحة
التّعاون
العدالة
الكرم
الإيثار
حبّ الخير،
مساعدة المحتاج
العناية بالضّعيف
بضعةُ أمثلةٍ لقيمٍ وسلوكياتٍ سنتفق عمومًا أ
أنّها تندرج تحت مفهوم الأخلاقيّات .
وعلى الجانب الآخر فإن :
الكذب
الغش
القسوة
التّعصب
الأنانية
الظلم والبخل
قيمٌ وسلوكياتٌ سنتفق – عمومًا أيضًا –
أنها مضادةٌ لما نسمّيهِ أخلاقً.
ولكن يا ترى هل توجد أخلاقٌ بلا دين ؟
وهل للشّخص اللادينيّ أو للملحد أخلاق ؟
إذًا ما هي المرجعيّةُ الأخلاقيّة للملحد أو اللاديني ؟
ما هو المصدر الذي يستمد منه الإنسان الماديّ الذي لا يؤمن بالغيبيات قيمه ومبادئه؟
وهل الأخلاق في نظر الملحد نسبيةٌ أم مطلَقةٌ؟ وإذا لم يكن يؤمن بالحساب الآخروي،
فما الذي يمنعه من ارتكاب الجرائم والشّرور بأنواعها ؟
وعلى هذا المنوال يتساءل المؤمنون " بالأديان" _ مع تحفظي على كلمة الأديان لأن الأصل أن يقال الشرائع
لكون الدين عند الله الإسلام من عهد نبي الله آدم إلى نبينا محمد عليهم السلام _
الذين يرون أن " الأديان " هي المصدر الوحيد الحقيقي لأخلاقٍ واضحةٍ ثابتةٍ محددةِ المعالم
ولها مرجعيّةٌ ثابتةٌ مقدسة .
قالت :
دائما الناس الأصوليين يضعوا الماضي وجه بوجه للحاضر وبنظرهم ان القديم هو الصفاء والنقاء ،
والطهر وكل ما هو حسن وان الحاضر
عالم مليء بالفساد وخالي من القيم الأخلاقية. والسؤال هنا ما الذي أوصل هذه المفهوم؟
أكيد الجواب هو البعد عن الدين فلا يوجد أي ديانة ليس له قواعد ومبادي
فكل ديانة في مراحل ظهورها كانت لا تشبها شائبه، فمثلا لدين الإسلامي في
عهد الرسول والصحابة ما كانت تنتشر هذه المفاسد مثل ما هي منتشرة الأن
ولكن مع تطور الحياة وبعد الاني عن الدين بدأت تتلاشى هذه القيم الأخلاقية .
فاصبحنا بذلك لا نعرف كيفية التعبير والتفكير في مختلف الأمور ولم نطبق ما ميزنا به ديننا الإسلامي
من مبادي واسس ما اعرف اذا تحليلي في نفس الموضوع ولا انا بوادي والموضوع بوادي ثاني .
قلت :
في الأصول هناك يُحرك السكون إذا جاء الكلام لذاك الاجتهاد من ذاك المجتهد
الذي يملك آلية ومواد الاجتهاد ، فبذاك ومن ذاك يجعل بالمقارنة والقياس ،
ذاك الحادث من الأمور كالنوازل التي لم تكن موجودة في عالم الوجود في ذلك الحين ،
ولا شك ومن ذاك نعذر القائلين بأن تلكم الحقبة تختلف جذرياً عن واقعنا المعاش الآن ،
ليبقى الفساد جاثماً في صدر كل أمة ، لأنه مقرون ببقاء الإنسان
ما دامت الأنفاس تترادف وبه من رمق الحياة ،
ولكل زمان سيئاته وحسناته ،
وجميله ومثالبه ،
فحتى في عهد الرسول _ عليه الصلاة والسلام _ كانت هناك تُقام الحدود لمن تجاوزها ،
ومن هنا يكون يقيناً بأنه لا توجد هناك مدينة فاضلة _ كما يُشاع ويُذاع _ ولكن تبقى :
النسبة
و
الكم
و
الكيف
هو
" الفارق والمعيار "
من ذاك التساؤل عن سعة رقعة انتشارالمفاسد
يكون تقييم الأمر ،
وأن السبب يعود لذاك الانفتاح العظيم ،
حيث أصبح العالم قرية صغير تتبادل الثقافات والعادات ،
ليكون التغيير وتكون من ذاك ظاهرة الهجين من العباد ،
من هنا وجب :
التنبه
و
نشر
و
التوعية
و
التثقيف
" من هم يقاسموننا العيش في هذه البلد الأمين " .